إن المتتبع لمجريات الأحداث وتداعياتها على الساحة الفلسطينية يمكنه أن يبصر الحقيقة بعينة دون عناء أو غموض ويضع يده على الجرح النازف من خاصرة القضية الفلسطينية ,, مستلهماً حلول وإبداعات واقعية من وحي التجربة الطويلة والتاريخ المجيد المخضب بالدماء ,,

و لأننا علي أعتاب مرحلة جديدة ستطوى بالتأكيد حقبة زمنية باهتة جرعتنا الويلات والنكسات وأذاقتنا مرارة الهزيمة المتفق عليها مابين الخصوم والأعداء في صناديق الانتخابات والذخيرة في أطار حقيقة كان ينبغي من أجل أخرج تجلياتها حيز الوجود سقوط بضع العشرات من الشهداء والجرحى اللذين دافعوا ببسالة وكبرياء وطهارة ثورية نقية عن شرف العسكرية الفتحاوية دون أن يدركوا بأنهم وكل أبناء فتــح معهم كانوا حطباً في آتون نار الانقسام و قاربين على مذبحة الخيانة التي وصلت حد محاولة الإطاحة برأس مشروعنا الوطني التحرري وإجهاض حلمنا في الحرية والاستقلال بعد أن هيئوا كل المناخات التي تمكنهم من تنفيذ الخطة الموضوعة بدقة وإحكام بغطاء ومساندة من أجهزة أمنية إقليمية ودولية في صفقة تعيد الوطن كله لمشروع روابط القرى والجزر والإمارات والكنتونات ,, متجاهلين عظمة وقوة ووعي شعبنا وثورتنا وقيادتنا وقدرتها على المعالجة الحكيمة ولملمة شعثنــا والانطلاق مجدداً

و لقد بقي الوطن شامخاً رغم كل ما ألم به لأن فتــــح عمود الخيمة ظلت باقية واقفة ثابتة علي قدميها وأخذت أمرها بيدها في ثلاثة محاور

أولهــا إعادة الاعتبار من جديد للقضية وأدارت صراعاً بدبلوماسية بارعة في المحافل الدولية لتعرية حكومة الاحتلال وتحقيق الاعتراف بالدولة وتجسيد مؤسساتها على الأرض ,,

و ثانيها أحداث ثورة تصحيح وتطهير لجسد الحركة من كل الشوائب التي علقت بها خلال هذه المسيرة وتكريس مبادئ المحاسبة والمسائلة في إطار القانون والنظام وقطع يد كل التدخلات الخارجية والحفاظ على استقلالية القرار وتجفيف منابع المال السياسي المشبوه وتعزيز الديمقراطية وصولاً للمؤتمر العام السابع هذا العام ,,

وثالثهما ترتيب أطر ومؤسسات منظمة التحرير والدولة وتجديد شرعياتها على ذات الأسس والقواعد .. 

و هنا وجدنا أنفسنا مرة أخرى مع ذات الشلة و العصابة تطل علينا بمؤامرة علنية مطلوب فيها الآن رأس فتـــح و وحدتها ومصادرة واحتواء قرارها المستقل بالإستقواء بالخارج باعتبار فتح صمام الأمن لشعبنا وخط دفاعه الأول و لقد شاهدنا ما جري يوم الخميس الموافق 6/ 10 / 2016 بساحة الجندي المجهول بغزة وبدلاً من أن تكون هذه الساحة للعزة والكرامة والفخار تحولت إلى جوقة من الردح والخزي والعار تبعها العديد من المبررات الهابطة السخيفة التي تؤكد ارتباط وتواطؤ هذا الفريق مع الأعداء والمنافسين ,,

فحرية التعبير عن الرأي مكفولة بالنظام لأبناء التنظيم عبر التسلسل والمؤسسات والأطر بعيداً عن القذف والتشهير والتخوين والإسفاف والأسائه للجماهير وهي ليست حقاً للمفصولين والمطرودين والملاحقين قضائياً وعليهم أن لا ينسوا أبداً بأنهم وحدهم من مارس الإرهاب الفكري والإقصاء والأستقواء وقمع الحريات والظلم والاستبداد والتفرد والاحتواء ,,

وأن المطالبة بوحدة الحركة وتحقيق المصالحة الداخلية لا يأتي عبر إحراق الصور لرموزنا و قادتنا والدعوات بالرحيل والحملات الإعلامية المضادة التي تتقاطع مع حكومة الاحتلال تماماً ,,

فالحركة متصالحة مع ذاتها و موحدة خلف مؤسساتها ومرجعياتها وفي المقدمة منها الأخ الرئيس القائد العام محمود عباس أبو مازن ,, وأن الدعوات للتجمعات والفعاليات باسم الحركة مهما بلغت هي من صلاحيات واختصاص المرجعيات الحركية الرسمية والشرعية ودون ذلك يعتبر تجنح وانشقاق ,,

و أن العبيد من يرهنوا كل ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم بشخص أصبح خارج سياق التاريخ ؟؟ وأن الحقب التاريخية يصنعها القادة التاريخيين والشعوب الحرة وأنه من سيخلف محمود عباس هو ,,

هو أبو مازن محمود عباس لأننا نتحدث بصراحة عن مشروع وفكرة وبرنامج وقيم وأخلاق وهذا ما تفتقدونه ,,

و لقد انكشفت العورات وسقطت ورقة التوت وبانت الحقائق الزائفة بخروجكم الذي مثل خروجاً طوعياً و مدفوع الأجـــر من فتح وأنكم بخطوتكم تلك وبجمعكم الأشعث الأغبر الذي لا يساوي صفراً في المعادلة الوطنية تستحقون المحاكمة الإضافية بتهمة الغباء السياسي ,,

و أن فتح باتت و أوفيائها على أعتاب مرحلة و انطلاقة ثالثة في مؤتمرها العام السابع الذي حتماً سيكون دونكم ,,,

و دونكم دوماً فتـــــح و غـــــزة و فلسطين أقوى و أبهى و أجمل و ذكرى الرمز ياسر عرفات في الكتيبة و الانطلاقة الــ48 في الســـرايا شاهدة علي ذلك ....