بالقليل الذي يحصّله سامر عبر البيع على عربة، يقارع الصعوبات الحياتية التي يعايشها في بيع الترمس والعصائر للأطفال، حيث بات مصدر الدخل الوحيد لسامر، الشواقل القليلة التي يحصل عليها هي وسيلة سد رمقه وزوجته، سامر وزوجته ينتظران المولود البكر، الفرحة تغلفها خشية من العجز عن تقديم الحياة الكريمة له، ولم تكن الإعاقة البصرية التي أصيب بها سامر معين جبر (32) عاما، من بلدة عرابة، جنوب غرب جنين، عائقا في حياته، إذ سبقتها إعاقة حركية بنسبة (80%) في قدمه اليمنى، قبل بلوغه السنة الثالثة من عمره إثر حادث تعرض له، أصابه بهشاشة عظام وضمور في العضلة، لم يساعد العظم على الالتئام.
ولم تكن خطواته في الحياة سهلة، إذ أكمل دراسته الجامعية استماعا في جامعة القدس المفتوحة ضمن تخصص أساليب تدريس تربية إسلامية، فكان أصدقائه يقرؤون له باستمرار ليتمكن من مواكبة الدرس والاستيعاب والحفظ، وبعد التخرج سارع ليقدم طلب توظيف واجتياز الامتحان في وزارة التربية والتعليم، ليحظى بوظيفة تؤمن له الحياة الكريمة، ولكن خمس سنوات مضت، ذهابا وإيابا، بخمس امتحانات توظيف، دون أن يحصل على فرصته.
يقول سامر "أدفع كامل الاستحقاقات التي تترتب علي من فواتير كهرباء ومياه دون تخفيضات، مراعاة لوضعي كذوي إعاقة، وبالمقابل ألتزم أنا بما علي ولا تلتزم الدولة بما عليها اتجاهي. ولم تكن هذه مشكلة سامر الوحيدة إذ تفاقم الأمر معه العام الماضي بعد هدم بيته المكون من ثلاثة طوابق إثر تشقق التربة أسفل المنزل، وكان يضم المنزل ذويه وأخوته وأخواته الأربعة.
فيما قامت بلدية عرابة بتأمين منزل قديم للعائلة، وطمأن المحافظ السابق لمحافظة جنين المرحوم قدورة موسى سامر بأنه سيقوم بمساعدته بدفع تكاليف إيجار بيته بعد الزواج، وتزوج سامر بعد وفاة قدورة فقامت محافظة جنين برفع كتاب لوزارة المالية وتم المصادقة عليه.
وأُبلغ سامر فيما بعد من قبل بلدية عرابة بناء على بلاغ من المحافظة بأنه تم رصد مبلغ 1000 دينار بدل إيجار سنوي للبيت، وعندما ذهب أصحاب البيت لاستلام المبلغ أخبروهم بأن الأوراق لم تكتمل، وتارة أخرى بأن الكتاب لم يتم اعتماده، فأصبح أصحاب المنزل يطالبونه بتسديد الإيجار السنوي. فمطلب سامر الوحيد هو تأمين وظيفة يستطيع من خلالها العيش بكرامة بعيدا عن سؤال الغير ويقول "هذا من حقي بعد أن أكملت دراستي الجامعية في ظل ظروف مادية سيئة وبالرغم من إعاقتي وفقدان بصري".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها