شكّل توقيع رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الثلاثاء، على إعلان دعم حرية الإعلام في العالم العربي، وإصداره قرارا باعتبار الأول من آب، يوماً لحرية الرأي والتعبير في فلسطين، حدثا تاريخيا على المستويين الفلسطيني والعربي ووضع حجر أساس يبنى عليه عربيا، وتأكيدا على أن توق الفلسطينيين للحرية يجسده العمل على أرض الواقع.
هذا التوقيع الذي بادر إليه الرئيس محمود عباس اليوم كأول رئيس عربي، ستمتد أبعاده وأصداؤه إلى الدول العربية والعالم، ويحصد ثماره الصحفيون العرب الذين طالما ينادون بضمان حرية الرأي والتعبير.
وأكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين، نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، ناصر أبو بكر أن هذا يوم تاريخي للصحافة الفلسطينية وفلسطين التي سجلت بتاريخها تأسيس أول نقابة صحفيين عام 1922 في يافا، واليوم تسجل سبقا كأول دولة في الوطن العربي توقع على إعلان دعم حرية الإعلام في العالم العربي، وأن الرئيس محمود عباس أول رئيس وقّع عليها الذي سيكون نموذجا يحتذى به في العالم أجمع.
وقال:" توقيع سيادة الرئيس على وثيقة فلسطين تبادر لدعم حرية الإعلام في العالم العربي يؤكد على التزام الرئيس وحكومته بمبادئ الحريات الإعلامية والمعايير الدولية فيما يتعلق بالحريات الإعلامية".
وأضاف أبو بكر: "فلسطين تلتزم اليوم بأعلى المعايير الدولية في الحريات الإعلامية واليوم قرر الرئيس اعتبار الأول من آب اليوم الوطني لحرية الصحافة والإعلام في فلسطين، تكريما لجهد نقابة الصحفيين والمؤسسات الشريكة لها ونضال الصحفيين الفلسطينيين، انطلاقا من قناعاته بضرورة ضمان حريه الإعلام والتي يعتبر أن سقفها السماء".
وتابع: "نشكر سيادة الرئيس من أعماق قلوبنا وهذا موقف تاريخي يسجل له أن يتم في عهد سيادته هذا الإنجاز التاريخي".
وشدد أبو بكر على أن هذا الحدث رسالة إلى العالم الذي يراقب عن كثب أداء دولة فلسطين ومؤسساتها ونقاباتها "بأننا قادرون على بناء مؤسسات دولتنا ونستحق الحرية والاستقلال ونحن الأكثر توقا للحرية في العالم، وبناء مجتمع ديمقراطي تعددي ونظام سياسي يحترم حرية الإعلام والتعبير".
وأوضح أن هذا التوقيع سيترتب عليه الإسراع في إقرار عدد من القوانين الكافلة لحرية الإعلام وحرية الوصول للمعلومات وبناء مؤسسات إعلام عصرية وفق أعلى المعايير الدولية واحترام القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية، معربا عن أمله بسرعة تنفيذ الحكومة والجهات المختصة هذا الالتزام الذي وقع عليه الرئيس لأن توقيعه أكبر ضمانة لاحترام حرية الصحافة والصحفيين والتعددية واستقلالها.
وعبر أبو بكر عن اعتزازه بالنظام السياسي الفلسطيني من أعلى هرمه ممثلا بالرئيس محمود عباس المبادر الأول كأول رئيس عربي يوقع على هذا الإعلان، وقال:" نحن كنقابة كنا واثقين من أن سيادته سيوقع على هذا الاتفاق لأنه للأنهلنه وعدنا بأن يوقع وها هو اليوم يوفي بوعده لنا".
بدوره، أوضح نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين جيرمي دير أن هذا الإعلان هو حصيلة عشرات الاجتماعات التني تمت في نواحي العالم العربي بما فيها فلسطين وشارك فيها مئات الصحفيين والخبراء القانونيين، ومقررو حريات الإعلام حول العالم، ويهدف إلى تعزيز وحماية العمل الصحفي والاستقلالية التحريرية.
وقال:" كون فلسطين هي أول دولة وقعت على هذا الإعلان في الدول العربية على المستوى الرسمي من خلال توقيع الرئيس محمود عباس، وعلى المستوى المهني من خلال توقيع نقابة الصحفيين ومئات الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني المختلفة بما فيها الحقوقية، فإن ذلك سيكون علامة فارقة في تاريخ حرية الصحافة الفلسطينية والعربية".
من جهته، قال منسق العالم العربي في الاتحاد الدولي للصحفيين منير زعرور إن الأول من آب يوم حرية الصحافة والإعلام الفلسطيني سيكون يوما يتذكره الاتحاد الدولي للصحفيين، والصحفيون حول العالم.
وقال: "أنا متأكد من أن الأول من آب المقبل سيشارك الصحفيون العرب والدوليون زملاءهم الفلسطينيين احتفالاتهم بهذا العيد".
وأضاف: "هذا الإعلان يحتوي على 16 مبدأ، أهمها أن الحق في الحصول على المعلومات هو البنية الأساسية لصحافة حرة ومستقلة وأنه يجب عدم حبس الصحفيين لعملهم المهني، وينص على أن المساواة بين الصحفيين والصحفيات هو حق مكفول ومن الحقوق الأساسية، كما يتضمن مواد خاصة بالسلامة المهنية للصحفيين وملاحقة المعتدين عليهم".
وتابع زعرور: "هذا الإعلان يشكل الإطار العام استنادا للقانون الدولي حول كيفية إصلاح التشريعات الإعلامية وهو يعتمد على الاتفاقيات الدولية وأفضل الممارسات الدولية في قضايا مثل تنظيم الإعلام وحماية التعددية وحماية التنوع في قطاع الإعلام".
وتابع: "نحن متواصلون مع زملائنا في المنظمات الدولية بما فيها اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان ومع أخوتنا في فلسطين في هذه الهيئات الذين سيقومون بدورهم بإيداعها كوثيقة فلسطينية، وبذلك تساهم فلسطين في التقدم وتعزيز التراث الإنساني والحضاري".
الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني قال إن "توقيع سيادة الرئيس على هذه المبادرة الداعمة للحريات، وانطلاقا من "هذه فلسطين" لهو انتباهة كبيرة وناجزة نحو تأصيل الحرية في سياقها الأتم والأشمل، وسبق لسيادة الرئيس أن قال عندما سئل عن حدود الحرية وسقفها، أن سقفها السماء".
وأضاف: "في السياق الثقافي وعلى اعتبار أن المثقف رأس حربة وحارس الاستراتيجيا فإن الحرية هي ركيزة الوعي وأساس الإبداع".
من جانبه، أكد الكاتب والشاعر المتوكل طه أن توقيع جميع الأطراف على الاتفاقيه لا يعتبر إلزاما أدبيا أو رمزيا لهم فحسب، بل يصل إلى أن يقوم كل طرف باجتراح ما عليه من مسؤوليات بدءا من سن القوانين وهذا برسم الحكومة والرئاسة، مرورا بالدور الذي تقوم به المؤسسات الحقوقية والقانونية، وصولا إلى المؤسسات الصحفية التي عليها أن تراعي كليا هذا الأمر في عملها اليومي، ما ينعكس إيجابا على الصحفيين وعلى تطوير مهنة الإعلام بشكل عام، وأن كل ذلك تحت شعار"لا شرط على الحرية إلا المزيد منها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها