لم يكن تفوق الشقيقات التوائم الثلاثة من محافظة طولكرم في إمتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، سوى رصيد مشرف يضاف إلى سجل نجاحات عائلة عثمان، التي تستحق أن يطلق عليها وبكل فخر " العائلة المتفوقة"، لحرصها على تميز وتفوق أبنائها وبناتها المتجملين بالعلم والثقافة والطموح.

وعلى ما يبدو أن حرص التوائم الثلاثة الإناث على تقارب نسب معدلاتهن في إمتحان "التوجيهي"  نابع من تقارب تفكيرهن وتصرفاتهن وطباعهن، حيث حصلت ألاء أسامه عثمان على معدل 95.1 في الفرع العلمي، وشقيقاتها، ضحي على معدل 94.8 في الفرع العلم، وإسراء على معدل 96.8 في الفرع الصناعي لتكون الرابعة على مستوى الوطن والأولى على طولكرم.

ومنذ إعلان النتائج، ورغم سيطرة مشاعر الفرح والسعادة التي لا توصف على والديهما، إلا أن التوائم الثلاثة لم يستطعن تمالك أنفسهن وإجهشوا بالبكاء، ولم يستطعن التعبير عما يجول بداخلهما سوى بالدموع، وذلك لعدم تصديقهما نبأ المعدل، حيث توقعن معدلا أعلى يستطيعا من خلاله رد الجميل والعرفان لوالدين زرعا في أبنائهن حب العلم والتفوق وتحمل المسؤولية وإتخاذ القرار الحكيم وقوة الشخصية.

وتتمتع التوائم الثلاثة المتفوقات بجمال رباني حيث لا تكاد تميزهن عن بعضهن البعض، لتشابه ملامحهن وإرتدائهن ذات الثياب وبنفس الألوان، ولتوارد خواطرهن وكأنهن جسدا واحدا. 

تقول إسراء  أنها وشقيقاتها التوأم لا يكدن يفترقن أثناء دراستهن حيث كن يدرسن مع بعضهن البعض خلال العام الدراسي وفترة الإمتحانات، ولا يحتملن فراق. وكن يشجعن بعضهن عل الدراسة لحصد التفوق والنجاح".

وعن لحظات دخول الإمتحان والتي تجبر فيها الشقيقات التوأم على الإفتراق قالت آلاء من مدرسة العدوية:" أنا وشقيقتي ضحى في مدرسة العدوية الثانوية للبنات، كنا نقدم الإمتحانات النهاية كل منا في طابق، بحيث لانستطيع رؤية بعضنا البعض إلا أننا ومع ذلك كنا نعيش كجسد واحد، فأرواحنا كانت تتعانق أينما تواجدنا".

وتتمنى آلاء التي تضررت وشقيقاتها وباقي الطلاب بفعل إضراب المعلمين والتي أثر على معدلها بشكل واضح وجلي، أن يتم مساعدة والدها خريج "هندسة الحاسوب" والذي يعمل كسائق تكسي على تأمين منحة دراسية لها ولشقيقاتها التوأم،  لتفوقهن وتميزهن وعدم قدرة والدهن على تغطية تكاليف دراستهن الجامعية. 

وطموح التوائم الثلاثة يعانق عنان السماء، حيث تتمنى إسراء أن تدرس هندسة الحاسوب كوالدها كونها تحب البرمجيات والكمبيوتر فيما تتمنى ضحى أن تتخصص طب أسنان لتبقى آلاء في حيرة من أمرها لإختيار التخصص الذي ترغب.

وتفتخر التوائم الثلاثة بأنهن من عائلة تعشق العلم حيث يعني لها التفوق االشيء الكثير، وحول ذلك يقول والد التوائم "أبو يزن"  أنه زرع في أبنائه الثلاثة وبناته الستة حب العلم بإعتباره سلاحا مقدسا".

وعبر عن فرحته وسعادته المضاعفة والتي لا توصف بتفوق توائمه الجميلات، مؤكدا أن الإهتمام بالأبناء وحثهن على التعليم منذ الصغر هو الدافع للإحساس بالمسؤولية لدى الأبناء وتحقيق النجاح والإصرارعلى التفوق. 

ويقول:" الحمد لله إستطعت وزوجتي التي درست تخصص اللغة الإنجليزية من بناء عائلة متفوقة وطموحة حيث إنتزعت نجلتي سماء "24" عاما المركز الأول في تخصص الأزياء في خضوري وتعمل حاليا معيدة في جامعة خضوري، وحصلت سينيمار "19"عاما على المركز الأول العام قبل الماضي في الفرع الصناعي، فيما حصل نجلهم يزن على معدل 96 قبل أربع سنوات ليدرس الطب حاليا في تركيا، ونجلهم أيوب من المتفوقين ويدرس هندسة كمبيوتر في تركيا.

جدير بالذكر، أن التوائم الثلاثة من مواليد 28ـ7ـ1998م وكن يدرسن من 4 5 ساعات يوميا مع متابعة يومية لدروسهن.