وقد كان الفلسطيني أول من شاهد العملية وأول الواصلين للموقع جنوب الخليل، وقد سارع إلى الاتصال واستدعاء الهلال الاحمر الفلسطيني الذي وصل قبل الاسعاف الاسرائيلي، وباشرت زوجة الفلسطيني بتقديم الاسعاف الأولي للمستوطنين المصابين في عملية اطلاق النار وكذلك الحال بالنسبة للهلال الاحمر الفلسطيني، وبعد وصول الاسعاف الاسرائيلي الذي باشر بتقديم العلاج للمستوطنين المصابين بقيت سيارة الهلال الاحمر في الموقع لحين اخلاء الجرحى.

موقع "واللاه" العبري نشر الخبر تحت عنوان "عملية خط 60- فلسطيني استدعى الاسعاف، زوجته اعتنت بالمصابين"، وفصل قليلا هذا العنوان ومن ثم اعطى مساحة واسعة للاسعاف الاسرائيلي، وماذا قال أحد المسعفين عن الحادث والمصابين ونقلهم للمستشفى، ولم يتحدث الموقع مع الفلسطيني الذي استدعى الاسعاف وكذلك لم يتحدث مع أي مسعف فلسطيني.

هذا الموقف الذي قام به الفلسطيني لم يحظ بأي اشارة من المستوى السياسي الاسرائيلي ولا حتى العسكري والأمني، على خلاف ما حدث في بداية الاحدث اواخر عام 2015 وفي منطقة الخليل ايضا، عندما ثارت ثائرة اسرائيل على سيارة تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني التي اتهمتها اسرائيل بعدم تقديم العلاج لمستوطنين مصابين، وقد صرح في حينها رئيس وزراء اسرائيل والعديد من وزراء حكومته وهاجموا الفلسطينيين على هذا الموقف، ولم تكتف اسرائيل بذلك بل رفعت شكوى ضد الهلال الاحمر الفلسطيني، ولكن ما جرى في عملية جنوب الخليل الجمعة الماضي مر دون ان يتطرق له احد سوى موقع "واللاه" وبشكل خجول.