اعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن أمله بمواصلة الجهود لإنجاح المبادرة الفرنسية من اجل التوصل لحل الدولتين، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وجود آلية تنفيذية وسقف زمني للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .
واعتبر العربي في كلمته امام حفل التوديع الذي نظمته الأمانة العامة للجامعة لمناسبة انتهاء فترة عمله، أن قرارات الامم المتحدة الخاصة بحقوق الفلسطينيين لم تتحقق على ارض الواقع، الا أن هناك مؤشرات على انه حدثت انجازات رغم انها لم تصل بعد للمستوى المطلوب في ظل اتساع الاعترافات الدولية بفلسطين وتمكينها من رفع علمها في مقر الامم المتحدة.
وأعرب العربي عن شكره للرئيس محمود عباس على منحه الوشاح الأكبر لفلسطين، وانه سيبقى ملتزما بالدفاع عن قضية فلسطين والدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وقال: إن الجامعة العربية هي مرآة لما تتفق عليه دولها الاعضاء، معتبرا ان دورها في حل المشكلات والازمات هو أمر يتعدى امكانياتها، لافتا في هذا السياق الى انها لا تملك سلطات المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التي تبذل جهودا كبيرة حيال الازمات في سوريا، وليبيا، واليمن، ورغم ذلك لم تحل تلك الازمات .
وأعرب العربي عن أمله بأن ينجح خليفته احمد ابو الغيط الذي سيتولى مهامه يوم الاحد المقبل في قيادة الجامعة العربية ومواصلة مسيرة اصلاحها وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يلبي تطلعات وطموحات الشعوب العربية في ظل التحديات والمتغيرات الخطيرة التي تحيط بالمنطقة .
وقدم العربي كشف حساب حول ما حققته الجامعة العربية خلال فترة توليه لخمس سنوات مضت، مؤكدا اهمية تضافر جهود دولها الاعضاء لمكافحة الارهاب وصيانة الأمن القومي العربي، منوها في هذا الاطار بقرار المجلس الوزاري العربي في 7 سبتمبر 2014، وكذلك القرار التاريخي لقمة شرم الشيخ بتشكيل القوة العربية المشتركة كضرورة لحفظ السلام والتدخل السريع في الأزمات وتقديم المساعدات الانسانية وحماية الخطوط الملاحية .
كما استعرض العربي الجهود التي قامت بها الجامعة العربية حيال الازمات في سوريا وليبيا واليمن، معتبرا ان الانتقادات الموجهة للجامعة بالتقصير انما هي اتهامات سطحية، حيث تواجه المنظمات الدولية نفس الاتهامات ازاء القضايا المختلفة.
كما اعرب العربي عن أمله بمواصلة جهود تطوير واصلاح الجامعة العربية بما فيها تعديل ميثاقها، ليتم اقراره من قبل القادة العرب خلال القمة العربية المرتقبة في نواكشوط الشهر المقبل.
من جانبه اكد السفير احمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، حرص الأمانة العامة على تنظيم هذا اللقاء للاحتفاء بنبيل العربي بعد خمس سنوات من العمل القومي، وسط العواصف العاتية التي اجتاحت المنطقة العربية .
واشاد بن حلي في كلمته امام الاحتفالية بجهود العربي في تطوير مسيرة الجامعة العربية، وتسيير المؤسسة بعقلية القاضي الحريص على تفادي الوقوع في الخطأ او الاجحاف بحق أي فرد في المؤسسة .
واشار بن حلي الى اهمية مشروع تطوير الجامعة العربية الذي واصله العربي وبدأه سلفه عمرو موسى، موضحا ان الجامعة العربية تنتمى الى الجيل الأول من المنظمات على غرار عصبة الامم المتحدة، ولا بد من نقلها الى الجيل الثاني بتعديل ميثاقها وتحديث اساليب عملها حتى تتمكن من استيعاب متطلبات الحاضر والمستقبل.
وعبر بن حلي عن أمله بأن يتجه الامين العام للجامعة الى كتابة مذكراته التي تسجل فترة ساخنة بالأحداث في المشهد العربي، قائلا "إنه من حق المواطن العربي قراءة هذه المذكرات بكل ابعادها واسرارها وتفاعلاتها اقليميا ودوليا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها