بقلم: ماهر حسين .
هناك العديد من المواضيع التي تقتضي النقاش والحوار وتبادل الأراء وطرح وجهات النظر ...مواضيع تتعلق بالحاضر وبالقادم ومواضيع تهم المواطن كظاهرة الفلتان الأمني في بعض المدن الفلسطينية وهي ظاهرة يجب القضاء عليها بلا تردد على أن تكون اليات التعامل مع هذه الظاهرة البائسة ليست امنية وفقط بل يجب أن تكون تربوية وتوعوية كذلك .
ولكني هنا سأتوقف مع القارئ الكريم في محطة مختلفة ...محطة تستحق الانتباه ...سنتوقف معا" في دولة جميلة تقع في قارة أسيا ...دولة صديقة ....وجزيرة تستحق الإهتمام ...والحديث هنا وكما هو ظاهر في العنوان سيكون عن سيرلانكا ..بلاد السيلان ...بلاد السرنديب .
حضارة ..وإرث حضاري عريق ...تقاليد وفنون شعبية ...طبيعة متنوعة ...تعامل لطيف ...شعب مبتسم ...شعور جميل ومتعة مهولة ...تنوع في الجو بشكل ملفت.... خضروات وفواكة طازجة ...كل ذلك جزء من الأوصاف التي يمكن أن أطلقها على تلك الجزيرة الرائعة .
والأجمل من ذلك ..القيم والتقاليد والعادات ...حيث في ذلك البلد عشت قيمة من القيم التي اعتز بهــــــــــــــا وأراها مخرجا" لنا من الكثير من المشاكل التي تسمى (طتئفية ومذهبية ودينية وقومية كذلك ) أتحدث طبعا" عن قيمة التعايش ...التعايش بين الجميع بغض النظر عن الإختلاف الديني والقومي .
في ذلك البلد الجميل شاهدت كنيسة وبالقرب منها مسجد وعلى بعد أمتار من المسجد معبد بوذي وبالخلف من المعبد البوذي يوجد معبد هندوسي .
الكل يتوجه الى المكان الذي يريد ...الكل يزور مكان العبادة الذي يريد ...بلا أي تناقض وبلا أي ظواهر للتعصب المكروه بين الديانات .
فالدين هنـــاك موضوع يخص المواطن والدولة تخص الجميع .
في تلك البلاد المواطن هو الذي يتبرع لمكان العبادة حفاظا" على الدين والقيم التي يدعو لها الدين ...فتجد في كل مكان عبادة صندوق للتبرع ....حتما" هذه الصورة الجميلة التي أصفها هناك ما يعكر صفوهـــــــــــــا على أرض الواقع ففي كل الديانات هناك البعض ممن يرغب في الإستفادة من الدين لتحقيق أهداف سياسية وإقتصادية ولكني شاهدت ما يسر نظري ..شاهدت تعايش وقبول وهذا ما نحتاج إليه الآن لنتعلم بأن الإختلاف لا يعني اقتتال وبأن التباين نعمة وتعددية وإثراء للبلد وليس نقمة .
إن ما شاهدته من تعايش ومن تباين أثرى المكان وأثرى الدولة وجعلها قبلة سياحية بشكل مميز .
ومن ذكريات الزمن الجميل شاهدت فوائد التعليم المجاني وشاهدت أثر العلاج المجاني على المواطنين هنــــــــــــــاك.
في تلك الجزيرة الخلابة ....وفي ذلك المكان الجميـــل ..توجهت الى مدينة شاطئية رائعة ...كانت مهبط العرب الأوائل صدفة" ...توجهت الى (بيروالا) الجميلة حيث يوجد مسجد الشهيد ياسر عرفات .
ذهبت قاصدا" المكان الى شارع الشهيد ياسر عرفات حيث توجهت الى مسجد الشهيد ياسر عرفات ...هذا الصرح الجميل (المسجد) (المدرسة) تم تشيده تحت رعاية الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وتم تمويله من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ...هناك في (بيروالا) الخلابة توجهت الى المسجد وشاهدت ما يسر النظر والخاطر حيث بمجرد ان أشرت بأنني من فلسطين سارع إمام المسجد لمرافقتي في جولة بالمسجد وقابلت البعض من المصلين وشعرت بالفخر وأنا أشاهد حلقات تعليم اللغة العربية للأطفال هنـــاك .
هو مسجد ولكنة يحمل إسم الشهيد القائد ياسر عرفات...ياسر عرفات صانع الهوية الوطنية الفلسطينية وأحد أبرز مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ...ياسر عرفات صانع الثورة ورجل الحرب والسلام ...ياسر عرفات الذي صال الدنيا وجال حاملا" معه قضية وموقف ...ياسر عرفات الوفي.. ياسر عرفات الذي له الوفاء من شعبه ومن القيادة الفلسطينية ..ياسر عرفات الحي في قلوبنا وعقولنا أبدا" ...ياسر عرفات هذا الرجل الذي جعل من كوفيته التي يرتديهــــــــــــــا رمزا" لفلسطين وللحرية في العالم .
هو مسجد ويحمل إسم الشهيد ياسر عرفات حيث تقام الصلاة ويتم تنظيم الدروس الدينية ويتم تعليم العربية ..هو مسجد في المدينة التي حط بها العرب في جزيرة سيلان ...هو مسجد للمسلمين ولكنه قبله للأحرار .
أدعوكم لزيارة تلك البلاد الجميلة وأدعوكم لزيارة مسجد الشهيد ياسر عرفات .
وأدعو للإهتمام في العلاقات مع أسيا ...فهناك ضرورة لتعزيز العلاقات مع أسيا من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية والزيارات الرسمية وتفعيل دور جمعيات الصداقة والسفارات علما" بأن أسيا لم تعد حكرا" علينا ..هناك تغيرات يجب أن ندرسها بدقة ونتعامل معها .
نعم في تلك البلاد ...
(بلاد السرنديب )
(جزيرة سيلان)
جمهورية سيرلانكـــــــــــــا الديمقراطية الإشتراكية
يوجد لنـــا مسجد وقبله .
نعم تلك البلاد في قارتنا تريد منـــــــــا رسميا" وشعبيا" إهتماما" أكبر .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها