قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "يتملكني وأنا ألتقي بأهلنا من سعير والشيوخ، شعور حقيقي بالفخر وبالاعتزاز، فخلال الهبة الشعبية، استشهد من محافظة الخليل خمسون شهيدا، بينهم اثنا عشر شهيدا من سعي".
وتابع رئيس الوزراء خلال كلمته في حفل وضع حجر الأساس لمركز الطوارئ والولادة الآمنة (مركز الشهيدة ريهام دوابشة)، اليوم الأربعاء، في سعير بمحافظة الخليل، "رغم ذلك تظهر بلدات وقرى ومدن الخليل، قدرة هائلة على الصمود والتحدي، ويظهر أهلها إرادة ورغبة وطنية في التنمية والبناء لمواجهة التهميش والتضييق ومصادرة الأرض والموارد. فالخليل، كباق محافظات الوطن الرازح تحت الاحتلال وتداعيات الحصار والعقاب الجماعي، هي شاهد على القهر والطغيان، كما هي شاهد على إرادة الحياة والبقاء التي تنبض منها."
وحضر الافتتاح محافظ الخليل كامل حميد، ووزير الصحة جواد عواد، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ورئيس بلدية سعير كايد جرادات، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وقال: "اسمحوا لي في البداية، أن أترحم، نيابة عن الرئيس محمود عباس والحكومة، على أرواح شهداء فلسطين الأبرار "الأكرم منا جميعا"، وأن أحيي من سعير الصمود الأسطوري الذي يسطره أبناء شعبنا في كل مكان، وهم يتحدون بطش الاحتلال وظلمه وإرهاب مستوطنيه. كما أتوجه بتحية إكبار وإجلال لأسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الأسرى المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم الأسير محمد القيق، المستمر في إضرابه منذ أكثر من سبعين يوما."
وأضاف الحمد الله، "إننا، وإذ نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته، فإننا نناشد دول العالم والمؤسسات الدولية المتخصصة، للتدخل الفوري والفاعل لإنقاذ حياة الأسير القيق، وإلزام إسرائيل بالاستجابة لمطالب الأسرى العادلة التي أقرتها كافة المواثيق والاتفاقات الدولية ذات الصلة، وإلغاء الاعتقال الإداري ووقف سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجونها، والإفراج عن الأسرى جميعهم دون استثناء، سيما المرضى والأطفال والنساء، وقدامى الأسرى وأعضاء المجلس التشريعي."
وأوضح "لم يعد مقبولا أن تعامل إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون، وهي تستمر في قتل أبناء شعبنا، وتعتقل الأطفال والمرضى، وتنتهك حرمة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وتحاصر أهلنا في قطاع غزة، وتقطع أوصال مدينة القدس وتحاول تغيير طابعها الجغرافي والسكاني، وتهدم البيوت والمنشآت في محاولة لاقتلاع وجودنا وهويتنا منها."
واستطرد رئيس الوزراء: "أتواجد بينكم في محافظة الخليل، في إطار واجبنا اليومي للوقوف على احتياجات شعبنا وتوفير مقومات بقائهم على أرض وطنهم، واستكمال مسيرة البناء والتنمية. نجتمع هنا لنضع لبنة جديدة لدولتنا، فمركز الطوارئ والولادة الآمنة الذي نضع بعد قليل حجر الأساس له، إنما يعد مكونا هاما في تحسين جودة ونوعية الخدمات المقدمة في إطاره".
وتابع: "يقدم هذا المركز، الذي يحمل إسم الشهيدة رهام دوابشة وفاء وتخليدا لذكراها، خدماته لنحو100 ألف مواطن في شمال شرق الخليل، ويأتي في إطار مجموعة كاملة من المشاريع لتطوير منظومة العمل الطبي في المحافظة، فقد قمنا خلال العام الماضي، بوضع حجر الأساس لمستشفى دورا الحكومي، ولمستشفى الرئيس محمود عباس في حلحول، كما تم ضم مستشفى محـمد علي المحتسب لوزارة الصحة، ليتم تطويره وتشغيله، حيث يباشر قريبا العمل بأقصى طاقاته، وكما تم توسيع المستشفى عالية الحكومي."
وحيا الحمد الله بلديتي سعير والشيوخ، على تبرعهما بالأرض التي سيقام عليها المركز، وقدم الشكر للحكومة الإيطالية على دعمها السخي لإنشاء هذا المشروع الحيوي. قائلا: "المراكز والأقسام الطبية والمستشفيات التي افتتحناها أو بدأنا العمل بها في هذه المحافظة الصامدة، كما في كل شبر من أرضنا، هي تذكير للعالم بأسره، بأننا، وإن حوصرنا أو هددنا بالاقتلاع أو القتل أو التهجير، سنواصل العمل لبناء دولتنا وتوفير مقومات القوة والصمود لشعبنا ومؤسساتنا. وستبقى قضيتنا الوطنية دوما عصية عن المصادرة والتشتيت أو النسيان."
وقال: "في كل يوم يتركز عملنا أكثر، أيها الأخوات والأخوة، على تطوير اقتصادنا الوطني والنهوض بمؤسساتنا لتكون أكثر قدرة على توفير مقومات الحياة الكريمة، بما يليق بشعبنا ويرقى إلى مستوى تضحياته. فالقيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس، تقف بجدية وصلابة مع نضالات شعبها، وستواصل جهودها الحثيثة للتعجيل بالخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإنجاز حقوقنا الوطنية، بالاعتماد على الأدوات الدبلوماسية والقانونية، وعبر المقاومة الشعبية السلمية. فنحن لن نستسلم للاحتلال والاستيطان، ولن نسمح باستمرار سرقة ونهب مواردنا أو تعطيل جهودنا للاستثمار والبناء على أرضنا وصنع المستقبل فيها."
كما قام رئيس الوزراء بزيارة إلى بلدية الشيوخ التقى فيها رئيس البلدية شريف حلايقة، وأعضاء المجلس البلدي وأهالي البلدة، واستمع منهم لاحتياجاتهم ومطالبهم، وأكد العمل لتلبيتها في اقرب وقت ممكن، وفق الإمكانيات المتاحة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها