ضمن سلسلة النشاطات والفعاليات التي يقوم بها شعبنا الفلسطيني في لبنان لمواجهة الإجراءات التي أطلقتها وكالة الأونروا في بداية العام 2016 والتي تنذر بخطر كبير يهدّد حياة الإنسان الفلسطيني؛ دعت رابطة علماء فلسطين في لبنان الفعاليات السياسية والحقوقية والاجتماعية والشعبية، للقاء موسّع في بلدية صيدا الأمس الأحد 31\1\2016، تحت عنوان "اللاجئ الفلسطيني حقوقه ومعاناته في ظل سياسات تقليص خدمات الأونروا"، للتباحث في سُبُل المواجهة، ولتكثيف الجهود والضغط على الأونروا للتراجع عن خطواتها التعسُّفية بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتقدّم المشاركين أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان، وعدد من قادة وكوادر وممثلي فصائل "م.ت.ف" والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وممثّلي تحالف القوى الفلسطينية، وممثلي هيئة علماء المسلمين الفلسطينيين في لبنان، وأمين سر حركة "فتح" شعبة صيدا الحاج مصطفى اللّحام، وعدد من الفعاليات القانونية والاجتماعية والحقوقية، والجمعيات الأهلية.

بدأ اللقاء بتقديم من مسؤول العلاقات والإعلام في رابطة علماء فلسطين فضيلة الشيخ علي اليوسف، ثم كانت تلاوة عطرة لآيات من كتاب الله تعالى لفضيلة الشيخ حسين قاسم، وبعدها كانت الكلمات لكل من رئيس رابطة علماء فلسطين فضيلة الشيخ بسام كايد، ثم اللواء فتحي أبو العردات، فممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان علي بركة، وعضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" وعضو لجنة ادارة الازمة مع الاونروا صلاح اليوسف.

تلا ذلك تقديم أوراق عمل لكل من المؤسّسة الفلسطينية لحقوق الانسان "شاهد"، قدّمها مدير عام المؤسسة الدكتور محمود حنفي، ثم ورقة اللجان الشعبية في لبنان قدمها امين سرها أبو إياد الشعلان، وبعدها ورقة مدير مكتب اللاجئين الفلسطينيين في حركة حماس في لبنان ياسر علي، أمّا الورقة الرابعة فقدّمها الكاتب والباحث الفلسطيني مدير مركز العودة علي هويدي، وبعدها قدّم اللاجئ الفلسطيني من سوريا الشيخ لطفي الكيلاني قصيدة من وحي المناسبة.

وخُتِم اللقاء بالبيان الختامي تلاه الشيخ اليوسف، جاء فيه:

أولاً: يعلن الشعب الفلسطيني في لبنان تكاتفه وتلاحمه، ووقوفه صفاً واحداً في مواجهة سياسة الأونروا الظالمة، واستعداده للاستمرار بالخطوات التصعيدية مهما كلّفت من تضحيات؛ فالقضية بالنسبة لنا مصيرية.

ثانياً: نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية وفاة أي فلسطيني على أبواب المستشفيات، وأي تداعيات خطيرة جرّاء هذه التقليصات الجائرة.

ثالثاً: يؤكّد المجتمعون تمسكهم بحق العودة المقدس، ورفضهم التوطين والتهجير والمساومة على حقوقنا المدنية والاجتماعية والإنسانية والوطنية.

رابعاً: نطالب الدولة اللبنانية بتحمُّل مسؤولياتها، والضغط على الجهات المانحة وإدارة الأونروا للرجوع عن قراراتها اللاإنسانية، ونحذّر من تداعيات إنهاء عمل وكالة الأونروا، والتخلي عن مسؤولياتها، على الواقع الاجتماعي اللبناني والفلسطيني.

خامساً: يطالب المجتمعون الدول المانحة والمجتمع الدولي القيام بمسؤولياتهم والتدخل السريع لإنهاء هذه المأساة التي تهدد اللاجئ الفلسطيني في صحته، فلا يعقل أن يُساوَم على حق الفلسطيني في الاستشفاء والحياة.

سادسا: إن تحديد عدد العمليات الباردة، وتحديد أيام الاستشفاء، وتخفيض الخدمات الصحية، وتحديد أولوية المستشفيات، معناه تهديد الفلسطيني بالموت، وعرض كرامته لتُهدَر على أبواب المستشفيات والجمعيات وفي بازار المساومات.

سابعا: يؤكد المجتمعون برنامج النشاطات والفعاليات الذي أعلنته القيادة السياسية الفلسطينية، وندعو إلى تواصله وتصعيده حتى نحقق كامل حقوقنا الانسانية والاجتماعية.

ثامنا: ندعو إلى المسارعة في استكمال إعمار مخيم نهر البارد، ودفع بدلات الإيجار للذين دمرت بيوتهم حتى عودتهم.

تاسعاً: يطالب المجتمعون بإنصاف اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، وإعطائهم حقوقهم، وعدم التضييق عليهم لدفعهم للهجرة، والموت على شواطئ البلاد الغربية!

وأخيرا، ندعو الجماهير الفلسطينية للمشاركة الفعّالة بكل التحركات الشعبية، لأن الخطر يتهدد الجميع؛ وما ضاع حق وراءه مطالب.

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).