احياءً للذكرى 51 لانطلاقة الثورة الفلسطينية وميلاد حركة فتح اقيم مهرجان جماهيري كبير في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي ، وذلك يوم الجمعة 8/1/2016.

تقدم الحضور امين سر حركة فتح في اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة و ممثلي الفصائل الفلسطينية والقوى والاحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية وومشايخ ومخاتير وفعاليات من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس والمنية.

في البداية كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ ابو عثمان.

ثم كانت كلمة لمسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني الاستاذ اسعد سحمراني حيث قال ان اليوم الاول من العام 1965 كان في المسار التاريخي للقضية الفلسطينية يوماً واعداً فمع اشراقة شمسه كانت الاشراقة التوأم لورة على الظلم والعدوان، ولحركة الفداء على درب التحرير ، ولمسار العزة والكرامة اللتين لا تون بغير اعلام فلسطي الخفاقة فوق ربوع فلسطين العربية محررة من دنس الصهاينة.

واضاف باننا نرقب بكل اعتزاز انجازات الثورة المظفرة في مسار زاد عن النصف قرن حيث تشكل المقاومة الفلسطينية وفي راس قائمتها الاخت الكبرى للفصائل حركة فتح الصفحة المشرقة في ليل عربي مظلم بالفتن والاحتراب الداخلي التي لا تنتج الا الخذلان والخراب والدمار.

ودعا الجميع بان يوجهوا الدعم السياسي والاعلامي والمادي والعسكري لثورة اهلنا في فلسطين، فهناك المقاصد السامية وان يومن هذا العام 2016 عام القدس وفلسطين.

ثم كانت كلمة لفضيلة الشيخ بلال شعبان امير حركة التوحيد الاسلامي حيث قال بان القدس تستطيع ان تستجمع كل المستضعفين بالعالم ، فاذا كنت اسلامي واخت القرآن دستوراً لك فانه يطلب منك ان تعد وتستعد لمواجهة العدو ومحمد يحدثك عن وعد الاخرة بان السلمون سيقاتلون اليهود وسينتصرون عليهم ، والقرآن ايضاً حدد لك العدو  فلماذا التصارع فيما بيننا ، نتقاتل على كل الجبهات واسرائيل تبقى متفرجة علينا ، واذا كنت مسيحياً فمهد المسيح قد دنسه اليهود، واذا كنت من محبي الارض فلماذا لا تذهب الى ارض التين والزيتون، واذا كنت من احرار العالم ومن عشاق الحرية والديمقراطية فلماذا لا تقيم معسكراً للمستضعفين في فلسطين.

واضاف بان فصائل المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تطبق وبشكل فعلي الجمع بين القارات الخمس وكل الديانات فجاء اليها كوزو اكو موتو وجورج عبدالله ووديع حداد لقد جمعت عرب وعجم ، مسلمين ومسيحين .

واضاف بان الفلسطيني لا يتموضع هنا او هناك في الاحتراب الدائر بين بلا  العرب لانه هو المنارة وانه لا ينحاز الى معسكر ضد اخر لانه من يجب ان يجتمع معه الناس والفلسطيني لا يضيع بوصلته لانها تتجه دوماً نحو القدس والاقصى، الربيع العربي المزعوم ضرب كل العواصم العربية ولكنه لم يضرب من اجل فلسطين.

وتابع لقد كانت امتنا امة واحدة ولكننا اليوم تفرقنا ونحن نعيش قمة الجنون ، كنا نعيش سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين ولكن بعد انتصار المقاومة اللبنانية في 2006 وانتصار غزة 2008 كان لا بد من ايجاد حروب بديلة لالهاء العرب لانهم باتوا محل تهديد لدولة العدو الصهيوني وجعلوا بئسنا فيما بيننا كبير ولكن ان انتفاضة السكاكين كسرت استراتيجية الامن الصهيونية وعمليات الدهس ارعبت مستوطنيهم وباتت الانتفاضة حجة علينا وليست حجة لنا .

اخواني الفلسطينيين لا تضلوا الطريق ستبقى القدس قبلة جهادنا ونحن معكم نقف هنا لنأخذ شهادة حسن سلون لنقول اننا مع فلسطين مع القدس والاقصى.

ثم كانت كلمة للاستاذ معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية حيث قال نلتقي اليوم في مخيم البداوي مخيم الشهادة والعطاء احد رموز الصمود في الشتات الفلسطيني، لنحيي ثورة فلسطين وشهدائها واسراها وابطال انتفاضتها المتجددة التي ادخلت ذعراً غير مسبوق الى قلب الكيان الغاصب والتي انارت بدماء ابطالها شباباً وشابات درب الحرية والنصر القريب على العدو باذن الله .

واضاف بان العدو حاول على مدى عقود ان يحول معركته مع الششعب الفلسطيني الى صراعات بين هذا الشعب وبين دول الطوق المحيطة لفلسطين ، او لصراعات بين فصائل هذا الشعب ومكوناته ولقد دفع مخيمكم ثمن هذه الصراعات غالياً لكن الشعب الفلسطيني نجح من ان ينقل الصراع الى داخل فلسطين عبر انتفاضاته المتلاحقة.

واضاف كما رفضنا الصراع الفلسطيني – السوري الذي كان هذا المخيم وهذه المنطقة من ساحاته الرئيسية ورفضنا الصراع بين منظمة التحرير والعراق قبل ان يصبح العراق احد اهم داعمي الثورة الفلسطينية، ورفضنا الحرب العراقية الايرانية مدركين منذ اللحظة الاولى عواقبها ، ورفضنا الصراع بين الرفاق في بغداد ودمشق ورفضنا تقسيم السودان والعشرية الدموية في الجزائر  والاحتراب الاهلي في اليمن ، نرفض اليوم اذكاء نار التوتر بين الرياض وطهران لانها ستحرقنا جميعاً بشرورها الطائفية والمذهبية العنصرية.

ثم كانت كلمة حركة فتح القاها امين سر اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة حيث قال انطلقنا في العام 1965 ولكن التحضيرات كانت في العام 1957 حيث نظرت القيادة الى واقع اللجوء الفلسطيني بواقعية وهو الممزق في الاردن وسوريا ومصر ولبنان في شتات يطغى عليه الذل والمهانة وهذا ما جعل القيادة الاولى تأخذ واقع الشتات وتسأل ما هو العلاج ، وكان الاجماع ان تنظيم حركة فتح يجب ان تكون وجهته الاولى والاساسية وطنية ، بمعنى ان كل الشعب الفلسطيني بكل طيفه واحزابه في المعركة ضد الاحتلال الذي يهدد الشعب الفلسطيني وكل الامة العربية ، لان ما حصل للشعب الفلسطيني مؤثر واكبر من هذا الشعب ، لذلك فان الثلة الاولى كانت مصرة على استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية والتي افقدنا اياها الصهاينة في العام 1948 وكان السؤال كيف نعيد رسم الهوية والخريطة الفلسطينية الى الخارطة الدولية بعد ما زييفت الصهيونية الوقائع والحقائق والمقدسات الفلسطينية، كان واضح ان هناك اصرار صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية منذ العام 1948 وما زال الصراع بيننا وبين العدو حول ارض فلسطين ودولة فلسطين ومقدسات فلسطين ، هم يريدون تصفية القضية باستخدام كل وسائل الاجرام وهدم البيوت من اجل تشريد الشعب الفلسطيني لتغييب شيء اسمه شعب فلسطين ، المهم ان تبقى فلسطين موجودة وهذه مسؤوليتنا جميعاً كفصائل، نحن في الثورة الفلسطينية وحركة فتح نحفظ المسيرة ومارسنا الكفاح المسلح الفلسطيني في اطار الحرب الشعبية وكان لنا صولات وجولات وكان لنا شهداء واسرى وجرحى  وهم من ضمن لنا استمرار هذه الثورة.

واشار الى ان فتح حافظت على وجودها من خلال تثبيت بوصلتها باتجاه فلسطين منذ البداية، ولا زالت حركة فتح في ظل التناقضات مصرة ان يبقى الحل عبر الحوار البناء حتى نتغلب على كل التعقيدات ، ما يهم هو وصول كتلة من الفصائل مجتمعة هنا تبرز الوحدة لان فلسطين تريدنا صفاً واحداً وهذه المهمة ليست سهلة ، لم نكون ولن نكون طرفاً في صراعات داخلية عربية ولكننا نرضى ان نكون مصلحين ولا نقبل ان نغرق شعبنا في خلافات على المستوى العربي هنا او هناك ، وهذا موقف علني لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح على اننا نسعى ان نكون على الحياد ، لذلك عندما نشبت الخلافات في الدول العربي كان الصوت الفلسطيني دائماً يطالب الطرفين ان يكونوا مع فلسطين .

واضاف باننا نلتقي اليوم فلسطينيين ولبنانيين لان القضية الفلسطينية لم تعد قضية الشعب الفلسطيني وحده فاهلنا اللبنانيون قدموا ايضاً من الشهداء والاسرى والتضحيات والدماء ما لا يقل عن ما قدمناه لاجل فلسطيني على هذه الساحة من جنوب لبنان وكل اماكن الصراع دفاعاً عن الثورة الفلسطينية في وجه الاحتلال الصهيوني ، كنا وسنبقى في خندق واحد لان السلم الاهلي هو طلب الفلسطينيين كما هو مطلب اللبنانيين ، والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني بعد ما اقفلت النوافذ في وجهه من خلال الحروب في الدول العربي، نحن لا زلنا نتمتع بهامش كبير اعلامي وسياسي في لبنان  باسم فلسطيني والثورة الفلسطينية نناشد لبناني بكل قواه وخاصة الرئيس بري والرئيس الحريري والسيد حسن نصر الله ونطلب منهم ان يواصلوا مع كافة الاحزاب اللبنانية جلسات الحوار اللبناني الداخلي من اجل استقرار لبنان ، لان استقرار لبنان استقرار لنا وقوة لبنان قوة وضمانة للشعب الفلسطيني.

وتطرق الحاج رفعت الى الهبة الشعبية في الاقصى التي بدأت تتألق في كل فلسطين وتتفاعل في كل مدن وقرى الضفة الغربية وغزة والقدس واراضي الـ 48 ، بالامس سقط ثلاثة شهداء في الخليل ليصل عدد شهداء الخليل الى اكثر من 40 شهيد من شهداء انتفاضة القدس ، وسقط للصهاينة ما يزيد عن 30 قتيل ، لذلك نحن لسنا في حالة خوف وانما عدونا هو يخاف ، واستطاعت الانتفاضة ان تربكه وتجعله في حالة تخبط ، ولا بد ان نقرأ مستقبل هذه الهبة وواقعها، هناك قتل وتدمير واحكام عالية ، هذا كله يجري على مرئ ومسمع العالم اجمع ، هذه الانتفاضة التي بدأت تكبر ككرة الثلج تمرداً على جرائم الاحتلال في انتفاضة بوصلتها فلسطين لن تقبل ان تكون حزبية وانما جمعت كل طيف الوطن ، تدفع الشهداء وهي معركة عض الاصابع ، العدو الصهيوني يحتمي بقرار من الكنيست متعمداً قتل الشباب الفلسطيني دون اي تهديد او دون اي محاولات ويرفضون السماح لسيارات الاسعاف من الهلال الاحمر الفلسطيني بنقل الجرحى وتركهم ينزفون  حتى الموت، ثم يحتجزون الجثامين ليسرقوا اعضائها وعندما يفرجون عن الجثامين يضعون الشروط على ذوي الشهداء لدفنها بساعات متأخرة وبعدد من المشيعين وذلك بقصد التضييق على ابناء الشعب الفلسطيني لمنعهم من التفاعل في الانتفاضة ولكن هذا كله باء بالفشل امام اصرار ابناء شعبنا على الانخراط في هذه الهبة الشعبية والتوزع في لجانها للقيام بواجب التعاضد والدفاع وحماية هذه الانتفاضة، وهناك قرارات عنصرية اتخذها الكنيست تتعلق بالاطفال ومنها اعتقال الاطفال من سن 12 سنة وتأخيره الى 14 سنة ليحاكم. المقاومة الشعبية اليوم تشارك فيها كل فصائل المقاومة الفلسطينية وهي ضمانة للشعب الفلسطيني الموحد وغيرالمنقسم  وعلينا ان نحمي هذه الهبة وان نحرص على عدم تلوينها كي تبقى جامعة لحالات التشرذم الموجودة عند البعض في الساحة الفلسطينية.

وتطرق الى اشاعات منع ابناء شعبنا في مواجهة مواقع الاحتلال في الضفة الغربية واشار بان كل اراضي الدولة الفلسطينية هي مواقع اشتباك مع العدو لدحره عن كل ذرة تراب من تراب الدولة الفلسطينية.

واكد الحاج رفعت على ضرورة ان يتم انهاء الانقسام والتفاهم على تسليم المعابر لحكومة الوفاق الوطني تخفيفاً لمعاناة اهلنا دخولاً وخروجاً الى قطاع غزة ، واكد انه لا دولة فلسطينية بدون غزة ولا دولة فلسطينية دون توحيد جغرافية الدولة الفلسطينية والتي تجمع الضفة الغربية والقدس وغزة .