للمرة الثانية خلال "انتفاضة القدس" يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للضغط على السلطة من أجل وقف الانتفاضة التي اشتعلت في الأراضي الفلسطينية كافة.
ويأتي المسعى الأمريكي لمحاولة الالتفاف على انتفاضة القدس واستنجاد "إسرائيل" بعد شعور الاحتلال الإسرائيلي بالخطر الشديد مع تزايد واستمرار العمليات البطولية التي ينفذها الشباب الفلسطيني.
وقد التقى كيري رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأكد خلال مؤتمر مشترك بينهما، أن جيش الاحتلال يدافع عن نفسه مقابل وصفه للعمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيين "بالإرهاب".
كما التقى الرئيس محمود عباس الوزير جون كيري والذي قال بعد اللقاء: "لقد تحدثنا طويلا وبشكل جدي وبطريقة بناءة مع الرئيس عباس، وأعرف أن وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وغزة في هذه اللحظة صعب ومقلق، وهناك تخوفات شديدة حول العنف".
وقد سلم الرئيس عباس، جون كيري 5 ملفات وهي :"أسماء شهداء الانتفاضة والجرى الذين استشهدوا على يد جيش الاحتلال، والعقوبات الجماعية التي تمارسه اسرائيل بحق أبناء شعبنا، واسماء الشهداء التي تحتجز إسرائيل جثامينهم دون وجه حق، والتوسع الاستيطاني المستمر، والتحريض الرسمي الإسرائيلي ضد الشعب والقيادة" لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة وفقاً لقول عريقات.
المحلل السياسي حسن عبدو أكد أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري جاء إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد استنجاد "إسرائيل" بأمريكيا عند شعورها بالخطر الشديد من استمرار انتفاضة القدس.
وأوضح عبدو، أن الأجندة التي طرحها كيري خلال لقائه بالرئيس محمود عباس بعيدةً كل البعد عن حل سياسي للعودة إلى مسار المفاوضات بل عرض حل اقتصادي واحد مقابل وقف الانتفاضة.
وقال المحلل السياسي: "إن هذه الزيارة نذير شؤم خاصة وأن نتنياهو قدم رؤية "إسرائيل" أحادية الجانب لوزير الخارجية الأمريكي من أجل الموافقة عليها في حال لم توقف السلطة انتفاضة القدس".
وأضاف: "سحب المواطنة من المقدسين وضم الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين هذه الإجراءات احادية الجانب تشكل خطورة كبيرة في مقابل عرض لتطوير السياحة في الضفة الغربية منها (إقامة منطقة صناعية- استخراج تصاريح عمل جديدة- بناء منتجات سياحية)".
وشدد عبدو، أن كيري أعطى الضواء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي للقيام بما يحلوا له خاصة بعد تصريحاته التي وصف بها المقاومة الفلسطينية بالإرهابية مقابل وصف الإجرام الإسرائيلي بالدفاع عن النفس، مؤكداً أن كيري سيفشل في محاولاته لوقف انتفاضة القدس دون تحقيق أهداف شعبنا بالتخلص من الاحتلال.
وأشار إلى أن هذه التصريحات الخطيرة تستدعي من الفصائل والسلطة التوحد في مواجهة الخطر الإسرائيلي القادم من خلال مراجعة شاملة للمسار السياسي الفلسطيني وتقيم حجم المخاطر التي تهدد شعبنا ومراجعة مخرجات الوحدة الفلسطينية .
وطالب السلطة والفصائل بضرورة الاتفاق على برنامج موحد يقود انتفاضة القدس إلى التطور حتى تحقيق أهدافها ونيل شعبنا الحرية والاستقلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها