قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، " ان اسرائيل بممارساتها الاستيطانية تنتهك المادة 49، الفقرة 6 من معاهدة جنيف الرابعة والتي تحظر على القوة المحتلة نقل مجموعات من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها، كما وتضع الحوافز السياسية والاقتصادية لتشجيع سكانها على الاقامة والسكن في الأراضي المحتلة، وبذلك تغيير صفتها الجغرافية والديمغرافية".
وأضاف، "كما تنتهك إسرائيل البنود الأخرى للقانون الإنساني الدولي، وخصوصاً المادة 53 من معاهدة جنيف الرابعة التي تحظر تدمير الممتلكات الخاصّة، إلاّ إذا اعتبرت ضرورية للعمليات العسكرية، والمادة 46 من أنظمة لاهاي التي تحظر مصادرة الممتلكات الخاصّة، والمادة 55 من أنظمة لاهاي التي تُجبر القوة المحتلة على إدارة الأراضي المحتلة وفقاً لقواعد حق الانتفاع (هذا البند مهم حينما يتعلق الأمر بفحص الممارسات الإسرائيلية تجاه الموارد الطبيعية للأراضي المحتلة مثل المياه)".

ونوه عيسى، "الاستيطان هو السيطرة العملية على الارض لتحقيق الاستراتيجية الاسرائيلية التي انتهجت فلسفة أساسها الاستيطان الاستعماري الاحتلالي التوسعي، للاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها  بحجج وخرافات دينية وتاريخية زائفة، وترويج مقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)".
وأوضح، "هناك عدوان اسرائيلي متواصل أداته إرهاب الدولة، وغايته تهويد كامل لفلسطين وترسيخ مفهوم أن المستوطنين جزء حيوي من النظام الأمني الإسرائيلي، ولخلق حاله من التبعية بين الاحتلال والمحتل في مقومات الحياة كافة لمنع التوصل إلى تسوية إقليمية فلسطينية إسرائيلية تسمح بإقامة كيان فلسطيني ذي ولاية جغرافية واحدة متواصلة".
وأشار الدكتور حنا، أمين نصرة القدس، "انطلقت الفكرة الأولى للاستيطان بعد ظهور حركة الاصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، بمباركة المذهب البروتستانتي ومقولته : (ان اليهود شعب الله المختار، وطنهم المقدس فلسطين، يجب أن يعودوا إليه) ففي عام 1799 كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا، ومع ضعف الدولة العثمانية وزيادة الأطماع الأوروبية في ممتلكاتها طلب السفير البريطاني في القسطنطينية بالتدخل لدى السلطان العثماني للسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين". 
ولفت، "بدأ النشاط الاستيطاني اليهودي الفعلي لفلسطين بالظهور عام 1840بعد هزيمة محمد علي الحاكم المصري، واستمر حتى عام 1882عندما وصل 3000 يهودي من اوروبا الى فلسطين، ومع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 بدأت المؤتمرات الصهيونية العالمية بالانعقاد، وأُسست المنظمة الصهيونية العالمية مؤسسات من أجل تكثيف عمليات استملاك الأراضي الفلسطينية منها الاتحاد الإسرائيلي العالمي الاليانس، وتدفقت الهجرة اليهودية باعداد كبيرة حتى إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية، وفي عام 1967، تمكنت إسرائيل من احتلال كافة الأراضي الفلسطينية".
وتابع د. حنا، "مبدأ السطو على ارض الغير وطرد اصحابها وتوطين اولئك القادمين من الشتات هي فكرة لها اساسها الأيديولوجي وبعدها الاستراتيجي والذي يتجسد في مفهوم الاستيطان، وما ان اندلعت حرب حزيران 1967م والتي كانت نتائجها احتلال ما تبقى من ارض فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة حتى سارعت اسرائيل في وضع الخطط بهدف اقامة العديد من المستوطنات" .
واستطرد، "تبلغ مساحة الضفة الغربية 5844 كم2، رغم صغر هذه المساحة إلا أن اسرائيل أقامت على أراضيها العديد من المستوطنات حيث لا تخلو أي منطقة من المستوطنات او الكتل الاستيطانية وذلك بهدف السيطرة الكاملة على كل الارض الفلسطينية" .
ونوه د.حنا، وهو استاذ وخبير في القانون الدولي،"بلغ مجموع المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية 474 مستوطنة حتى  اواسط عام 2015 موزعة على النحو التالي: عدد المستوطنات (184)، عدد البؤر الاستيطانية (171)، مواقع استيطانية أخرى (26)، مباني مستولى عليها كليا او جزئيا (93)".