قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله أمام الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة: 'نؤكد على دعوة الرئيس محمود عباس الى عقد قمة اسلامية عاجلة لمواجهة ما تتعرض له القدس، خاصة المسجد الاقصى، وتوفير الدعم المالي اللازم لدعم المقدسيين وصمودهم وثباتهم على ارضهم، في مواجهة المخططات الاسرائيلية في تهويد المدينة'.
واضاف رئيس الوزراء: 'اسمحوا لي أن أنقل إليكم تحيات شعبنا الرازح تحت الاحتلال وأهلنا الصامدون في القدس المحتلة الذين يدافعون عن مقدساتهم في الحرم الشريف والمسجد الأقصى الذي لن نقبل بتقسيمه زمانيا ومكانيا ولن نقبل إطلاقاً بتغيير الوضع القانوني للقدس المحتلة الذي أكد عليه قرار مجلس الأمن بأن ضم القدس الشرقية من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، باطل ولاغي وليس له أي أثر قانوني.'
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس استهل خطابه أمس أمام الجمعية العامة بالحديث عن القدس الشريف بقوله: 'جئتكم اليوم من فلسطين، لأدق ناقوس الخطر، لما يحدث في القدس، حيث تقوم الجماعات الإسرائيلية المتطرفة باقتحاماتها المتكررة والممنهجة للمسجد الأقصى المبارك، بهدف خلق وضع قائم جديد، وتقسيم زماني، يسمح للمتطرفين المحميين من قوات الأمن الإسرائيلية، وبمرافقة وزراء ونواب كنيست، بالدخول للمسجد في أوقات معينة، بينما يتم منع المصلين المسلمين من دخوله في تلك الأوقات، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية، وهذا هو المخطط الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على تحقيقه.
وأكد أن إسرائيل في إجراءاتها العدوانية تخالف الوضع القائم منذ ما قبل العام 1967 وما بعده، بل ومرتكبة بذلك خطأ جسيماً، لأننا لن نقبل بذلك، وشعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذا المخطط غير القانوني، الذي يؤجج مشاعر الفلسطينيين والمسلمين في كل مكان.'
وتابع: 'لقد أنشئت منظمة التعاون الإسلامي للدفاع عن القدس المحتلة وللدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وهي القضية المركزية للمنظمة، وإني أقول لكم بأن الحرم الشريف والمسجد الأقصى يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم في هذه الأيام ويتطلب منا جميعاً ومن منظمة التعاون الإسلامي التحرك بشكل جدي للدفاع عن القدس وعن المسجد الأقصى والوقوف في وجه الأخطار المحدقة بالمدينة المقدسة لوقف اعتداءات حكومة الاحتلال واجراءاتها العنصرية ومخططاتها التي تسعى الى تهويد وطمس معالم مدينة القدس في محاولة لفرض أمر واقع جديد يتجلى بتهويد المدينة بالكامل مما يتيح تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا والغاء هويته العربية والاسلامية'.
واستطرد رئيس الوزراء: 'لا بد لي هنا أيضا أن اتطرق الى الوضع الخطير في قطاع غزة، حيث لا يزال شعبنا يعاني من الحصار الإسرائيلي غير القانوني واللاإنساني ومن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وتسببت في دمار هائل للبنية التحتية، فالوضع الإنساني في قطاع غزة مأساوي، ولا تزال إسرائيل تعرقل عملية إعادة الإعمار، ويجب على المجتمع الدولي مطالبة إسرائيل بإنهاء حصارها لقطاع غزة لوضع حد لمعاناة شعبنا هناك'.
وأضاف: 'أغتنم هذه الفرصة لأعرب مجددا عن شكر وتقدير الشعب الفلسطيني وقيادته على دعمكم لنا في التصويت لصالح قرار الجمعية العامة برفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة ونشكركم مرة أخرى على مشاركتهم الواسعة أمس مع الرئيس محمود عباس في مراسم رفع العلم الفلسطيني حيث أن البارحة كان بالنسبة لنا وللشعب الفلسطيني يوماً تاريخيا باعتباره يوم فخر وعزة وكرامة حيث رفع علم دولة فلسطين في الأمم المتحدة مرفرفاً بجانب أعلام الدول الأخرى تعبيراً عن حقنا في العضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية لتأخذ مكانها الطبيعي في مجتمع الأمم'.
وثمن الحمد الله استعداد اعضاء منظمة التعاون الاسلامي وتأكيدهم على أولوية الدفاع عن القدس ودعم القضية الفلسطينية من اجل إنجاز إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية منذ عام 1967 وتحقيق استقلال دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود 1967، وايجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 ومبادرة السلام العربية، واطلاق سراح جميع الاسرى من سجون الاحتلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها