لم يحالف الحظ 'ديفيد' هذا العام في الانضمام لبعثة مجلس الكنائس العالمي لزيارة فلسطين، فاصطحب زوجته التي وطأت قدماها فلسطين لأول مرة، في جولة لمختلف محافظات الضفة الغربية للإطلاع على أوضاعها والمشاركة التضامنية في مختلف الفعاليات الوطنية فيها.

ديفيد إيرلندي المولد والمنشأ، في العقد السادس من العمر، من الوجوه المألوفة لدى نشطاء محافظة طولكرم، عمل كناشط ومتضامن مع الشعب الفلسطيني ضمن بعثة مجلس الكنائس العالمي عام 2012، عرف بمشاركته في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مكتب الصليب الأحمر، وفي نقاط المواجهة أمام جدار الضم والتوسع العنصري في قرى طولكرم وغيرها من المناطق.

التقى ديفيد اليوم بالأطفال الأيتام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تبرع لهم بمبلغ ألف يورو من جيبه الخاص، فرسم البسمة على وجوههم. هذه اللفتة لاقت ترحيباً كبيراً من قبل القائمين على الجمعية والميتم.

ويقول ديفيد 'للأيتام شأن خاص'.

وأضاف في لقاء مع 'وفا': جئت إلى طولكرم هذا المرة برفقه زوجتي لإطلاعها على مدن فلسطين وتحديداً طولكرم، التي أكن لها محبة خاصة كوني عملت بها ضمن فريق مجلس الكنائس، ولمست مدى الطيبة التي يتمتع بها هذا الشعب المناضل، مشيراً إلى أنه زار القدس والنقب وغيرها.

وتابع: شاركت بالأمس في الاعتصام التضامني مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي المضربين عن الطعام، وكنت قد اعتدت على هذه المشاركة خلال عملي في السابق، كنت أود أن يكون قد حصل أي تغيير على قضية الأسرى. منذ ثلاث سنوات لم يطرأ أي تقدم في قضيتهم.

ويرى ديفيد أن للإعلام دور كبير في قضية الأسرى، إذ يجب أن يكون هنا تكاتف إعلامي منقطع النظير تجاه هذه القضية الهامة لنقلها إلى العالم، كوسيلة ضغط نحو الإفراج عنهم.

وأعرب عن مساندته للأسرى في إضرابهم عن الطعام، واعتبر هذا العمل يشكل أكبر دعم للأسير لتحقيق مطالبه، لأنه الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يحدث تغييرا في موضوع الأسرى، رغم خطورته على حياتهم.

وشبه ديفيد إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، كالذي حصل في إيرلندا قبل 30 عاماً عندما أضرب السجناء الإيرلنديون ضد قرارات الحكومة البريطانية بحقهم، الذي أدى إلى موت عدد منهم.

وعن الإنجازات التي حققها في عمله بعد رحلة عودته إلى وطنه، قال ديفيد: استعرضت في كنائس إيرلندا وبريطانيا ومن خلال لقاءات مختلفة، أوضاع الشعب الفلسطيني ومعاناته بسبب الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى عرض تقارير عن الجدار العنصري وعن مصانع 'غيشوري' الإسرائيلية الخطيرة، وعما يجري في قرية كفر قدوم والأسرى، وكتبت 5 مقالات نشرت في عدة صحف تحدثت فيها عن الحواجز الإسرائيلية وكفر قدوم أيضاً.

وأضاف أنه يتابع كل ما يتعلق بطولكرم على مواقع الإنترنت ويقوم بنشره، كما تحدث عن قصص حية لأشخاص فلسطينيين يعانون من الاحتلال، كحكاية أحد المواطنين في ضاحية شويكة يدعى معاوية الذي يرى البحر من منزله ولكنه لا يستطيع زيارته بسبب العوائق الإسرائيلية.

وعن ردة فعل الشعب الإيرلندي على ما يجري في فلسطين، أشار ديفيد إلى أن أبناء شعبه على إطلاع بأوضاع الشعب الفلسطيني، وأن موضوع إضراب الأسرى عن الطعام سيلاقي صدى لدى الايرلنديين كونهم مروا بالتجربة ذاتها.

واعتبر ديفيد أن إسرائيل تمارس نظام التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، وهو ما عانته إيرلندا من الاحتلال البريطاني قبل 30 عاماً، ما جعل الايرلنديين أكثر تفهماً لما يجري في فلسطين.

وعن انطباعه عن الشعب الفلسطيني، قال إنه شعب فخور به ويستحق الحرية