اعلن الاسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام امس وقف اضرابه بعد التوصل الى اتفاق مع النيابة العسكرية الاسرائيلية يجنبه البقاء في السجن عشرين عاما والمثول أمام المحاكم الاسرائيلية. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" مساء امس ان رئيس الوزارء الاسرائيلي نتنياهو قرر الاسراع في حل قضية الاسير العيساوي وذلك لمنع تفجر الوضع على الساحة الفلسطينية واندلاع انتفاضة ثالثة.
وقال نادي الاسير في بيان امس، ان "سامر العيساوي علق اضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر منذ الاول من آب اغسطس الماضي". ونقل البيان ذلك عن مدير الوحدة القانونية في نادي الاسير المحامي جواد بولس الذي تحدث من مستشفى كابلان بحضور شقيقة الاسير العيساوي وعمه.
وأوضح البيان ان الاسير العيساوي وقع على الاتفاقية مع النيابة العسكرية الاسرائيلية وبدأ من امس عملية اعادة تأهيل صحي.
وقال بولس امس، أن النيابة العسكرية الإسرائيلية ستقدم أوراق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الليلة قبل الماضية، بشأن فرض عقوبة تقضي باحتساب الفترة السابقة للأسير العيساوي، إضافة إلى ثمانية شهور سجن فعلي ابتداءً من تاريخ امس، ومع انتهائها سيفرج عنه إلى مسقط رأسه في العيسوية بالقدس.
وأوضح بولس في بيان صحفي، أن نيابة الاحتلال وافقت على صيغة اتفاق عرض من قبل العيساوي ومحاميه، حيث سيتم احتساب فترة اعتقاله التي قضاها في الأسر منذ تاريخ السابع من تموز 2012.
وأضاف أن الإدانة ستكون بشكل مباشر من قبل القاضي العسكري، دون حاجة للتوجه لأية جهة إسرائيلية رسمية من أجل إصدار عفو إضافي، مشيرا إلى أن أهم ما حققه هذا الاتفاق هو إصرار العيساوي على عدم ادانته أمام هذه اللجنة بكامل فترة محكوميته السابقة، والبالغة 20 عاما، وبالتوازي يصدر قرار عفو من قبل رئيس دولة الاحتلال بحقه، لما لهذه الإدانة من رسائل سياسية مرفوضة، ولعدم استعداده للمثول أمامها.
وتابع "قضية سامر سابقة تؤسس لما سيأتي من قضايا مشابهة، وتمنع من إضفاء شرعية لهذه اللجنة بإعادة أحكام سابقة بحق قضايا مماثلة، مؤكدا أنه وفي الأيام الأخيرة كان النقاش على هذه القضية بعد رفضها، ولكن نيابة الاحتلال وافقت أخيرا نتيجة إصراره، ونتيجة لما وصلت إليه حالته الصحية".
من ناحيته، قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأمين عام التجمع الوطني المسيحي في الاراضي المقدسة، إن "الأسير سامر العيساوي انتصر للقدس والإنسانية جمعاء بانتزاعه لحقه بالحرية والعودة إلى القدس من براثن جلادي شعبنا في ملحمة وقف خلالها بجسمه الهزيل شامخاً متحدياً قوانين الظلم التي يفرضها الاحتلال عنوة على خيرة ابناء شعبنا في الأسر".
وأضاف دلياني أن معركة العيساوي في الأسر لم تكن معركة فردية بل معركة دفاع عن حقوق وطنية، وتعبير انساني راقي عن ظلم يقع على شعب اعزل يعيش أكثر من نصفه مأساة اللجوء والشتات، وأن العيساوي خلال معركته مع الاحتلال فضح الانتهاكات الممنهجة لحقوق شعبنا الانسانية والوطنية، وأثبت أن الحق أقوى من الطائرات والدبابات والكراهية التي تقودها لدمار الآخر".
و لفت دلياني الى أن الحراك الشعبي المتماشي مع المقاومة السلمية التي قادها العيساوي من داخل زنازين الأسر كان له الأثر البالغ في تسريع رضوخ الاحتلال لمطالبه العادلة، وأن هذا الحراك مطلوب تفعيله وتطويره لنصرة كافة قضايا شعبنا وخاصة فيما يتعلّق بملف الأسرى. كما أشاد دلياني بدور وزارة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير اللذين ساهما بشكل كبير في توعية المجتمع المحلي والدولي عن قضايا الأسرى بشكل عام وقضية العيساوي واخوانه الأسرى المضربين عن الطعام بشكل خاصة، إضافة الى المتابعة القانونية لملفاتهم والدعم المعنوي لهم ولعائلاتهم.
وشدد دلياني على أن انتصار سامر العيساوي يُمثل صورة الغد الفلسطيني المُشرق، ويعطي أملاً وقوة لكل محبي الحرية والعاملين من أجلها في فلسطين وحول العالم، مطالباً بإطلاق سراح جميع الاسرى في سجون الاحتلال.
وذكر موقع "هآرتس" مساء امس ان نتنياهو قرر الاسراع في حل قضية الاسير العيساوي وذلك لمنع تفجر الوضع على الساحة الفلسطينية واندلاع انتفاضة ثالثة. وقال مسؤول اسرائيلي في تصريحات للموقع ان المسؤولين الاسرائيليين كانوا يخشون من موت مفاجئ للاسير العيساوي وذلك بعد ورود التقارير الطبية من مستشفى "كابلان" والتي افادت ان العيساوي قد يستشهد بأي لحظة بسبب هبوط حاد في نبضات القلب، الامر الذي دفع نتنياهو لاصدار اوامر بحل قضية الاسير العيساوي بأسرع وقت على حد ذكره.
واشار المسؤول الى ان ظاهرة اضراب الاسرى عن الطعام حيرت المنظومة الامنية الاسرائيلية حيث تكون طريق الاضراب مليئة بالمخاطر على الجانب الاسرائيلي بسبب خشية موت احد الاسرى المضربين الامر الذي يولد انفجاراً على الساحة الفلسطينية وتتزايد الاعمال العدائية ضد الجيش الاسرائيلي والمستوطنين من جهة ، والخشية من توجه القيادة الفلسطينية الى منظمات حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة وتقديم شكاوى ضد اسرائيل بسبب انتهاكاتها بحق الاسرى. من جهة اخرى.
ونقل المسؤول تصريحات لضابط في الجيش الاسرائيلي اشار الى ان الوضع في السجون يزداد تعقيدا حيث ان التوقعات تشير الى ان الانتفاضة القادمة سيكون عنوانها الاسرى حيث تعمل القيادة العسكرية المستحيل لمنع وقوعها وايجاد حلول لقضية الاسرى.
وكانت مصادر سياسية اسرائيلية كشفت أن نتنياهو لا يريد المجازفة، ووجه رسالة لادارة مصلحة السجون بايجاد حل مع الاسير العيساوي الذي اصبح الشارع الفلسطيني كله يتحدث عنه، حيث تأتي قضية الاسير العيساوي بعد استشهاد الاسيرين جرادات وابو حمدية لذلك لا تريد اسرائيل المجازفة اكثر والمماطلة بحل قضية الاسير العيساوي.