في الذكرى الثالثة عشرة لغياب رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد شهد ضريحه في جبانة صيدا حضور حشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والمواطنين والأصدقاء لتلاوة الفاتحة عن روحه الطاهرة، وتقدّم المشاركين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح برئاسة امين سرها في لبنان اللواء  فتحي أبو العردات، وقنصل فلسطين بجدة الحاج محمود الأسدي، وامين سر منطقة صيدا لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العميد ماهر شبايطة وبحضور رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان أبو يوسف العدوي، ورئيس غرفة التجارة العربية في البيرو حامد أبو ظهر، الى جانب ممثلي الأحزاب اللبنانية، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقوى التحالف الفلسطيني، وأنصار الله، والقوى الاسلامية الفلسطينية، وشخصيات رسمية وشعبية.

وكان في استقبال الوفود والحشود  أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وعائلة القائد الراحل، وقد تقبل سعد والعائلة وقيادة التنظيم المواساة في هذه الذكرى.

وكانت لسعد كلمة بالمناسبة أكد فيها التمسك بنهج الراحل مصطفى سعد، وبخيار المقاومة وحمايتها في مواجهة العدو الصهيوني، والتمسك بالدفاع عن القضايا الوطنية وحماية الشعب اللبناني من التقسيم والتفتيت والطائفية والمذهبية والإرهاب والتكفير، ونهج الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومما جاء في كلمة سعد:

"باسم التنظيم الشعبي الناصري، وباسمكم جميعاً نعبر في هذه المناسبة عن الأسى والحزن لفقدان المناضل الكبير الراحل العزيز مصطفى سعد. وفي هذه المناسبة نجدد العهد في المضي قدماً على النهج الذي سار عليه.

 في الذكرى الثالثة عشرة لرحيله نوجه التحية الى مصطفى معروف سعد رمز المقاومة الوطنية اللبنانية، المقاومة التي كانت خيار مصطفى سعد الأول، وفي سبيلها قدم التضحيات الجسام، كما قدم في سبيلها إخوته ورفاقه في الأحزاب الوطنية والإسلامية وفي الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

وأضاف سعد: " كانت القضية الفلسطينية همَّ مصطفى سعد الأساسي، كما كانت همَّ التنظيم الشعبي الناصري ولا زالت. والشعب الفلسطيني ومعه الشعب اللبناني وكل الأحرار والشرفاء في هذا الوطن ينظرون بقلق متزايد  إلى الأحداث التي تجري في المخيم، ويشعرون بالقلق إزاء ما يجري من أحداث ويتخوفون من تطورها. لكننا على يقين أن القوى الفلسطينية، ومعها القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية،سوف يبذلون المزيد من الجهد  والمساعي من أجل حماية الشعب اللبناني والفلسطيني  في مواجهة العدو الصهيوني".

وتابع "تعصف الفتن والصراعات الدموية والجرائم الإرهابية في أرجاء الوطن العربي، وفي الوقت نفسه تزداد مآسي الشعوب من قتل ودمار وخراب وتهجير وإذلال للكرامة الإنسانية، وتتنافس القوى الدولية والإقليمية على تقاسم  الوطن العربي في ظل غياب المشروع العربي النهضوي. ونسمع هنا في لبنان أصواتاً تنادي بتفتيت وتقسيم الشعب اللبناني في ظل الفراغ القاتل والعجز القاتل لمؤسسات الدولة، نسمع كلاماً عن الفدرالية وعن تفتيت الشعب اللبناني.  ونرى المزيد من الصراعات والمشاحنات بين قادة النظام الطائفي بعيدة كل البعد عن هموم الناس، بعيدة عن منع انهيار الخدمات العامة، وبعيدة عن  الاهتمام بانعاش الدورة الاقتصادية والقطاعات الانتاجية.

في هذه المناسبة نؤكد نهج مصطفى سعد في حماية المقاومة كخيار وطني في مواجهة العدوانية الصهيونية وأطماعها في بلادنا، ونؤكد دعم الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه فوق أرضه فلسطين. كما نؤكد حماية الشعب الفلسطيني من المؤامرات التي تُحاك ضده في لبنان والوطن العربي.

ونكرر قول الراحل مصطفى سعد: (إن الشعب الفلسطيني أمانة في أعناقنا). وعلى طريق مصطفى سعد نؤكد أننا سنواجه العصابات الطائفية والمذهبية والمناطقية، ونتمسك بالوطنية الجامعة وبالعروبة الجامعة، وإننا في موقع التصدي للفكر الإرهابي الظلامي، ونضع أنفسنا في تصرف شعبنا وفي حمايته من الإرهاب الظلامي" .

وختم سعد قائلاً:" إننا على نهج مصطفى سعد، ونرفض كل أشكال الهيمنة من القوى الدولية والإقليمية، ونقف في وجه طروحات الفدرالية، وفي وجه كل مشاريع التفتيت والتقسيم الى كيانات طائفية ومذهبية.  وسنقف بوجه كل الصراعات والمشاحنات والمحاصصات التي ولّدها  قادة هذا النظام، والتي خلفت المآسي للشعب اللبناني .

ونؤكد خيارنا بالوقوف الى جانب تطلُّعات شعبنا في المساواة والعدالة  الاجتماعية والكرامة الإنسانية".