تتواصل المساعي والجهود بين الفصائل الفلسطينية، لتحصين الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، وتطويق ذيول الإشتباك الأخير المؤسف الذي وقع الأسبوع المنصرم، والذي أسفر عن سقوط قتيلين وعشرة جرحى، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل والسيارات واحتراق بعضها بالكامل. وقد أسفرت الاجتماعات التي عقدتها القوى والفصائل الفلسطينية عن تشكيل "لجنة قيادية يومية" للمتابعة الميدانية والإشراف على الأوضاع الأمنية في المخيم.

في هذا المضمون، تناولت الصحف اللبنانية أوضاع مخيم عين الحلوة عقب الاشتباك الأخير.

فقد أكدت صحيفة "صدى البلد"، "أن "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" برئاسة قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء صبحي أبو عرب، قررت تشكيل لجنة "قيادية يومية" مؤلفة من خمسة أعضاء، وهم عضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، نائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، الناطق الرسمي باسم "عصبة الانصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل، المسؤول التنظيمي لحركة "أنصار الله" الحاج ماهر عويد، وقائد "القوة الأمنية المشتركة" في عين الحلوة العميد خالد الشايب.

وأوضحت "صدى البلد"، "أن اللجنة عقدت اجتماعها الأول في مقر حركة "حماس"، قرب مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني في عين الحلوة، بحضور اعضائها وممثل العميد الشايب العقيد محمد علي، حيث جرى التوافق على ضرورة تحصين الوضع الأمني في المخيم إثر الإنتكاسة الأمنية الأخيرة، والتأكيد على مسح الأضرار بغية التعويض مادياً على المتضررين، وإزالة أسباب التوتر التي أدت إلى وقوع الاشتباك ولا سيما الكاميرات منها، وزيارة الجرحى والاطمئنان إلى صحتهم، والعمل على مصالحة المتخاصمين وتحديد دور القوة الأمنية المشتركة ونشرها في مكان الاشتباك.

ميدانياً، لفتت صحيفة "السفير"، إلى أن "أهالي حي طيطبا اشترطوا المباشرة بدفع التعويضات ونشر القوة الأمنية القادرة على حماية أبناء الحي وإزالة أسباب التوتر، قبل فتح الطريق ورفع السيارات المحترقة من الشارع الفوقاني للمخيم".

وقالت "السفير": "استجابت "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" برئاسة قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء صبحي أبو عرب، لمطالب الأهالي، وتفقدت حيي "طيطبا وعكبرة" و"الشارع الفوقاني" في المخيم، حيث التقت الأهالي وعملت على تهدئة خواطرهم وتعهدت بدفع التعويضات المالية، وأبلغ الأهالي أعضاء اللجنة موافقتهم على فتح الطريق".

وتناولت "السفير" كلام مسؤول "عصبة الأنصار الإسلامية"، الشيخ أبو شريف عقل، للأهالي باسم "اللجنة"، ناقلاً عن السفير الفلسطيني أشرف دبور، وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، تعهدهما بدفع الأموال اللازمة للتعويض على المتضررين مادياً.

أمنياً، ذكرت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، "أن الجيش اللبناني أوقف نازحين فلسطينيين من سوريا وسوريين انتهت مدة إقامتهم عند الحواجز العسكرية لمخيم عين الحلوة، بعدما دقق في بطاقات هوياتهم وجرى تحويلهم إلى مخفر قوى الأمن الداخلي في "الحسبة الجديدة" لإجراء المقتضى القانوني، ما دفع الكثير منهم إلى اتخاذ قرار بعدم التنقل ومغادرة المخيم، لحين معالجة القضية بين القوى الفلسطينية والسلطات الأمنية والسياسية اللبنانية.

ونظم النازحون الفلسطينيون "اعتصاماً رمزياً أمام مدرسة "السموع" التابعة لوكالة "الأونروا" في الشارع الفوقاني في المخيم، احتجاجاً على التوقيف ولمطالبة القيادة الفلسطينية التحرك لمعالجة هذا الموضوع الأمني والإنساني"، وهو الاعتصام الثاني في غضون أربعة أيام بعد تنظيم اعتصام أمام مقر "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في منطقة بستان القدس في المخيم"، بحسب "صدى البلد".