أكد الرئيس محمود عباس في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الأميركي باراك اوباما برام الله أمس ان الاستيطان غير شرعي من وجهة نظر العالم أجمع، والكل مجمع على أن الاستيطان هو العقبة الرئيسية أمام حل الدولتين"، مذكرا بـ 13 قرارا صدرت عن مجلس الأمن الدولي تطالب "باجتثاث الاستيطان".
وأضاف الرئيس: "نحن نؤمن أن السلام ضروري وحتمي وممكن"، مؤكدا: ان شعبنا يتطلع إلى نيل أبسط حقوقه في الحرية والاستقلال والسلام العادل، ويصبو إلى اليوم الذي يعيش فوق أرض دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس سيدة المدن بجانب دولة إسرائيل.
وجدد الرئيس التزام الجانب الفلسطيني بالسلام قائلا: "نحن نؤمن أن السلام ضروري وحتمي وممكن". واضاف: إن صنع السلام يحتاج إلى احترام الآخر وحقوقه بقدر ما يحتاج إلى الشجاعة، والسلام لن يصنع بالعنف ولا بالاحتلال، ولا بالجدران، ولا بالاستيطان أو باستمرار الاعتقالات وانكار حقوق اللاجئين". وقال الرئيس إنه أجرى جولة جيدة ومفيدة من المحادثات مع الرئيس أوباما، وكانت فرصة لأن نركز من جانبنا على ما يمثله استمرار الاستيطان من مخاطر كارثية على حل الدولتين وضرورة الإفراج عن الأسرى.
من جانبه كرر أوباما وجوب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، دون ذكر حدود 4 حزيران، وحث على تفاوض دون شرط تجميد الاستيطان.
وقال اوباما "استنادا الى المحادثات التي اجريتها مع رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس، فان امكانية حل الدولتين ما زالت قائمة". واضاف: "لا نعتبر ان مواصلة الاستيطان بناءة او مناسبة او تدفع بطبيعتها قضية السلام قدما"، مشددا في الوقت نفسه على ان هذه المسألة يجب ان تحل من خلال مفاوضات السلام وليس عبر تجميد للبناء كما يريد الفلسطينيون.

وقال أوباما "من حق الفلسطينيين ان يكونوا شعبا حرا في أرضهم، وليس من العدل أن يمر العنف ضد الفلسطينيين دون عقاب". وأضاف: "هناك فرصة حقيقية للسلام". وتابع: "أنا لا أقول ان السلام مضمون لكنني أقول انه ممكن، وان الهدف تحقيق رؤيا حل الدولتين لمصلحة الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". وتابع: "يجب الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفي العدالة". وقال: "ضعوا أنفسكم مكانهم، انظروا إلى العالم بعيونهم، ليس عدلا ألا تتمكن طفلة فلسطينية من أن تترعرع في دولة خاصة بها، وليس عدلا أن تعيش بوجود جيش أجنبي يتحكم بتحركات والديها كل يوم".
وكشف نمر حماد المستشار السياسي للرئيس ان أبو مازن اكد لاوباما انه لا يمكن استئناف المفاوضات مع اسرائيل من دون تجميد الاستيطان. واضاف ان الرئيس "أكد لاوباما انه يجب ان توافق اسرائيل على مبدأ ومرجعية حدود عام 1967 باعتبارها أساس المفاوضات".

خطاب في القدس
وفي خطاب أمام شبان اسرائيليين في القدس شدد اوباما على ان حل الدولتين ما زال قابلا للتطبيق، دعيا اياهم الى حض زعمائهم على اغتنام الفرصة لاقامة السلام مع الفلسطينيين.
وقال اوباما ان "اسرائيل تقف على مفترق طرق اليوم"، مشيرا الى انه على الرغم من ان الاسرائيليين يشعرون بأمن أكثر تحت نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ فان "السلام هو الطريق الوحيد الى الأمن الحقيقي".
ودعا الرئيس الأميركي الشبان الاسرائيليين الى حض قادتهم على العودة الى محادثات السلام. واكد اوباما انه يدرك ان العديد من الاسرائيليين لا يشاركونه آراءه وان العديد من المراقبين يشككون في احتمال التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكنه خاطب الاسرائيليين قائلا لهم: "أريدكم ان تعرفوا انني اتحدث اليكم كصديق قلق للغاية وملتزم بمستقبلكم". واضاف "أولا، ان السلام هو الطريق الوحيد الى الأمن الحقيقي (...) ثانيا، ان السلام هو (حل) عادل"، مشددا على انه يتفهم تردد الاسرائيليين الذين يعتقدون ان القادة الفلسطينيين فوتوا "فرصا تاريخية" لاحلال السلام.
وشدد على ان "السلام ممكن"، لكنه اعترف بأنه "سيكون هناك دائما سبب لتجنب الخطر، وهناك ثمن للفشل. (...) المفاوضات ستكون ضرورية". وتابع "ستكون هناك العديد من الاصوات التي ستقول ان هذا التغيير غير ممكن (...) لكن تذكروا ان اسرائيل هي أقوى دولة في هذه المنطقة ولديها دعم ثابت من أقوى دولة في العالم"، مؤكدا ان "على الفلسطينيين ان يعترفوا بان اسرائيل ستكون دولة يهودية" وعلى الاسرائيليين ان يعترفوا بان "فلسطين مستقلة يجب ان تكون قابلة للحياة".
واضاف مخاطبا الشبان الاسرائيليين الذين احتشدوا بالمئات وصفقوا له بحماس: "ربما تكونون انتم الجيل الذي يحقق الحلم الصهيوني".
وطلب اوباما من الاسرائيليين "النظر الى العالم من خلال أعين (فلسطينية)"، مشيرا الى انه "مثلما بنى الاسرائيليون دولة على وطنهم، فان للفلسطينيين حق بان يكونوا شعبا حرا في أرضهم".

الرئيس يرحب
ورحب الرئيس بخطاب أوباما في القدس. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: إن الرئيس محمود عباس رحب بخطاب الرئيس أوباما في القدس، مؤكدا أن "تحقيق السلام وخيار الدولتين على حدود عام 1967 هو الطريق لتحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي". وتابع عريقات نقلا عن الرئيس، إن تحقيق السلام "هو الطريق لتحقيق أماني الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتحقيق مستقبل أفضل لعموم أبناء المنطقة".
وذكر عريقات أن الرئيس عباس قال إن لقاءه مع الرئيس الأميركي وتصريحاته في القدس ورام الله أمس ، دلت على مدى التزام الرئيس أوباما بتحقيق السلام على أساس مبدأ الدولتين.
وقال "إن الرئيس عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية يؤكدان الالتزام بمبدأ الدولتين على حدود عام 1967 والالتزام بتنفيذ ما على الجانب الفلسطيني من التزامات".

الأسد وحزب الله
واستغل اوباما ايضا خطابه في القدس لدعوة دول العالم لا سيما الاتحاد الاوروبي الى تصنيف حزب الله اللبناني "منظمة ارهابية"، ودعا كذلك الرئيس السوري بشار الأسد الى الرحيل، محذرا الأخير من "استخدام أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري أو نقلها الى مجموعات ارهابية". وقال: "يتعين على الأسد ان يرحل لكي يكون بامكان مستقبل سوريا ان يبدأ". وتمنى "تشكيل حكومة في سوريا تتولى حماية مواطنيها داخل حدودها مع صنع السلام مع جيرانها".
وفيما يتعلق بحزب الله رأى الرئيس الأميركي انه "يتعين على كل بلد يعترف بقيمة العدالة ان يسمي حزب الله بما هو عليه: منظمة ارهابية"، في الوقت الذي ما زال فيه الاتحاد الاوروبي يرفض حتى الآن ادراج الحزب على قائمته للمنظمات الارهابية.