بالتزامـن مـع بـدء الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمراكـز والجمعيات النسوية نشاطاتها بيوم المرأة العالمي بأرجاء فلسطين المحتلة، نـظـّم فـرع الاتحاد في لبنان تظاهـرات نسوية سيّارة على الأقـدام في مخيمات لبنان، وابرزهـا في مخيم عين الحلـوة، حيث اتخـذن من ملعب الشهيد ابو جهاد الوزير نقطـة ارتكاز وتجمّـع لعضوات الاتحاد اللواتي قدِمن من مخيمات صور، والتقين بعشرات العشرات من الاتحاديات في مخيمات صيدا وزميلاتهن بأُطـر العمل النسوي والمجتمعي الفلسطيني، وحشـد من الفلسطينيات المنضويات بأطـر بعض القوى الاسلامية بعين الحلوة اليوم السبت 7\3\2015.

 وتخلّل التجمّع كلمة العريفة الاحتفال عضو الاتحاد في منطقة صيدا "نجاة النصر" نوهت خلالها لمعاني المناسبة، واحتفال الفلسطينيات بها وفق خصوصية القضية الفلسطينية، ودعَـت الفلسطينيات للتضامن ورص الصفوف بإطار الاتحاد وتصويب قدراتهن في سبيل إنهاء الانقسام وكنس الاحتلال الاسرائيلي.

 ثمّ انطلقت التظاهـرة السيّارة بمواكبة مشكورة من أفـراد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، تتقدّمها رئيسة فرع الاتحاد في لبنان "آمنة سليمان" ورئيسة المعهـد العربي لحقوق الانسان "جمانة مرعي"، والعضوات القياديات بالاتحاد. وشاركهن بالتظاهـرة ممثلو فصائل منظمة التحرير في صيدا يتقدّمهم أمين سرهم بمنطقة صيدا العميد ماهـر شبايطـة وممثلو الاتحادات النقابية يتقدّمهم عضو قيادة الإقليم في لبنان مسؤول الاتحادات "طالب الصالح"، ولجنة المتابعة للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان بعضوية  "خالد فرحات وابو السعيد اليوسف"، واللجان الشعبية في مخيمات صيدا برئاسة امين سـرها "عبد الرحمن ابو صلاح"، ولجنة المتابعة العليا للمهجرين من مخيمات سوريا برئاسـة "ابو حـديـد"، إلى جانب مندوبي الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين فرع لبنان، وعدد من المناضلين الفلسطينين.

وهتفت المشاركات خلال التظاهرة ضد الاحتلال والانقسام، ورُفِعت الأعلام الفلسطينية ورايات الاتحاد، وشعارات تدعو لرص الصفوف والتوحُّـد خلف الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئيس "ابو مازن"، وأخرى طالبت المجتمع الدولي بإدخال المساعدات لأهلنا في مخيم اليرموك، وجابت التظاهـرة شـوارع المخيم  متجهةً نحو مدافـن شـهـداء الثورة الفلسطينية، حيثُ تمّ وضع أكاليل الورد وقراءة الفاتحة.

كلمة اللقاء كانت لرئيسة الفرع "امنة سليمان" جاء فيها:

"تحل علينا مناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، ونساء فلسطين يواجهن ابشع اشكال الاضطهاد المتمثّل في الاحتلال الاستيطاني العنصري لفلسطين، الذي لا يألو جهدًا في محاولات الاجهاز على القضية الفلسطينية".

وعرضت جبريل لانتهاكات الاحتلال وجرائمه غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في ظل غياب الدور المسؤول للمجتمع الدولي، ولفتت إلى أن يوم المرأة العالمي يأتي هذا العام، في أعقاب انضمام دولة فلسطين إلى عدد من الاتفاقيات والمعاهدات الهامة، وتوقيع الرئيس، في نيسان الماضي، على انضمام دولة فلسطين الى اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة دون تحفظات.

وأكّدت جبريل أن المرأة الفلسطينية ممثّلة بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمراكز والجمعيات النسوية، وهي تستذكر تضحيات النساء الفلسطينيات التي لا تنتهي من اجل الحصول على حقوقهن الوطنية والاجتماعية، تؤكد على ما يلي:

اولاً: تدعو المؤسسات النسوية الأحزاب السياسية إلى التوحُّد على برنامج وطني كفاحي يجمع بين النضال ضد الاحتلال، وبين الفعل السياسي والدبلوماسي، واستنهاض المجتمع في مواصلة النضال وشق الطريق أمام الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران العام 67 وعاصمتها القدس المحتلة وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار الاممي 194.

ثانياً: تؤكد المؤسسات النسوية اهمية التمسُّك بمسار المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام البغيض، وتوفير متطلبات واستحقاقات استعادة الوحدة الوطنية وفقا للاتفاقيات الموقعة بين القوى السياسية، بدءًا من تعزيز دور حكومة التوافق الوطني وتكريس وجودها الاداري والمهني في قطاع غزة من أجل ضمان متابعتها الملفات الموكلة إليها وخاصة ما يتعلق باستلام المؤسسات وإعادة الاعمار وترتيب الوضع الداخلي لمواجهة استحقاق المعركة الرئيسية مع الاحتلال.      

ثالثاً:  تؤكد المؤسسات النسوية اهمية تضافر جهود جميع مكونات الحركة النسائية الفلسطينية في سبيل تفعيل دور المرأة الوطني في مقاومة الاحتلال ومستوطناته وجدار الفصل العنصري ومن اجل انهاء الحصار وفك المستوطنات ووقف عملية بناء جدار الفصل العنصري، والانخراط في معركة الدفاع عن القدس، عاصمة دولتنا الفلسطينية، وحمايتها من سياسات الاحتلال الهادفة للتهويد والقتل والاعتقالات وسياسة التطهير العرقي واستباحة المسجد الاقصى المبارك. كما تحث النساء على الانخراط في حملات مقاطعة البضائع الاسرائيلية وتوسيع نطاقها وانتشارها في عموم المناطق الفلسطينية ودعم الانتاج الوطني..

رابعاً: ان المرأة الفلسطينية التي فقدت أكثر من خمسمائة شهيدة على يد الاحتلال في عام 2014 تطالب المؤسسات الدولية ذات العلاقة توفير الحماية للنساء والفتيات تحت الاحتلال وتفعيل القرارات الدولية لا سيما القرارات 1325 و 1889 و2122 ومعاقبة الاحتلال على جرائمه المرتكبة استنادًا لاتفاقيات جنيف الاربعة. كما تطالب نساء العالم التضامن مع نضال ومطالب المرأة الفلسطينية العادلة والمشروعة والدفاع عن حقها في نيل الحرية وتطالبها الضغط على حكوماتها للوقوف مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال وجلائه عن الارض الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران 1967.                    

خامسًا: ان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وباقي الاطر والمراكز والمؤسسات النسوية، يحيّون الرئيس "محمود عباس" على توقيعه "اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" دون تحفظ، ويطالبون الحكومة الفلسطينية التوجه نحو الايفاء بمتطلبات الالتزامات المترتبة على التوقيع والانضمام، والتوجه نحو مواءمة القوانين والتشريعات ووضع السياسات والإجراءات اللازمة من أجل الشروع في عملية التغيير الاجتماعي الشامل وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات.   

سادسا: يعتبر الاتحاد العام للمرأة والاطر والمراكز والجمعيات النسائية، انه في الوقت الذي يستعد فيه المجتمع الدولي لمراجعة مسيرة 20 عاما منذ إعلان "بيجين 1995"، وقياس التقدم والتطور الذي حققته النساء على صعيد عناوين منهاج عمل بيجين، الهادفة إلى رصد مدى التزام الدول والحكومات بتحقيق الغايات التى هدفت الى تحرير المرأة من كافة أشكال الاستغلال والتمييز وتحقيق المساواة بين الجنسين، فإن المرأة الفلسطينية تعتبر أن الاحتلال الاسرائيلي هو المعيق الرئيس أمام النهوض بواقع المرأة الفلسطينية بسبب مسؤوليته المباشرة عن إعاقة التنمية بكل ابعادها.

إننا في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع لبنان/ نؤكد التالي :

سابعًا: نطالب الاونروا بإعادة وتسريع أعمار مخيم نهر البارد والتزام بكافة بتعهداتها  اتجاه شعبنا الفلسطيني بكافة أماكن تواجده.

-      التمسك بحق العودة حسب قرارات الشرعية الدولية

-      إننا كنساء فلسطينيات نطالب الدولة اللبنانية بمنح الفلسطينيين حقوقهم المدنية والإنسانية والاجتماعية لتمكينهم من مواصلة نضالهم لحين تحقيق العودة

ثامناً: يحيي الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية النساء الفلسطينيات في مخيمات سوريا ولبنان، اللواتي يواجهن ظروفًا غاية في التعقيد والصعوبة بسبب انعكاس الصراع الدموي الدائر في البلدين الحبيبين، الأمر الذي كان من نتائجه دمار المخيمات وقتل وتشريد مئات الالوف من ابناء المخيمات في سوريا الى مختلف بقاع العالم عامة والى لبنان خاصة، مما أدى الى تغيير في التركيب الديمغرافي الفلسطيني في كلا من سوريا ولبنان، وعليه يدعو القيادة الفلسطينية الى التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات العربية الداخلية والعمل على تجنيب شعبنا في سوريا ولبنان من انعكاس الحرب الشرسة الدائرة.

وأخيرًا، يتوجّه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمراكز النسوية بتحية إجلال للمرأة الفلسطينية في الوطن والشتات، لأمهات الأسرى والشهداء، للعاملات والمعلمات، للطالبات والمهنيات، للمقدسيات واللاجئات، للصابرات الصامدات، المهجرات قسرًا في وطنهن والمدمرة بيوتهن، للمشردات القاطنات في بيوت الايواء. للواتي ينتصرن لوطنهن وحقوقهن، ويدافعن بأمانة عن مصالح المرأة، كما يحيون نساء العالم في كل مكان، الساعيات الى الحرية والتضامن من أجل فضح انتهاكات قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني".