فتح ميديا/لبنان، زار الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مخيم عين الحلوة صباح الخميس 2013/1/31 ترافقه مدير عام وكالة الأونروا في لبنان آن ديسمور ومدير مكتب الأونروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب للإطلاع على أوضاع المخيم وأوضاع النازحين الفلسطينيين من سوريا ومن مخيم اليرموك إلى عين الحلوة.
وكان في استقباله أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر حركة "فتح" في مخيم عين الحلوة ماهر شبايطة، ومدير مكتب الأونروا في المخيم فادي الصالح.
وبمناسبة الزيارة عُقد لقاء موسع في مركز الأنشطة الاجتماعية التابع للأونروا في مخيم عين الحلوة حضره أبو العردات، أبو عرب، وأمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان، وقادة وممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية.
وفي بداية اللقاء تحدَّث المدير السابق لمكتب الأونروا في منطقة صيدا محمود السيد مرحباً بالوفد ومشيراً لأهمية هذه الزيارة إلى مخيم الصمود الذي يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولافتاً إلى أن لهذا المخيم خصوصية لأنه عاصمة الشتات ومركز القرار الفلسطيني في لبنان.
ثمَّ تحدَّث بلامبلي قائلاً: "أتحدث إليكم الآن وأنا في مخيم عين الحلوة العاصمة، عاصمة الشتات، ولأول مرة أقوم بهذه الزيارة إلى هذا المخيم التي كان يجب أن تحصل قبل ذلك. أتيت للاستماع إلى أرائكم وخاصة أنتم هنا في لبنان حيث الأوضاع المعقدة والقضية الفلسطينية المعقدة جداً وسبب حضوري اليوم هو الأوضاع في المنطقة والوضع السوري الصعب في هذه الأيام".
ولفت بلامبلي إلى أن الوجود الفلسطيني في لبنان يكتسب أهميةً قصوى، مشيداً بنأي الفلسطينيين بأنفسهم عن الأوضاع الداخلية الحالية في لبنان وسوريا، ومشيراً إلى أنه قام بهذه الزيارة بموجب دوره كممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة للاطلاع على آراء وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وللتعامل مع قضاياهم ومع الحكومة اللبنانية.
كما شدَّد بلامبلي على أن مهمته هي الدفاع عن قرارات الأمم المتحدة والسعي إلى تنفيذها، واطلاع الآخرين في الأمم المتحدة في نيويورك على الأوضاع السياسية للفلسطينيين في لبنان.
بدوره تحدَّث أبو العردات مرحِّباً ببلامبلي وديسمور والوفد المرافق لهما باسم حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" والفصائل الوطنية والإسلامية في المخيم.
ولفت أبو العردات إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها حوالي نصف مليون لاجئ ونازح فلسطيني مهجَّر من وطنه في مخيمات البؤس، مشيراً إلى أن هذه الزيارة اليوم تبعث الأمل في تعزيز ثقة الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة وتحت سيادة القانون في ظل العدالة وحفظ الكرامة حتى تتمكن الأمم المتحدة من نصرة الشعب الفلسطيني لتحقيق طموحاته، ومنوهاً إلى أن الأمم المتحدة مؤخراً قد صححت جزءاً من الظلم التاريخي الذي حلَّ بالشعب الفلسطيني عبر الاعتراف بدولة فلسطين .
كما تطرق أبو العردات إلى موضوع النازحين الفلسطينيين من سوريا، فأشار إلى أن اللاجئين الأساسيين في المخيم يعانون ضائقةً إضافة إلى ما يعانيه نازحو مخيم اليرموك اليوم الذين يبلغ تعدادهم 150 ألف لاجئ، وأشاد بالجهود التي تبذلها كل القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني مجتمعةً من أجل مساعدة النازحين الفلسطينيين من سوريا، مشدداً على أهمية توجيه الشكر لكافة العائلات التي قامت بإيوائهم في منازلها وبيوتها الضيقة دون أي أجر، ومضيفاً: "لقد رفعنا مذكرة لكم وقدمناها للحكومة اللبنانية خلال لقائنا في السراي الحكومي إضافة إلى قيامنا ببحث العديد من القضايا مع الدولة اللبنانية بكل مرجعياتها وعلى كل المستويات. وطالبنا أن تكون معايير إغاثة النازحين واحدة بين الجميع، ونؤكد أن قضية النزوح الفلسطيني من سوريا إلى لبنان هي قضية مؤقتة ومرتبطة بالأوضاع في سوريا ولا داعي للخوف من وجود دائم للنازحين في لبنان. فوضع الفلسطيني في سوريا أفضل بكثير لأنه يتمتع بكافة الحقوق المدنية والسياسية".
وأكد أبو العردات أن المسؤولية لا تقع على فقط على الفصائل وعلى منظمة التحرير الفلسطينية التي تعيش أزمة مالية خانقة بسبب الحصار المفروض عليها، وإنما هي تقع بالدرجة الأولى على عاتق المجتمع الدولي لأن آلاف النازحين بحاجة إلى حلول ودعم كبير، مما يحتِّم على الأشقاء العرب تحمُّل المسؤولية وتأمين الدعم المالي المطلوب للدولة اللبنانية، وأضاف: "على الدولة اللبنانية مسؤولية وضع خطط وبرامج إغاثة ونحن سنكون جزءاً من هذه الخطة وقد شكَّلنا لجنةً مشتركةً برئاسة الأونروا من ممثلين عن الدولة والسفارة والفصائل والمؤسسات"، لافتاً إلى وجود تنسيق كامل وتعاون بين الجميع في المخيم في المجالات السياسية والاجتماعية والأمنية، ومثمناً دور القوى الإسلامية في هذه المجالات.
كما أمل أبو العردات أن يتم الإسراع في إيصال المساعدات والدعم المالي الذي أقرَّه مؤتمر المانحين في الكويت مؤكداً ضرورة اعتماد معايير موحدة في المساعدات والإغاثة، وخاتماً بالتأكيد على أن الفلسطيني الذي أقتُلِع من أرضه ووطنه حمل السلاح من أجل القضية ومن أجل السلام والعدالة.
ثم كانت كلمات لكل من رئيس الحركة المجاهدة الشيخ جمال خطاب، والناطق باسم عصبة الأنصار الشيخ أبو شريف عقل، وعضو المكتب للجبهة الديمقراطية أبو النايف، وأمين سر لجنة المتابعة عبد مقدح، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، وعضو قيادة الجبهة الديمقراطية فؤاد عثمان، وممثل حركة حماس أبو أحمد فضل، وممثل حركة الجهاد الإسلامي شكيب العينا، وأمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا أبو هاني الموعد، ومسؤول الإنشاءات في اللجنة الشعبية أبو سعيد اليوسف، وأمين سر لجنة المتابعة للمهجرين الفلسطينيين من سوريا قاسم عباسي.
وقد أجمع المتحدثون على مسؤولية الأمم المتحدة المجتمع الدولي والأونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام وتجاه قضية النازحين بشكل خاص مطالبين بضرورة إعلان الأونروا عن خطة طوارئ لمواجهة هذه الأزمة.
وتناول معظَّم المتحدثون مسألة معاناة اللاجئين والنازحين بشكل خاص في كافة مناحي الحياة بما فيها الصحية، والتربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسكن وغيرها...، مشددين على ضرورة أن تقوم الأونروا بدورها باعتبارها أُنشأت بقرار دولي لإغاثة اللاجئين، ومطالبين بتطبيق كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ثم تحدث بلامبلي قائلاً: "لقد استمعت إلى كل آرائكم وأتعهد بخدمتكم وخدمة الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها وهدفنا هو تنفيذ تلك القرارات، وأشكركم على روح الآراء المختلفة التي عرضتموها وهذا يعبِّر عن شيء من الديمقراطية والوعي في مواجهة الأزمة والتفاهم فيما بينكم الذي يساعد ويساهم في تنفيذ أهدافكم. ومن الناحية الأمنية فوجودي هنا بينكم يظهر أنكم على قدر المسؤولية ولمست أن لا خوف أبداً من هذه الناحية".
وأضاف: "جميعكم تحدثتم عن وضع النازحين، ونحن من جانبنا أعلنَّا حالة الطوارئ في كافة أنحاء وجود عمل الأونروا وأشكركم وأشكر من تمثلون وكذلك أشكر الإخوة القادمين من سوريا الذين عرضوا وضعهم أمامنا"، موجهاً الشكر أيضاً للدولة اللبنانية على فتح حدودها لاستضافة النازحين.
ثم تابع: "إن أهم شيء هو تنظيم أوضاعكم وسنبذل كل جهدنا من أجل توفير الإمكانات. وقد ذهبت إلى السعودية تحضيراً لمؤتمر الكويت وقدَّمتُ تقريراً حول احتياجات النازحين في لبنان. كما أنَّ النازحين الفلسطينيين مشمولون بقرارات مؤتمر الكويت للدول المانحة، ونتمنى توفير الإمكانات بالسرعة الممكنة. وكذلك طلبت من الاتحاد الأوربي العمل على تحسين أوضاع اللاجئين بما يتعلق بالحقوق المدنية والبُنى التحتية في المخيمات".
من جهتها لفتت ديسمور أثناء حديثها إلى أن هذه الزيارة محصورة بقضية النازحين لكونها قضية طارئة واستثنائية، مضيفةً: "أهم شيء بالنسبة لنا هو الملف الصحي وقضية الإيواء. وقد قدَّمنا مساعدة نقدية عاجلةً للنازحين ونحن نُجري مسحاً للأماكن والمراكز غير المستخدمة وغير المأهولة في المخيمات والتي بحاجة إلى تدخل من جانبنا لإيواء النازحين ونبذل قصارى جهدنا للحصول على العطاءات من الدول المانحة وغير المانحة".
وأردفت: "وصلتنا حتى الآن بعض الهبات من دول معينة وسوف نستخدمها في تأمين الدواء والعلاج وهي حاجة ماسة الآن، وأنا أقوم بالاتصالات مع السلطات اللبنانية من أجل النازحين لمعالجة مشاكل الدخول والخروج إلى لبنان، ومع مدير عام الأمن العام اللبناني للوقوف على أية مشكلة في هذا الشأن ولم تردني أية تقارير تشير إلى وقوع وحدوث أية مشكلة على هذا الصعيد".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها