وضع المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الامم المتحدة السفير رياض منصور في ثلاث رسائل متطابقة بعثها لكل من رئيس مجلس الامن، والسكرتير العام بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بصورة التطورات الميدانية في الارض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.
وتأتي هذه الرسائل لمناسبة الذكري السنوية الـ21 للجريمة الاسرائيلية التي ارتكبها المجرم باروخ جولدشتاين بحق المصلين الفلسطينيين في الحرم الابراهيمي الشريف والتي صدر على إثرها قرار مجلس الامن 904 لعام 1994 الداعي لاتخاذ اجراءات لحماية المدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي، وانه وعلى مدار 21 عاما من عمر هذه الجريمة فان شعبنا ما زال يعاني.
منصور شرح في رسالته قضية اغتيال الشاب جهاد شحادة الجعفري (19 عاما) اثناء الهجوم العسكري الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على مخيم الدهيشة والذي اوضحت التحقيقات انه تم قنصه اثناء وجودة على سطح بيته، مؤكدا ان الهجمات العسكرية الاسرائيلية تتكرر مئات المرات شهريا وفي مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة مخلفة عشرات الجرحى بين المدنيين الفلسطينيين وينتج عنها ايضا عشرات حالات الاعتقال التي تطال الاطفال والنساء.
وفي هذا السياق عدد منصور مجموعة من الهجمات التي قام بها المستوطنون الارهابيون وبحماية الجيش الاسرائيلي وما يحملونه من اسلحة نارية حيث هاجموا بمركباتهم ودهسوا كل من الطفلة مريم كريم دعنا ذات العشرة اعوام في سلوان بالقدس الشرقية المحتلة، وحسن عبدالرحمن بدران (21 عاما) في الخليل ولم يتعرضوا لأي نوع من المسائلة، مذكرا بمقتل الطفلة ايناس شوكت خليل في اكتوبر 2014 إثر دهسها من قبل مستوطن في قرية سنجل برام الله، وكذلك استمرار حملات التدمير المنهج اليومية التي يشنونها على أشجار الزيتون المملوكة للفلسطينيين، مضيفا ان هجمات المستوطنين لا تقتصر على المدنيين ومزروعاتهم بل تتعداها لتطال دور العبادة الاسلامية والمسيحية مذكرا بإطلاق النار من قبلهم على جامع الهدى في قرية جبع، موضحا ان الكنائس والمسجد الاقصى يتعرضان وبشكل يومي ايضا الى هجمات من قبل المتطرفين الاسرائيليين.
واوضح منصور ان الفلسطينيين يعانون من فقدان مجموعة من حقوقهم الانسانية التي كفلتها وشرعتها الاعراف والمواثيق الدولية نتيجة لمجموعة من الاجراءات التعسفية التي تتخذها سلطات الاحتلال والتي يأتي على رأسها الحصار غير الانساني المفروض على غزة والعديد من الآثار التي ترتبت على العدوان الاجرامي الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي في العام 2014 والذي دمر قرابة 100 الف بيت ومنشأة ما بين تدمير كلي وتدمير جزئي ما عرض اصحابها وما يزال لشتاء طويل وقاس تسبب في موت بعض الاطفال ومرض الكثيرين جدا من السكان هناك، هذا عدا عن انقطاع الكهرباء التي تصل لحوالي 18 ساعة يوميا وما ينتج عن ذلك من انقطاع خدمات المياه والصرف الصحي وغيرها الكثير، منوها الى الآثار المدمرة على الاقتصاد والانسان الفلسطيني لاحتجاز اسرائيل غير القانوني لأموال الضرائب الفلسطينية وما تخلفه من عدم قدرة المؤسسات الفلسطينية من ممارسة عملها الخدماتي والانساني في كافة المجالات، وطالب منصور المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراح أموال الضرائب الفلسطينية فوراً.
كما طالب منصور اركان المنظومة الاممية وبشكل واضح بتطبيق مبادي القانون الدولي والقانون الدولي الانساني والقرارات التي سبق وان اتخذتها الامم المتحدة فيما يتعلق بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال مذكرا بالقرار الذي اتخذته المجموعة السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة والمتعلق بضمان احترام وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الارض الفلسطينية المحتلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها