هاتف رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم الأحد، آل عاروري معزيا برحيل المفكر والأكاديمي الفلسطيني الدكتور نصير عاروري، الذي توفي في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر ناهز 80 عاما.

وتقدم الرئيس بأحرّ التعازي لذوي الفقيد، وأشاد بمناقبه في خدمة وطنه وشعبه، وخاصة في تعزيز دور المؤسسات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، معتبرا رحيله خسارة للشعب الفلسطيني.

ولد عاروري في القدس العام عام 1934 وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ماساتشوستس- أمهرست، وأصبح كاتبا غزيرا ومحاضرا نشطا وصاحب ظهور إعلامي متميز لأكثر من نصف قرن.

عمل الدكتور عاروري أستاذا في جامعة ماساتشوستس- دارتموث بين عامي 1956 و1989 وتقاعد بمرتبة 'أستاذ مستشار' في العلوم السياسية من الجامعة نفسها. كما كان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكرّس الراحل وقته وبإصرار لبناء وتقوية المؤسسات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، وكان أحد مؤسسي رابطة الخريجين العرب- الأميركيين مع زميليه إدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد عام 1968، أول مؤسسة عربية أنشئت في أميركا الشمالية وضمت أكبر تجمع للأكاديميين العرب خارج الوطن العربي، ورئيسها لدورتين متتاليتين.

وفي العام 1998 شارك في تأسيس معهد الدراسات العربية (تاري) في بوسطن وخدم رئيساً لمجلس إدارته حتى العام 2006.

وفي مجال حقوق الإنسان، أيضا، كان الدكتور عاروري عضوا في 'الهيئة الفلسطينية المستقلة لحماية حقوق المواطن' في رام الله منذ تأسيسها عام 1994، وعضوا مؤسسا في الجمعية العربية لحقوق الإنسان في العام 1982، ومشاركا رئيسا في صياغة 'الميثاق العربي لحقوق الإنسان' في كانون الأول 1986، وعضوا في مجلس إدارة منظمة 'هيومن رايتس واتش/ الشرق الأوسط' بين عامي 1990- 1992، وعضوا في مجلس إدارة منظمة العفو الدولية/ أميركا 'أمنستي إنترناشيونال' لثلاث دورات (1984- 1990).

وتشمل مسيرة عاروري الحافلة أيضا عضوية مجلس إدارة 'فصلية العالم الثالث' (لندن)، وصندوق القدس- مركز فلسطين (واشنطن)، والمعهد الدولي للتحقيقات الجنائية (لاهاي).

ورحل عاروري مخلفا وراءه إرثا غنيا من الكتب والدراسات والمقالات منها: المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي (1970)، وعدو الشمس: قصائد المقاومة الفلسطينية، مع إدموند غريب، والاحتلال: احتلال إسرائيل لفلسطين (1983)، وعرقلة السلام: الولايات المتحدة، وإسرائيل، والفلسطينيون (1995)، واللاجئون الفلسطينيون: حق العودة (2001)، والوسيط غير النزيه: دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين (2003)، وفلسطين والفلسطينيون: تاريخ اجتماعي وسياسي (2006) مع الدكتور الراحل سميح فرسون، والإرث المر: الولايات المتحدة في الشرق الأوسط (2014). ــ