ترأس البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس والأراضي المقدس، قداس منتصف الليل، في كنيسة المهد، بحضور الرئيس محمود عباس، وذلك في ختام يوم ارتدت فيه بيت لحم حلتها الارثوذكسية، بمناسبة عيد الميلاد، وفقا للتقويم الشرقي. واحتفال أربع طوائف مسيحية به. وفي الوقت ذاته، ترأس مار سويريوس ملكي مراد مطران القدس والأردن والأراضي المقدسة، قداس منتصف الليل، في كنيسة مار افرام للسريان الأرثوذكس، بينما ترأس الدكتور الأنبا ابراهام، مطران الأقباط، قداس منتصف الليل، في كنيسة الأقباط في شارع مغارة الحليب، وترأس مطران الأحباش الأرثوذكس، قداس منتصف الليل في كنيسة الأحباش في شارع مغارة الحليب أيضا.

وكان البطريرك ثيوفيلوس الثالث، قلد، مساء امس، الرئيس عباس، وسام الصليب الذهبي الكبير، تقديرا لجهوده في إرساء السلام والمحبة، ولدعمه المتواصل للكنائس في الأراضي المقدسة، خاصة الكنيسة الأرثوذكسية. ويحتوي الوسام على تاج وإكليل وشريط، ومنذ 2000 عام لم يتم منحه إلا لعشرين شخصية عالمية دينية وسياسية.

وقال الرئيس: "نرحب بضيوفنا الكرام، وزير التنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية الأردنية بسام حدادين ممثلا عن عاهل الأردن عبد الله الثاني، وقنصل دولة اليونان، وكافة الحضور الكرام، نبدأ بالسلام لأنه شعار سيدنا المسيح، لذلك أقول لكم السلام عليكم، هذا الوسام شرف لي وللشعب الفلسطيني، يطوق عنقي وسيطوقه للأبد، هذا يجعلني أحمل كل الاحترام لكنيستكم ولسائر الكنائس في الأراضي المقدسة".

وتابع "نقول لأبنائنا المسيحيين ولكل شعوب العالم، عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير، احتفلوا بعيد سيدنا المسيح رسول المحبة والإنسانية، ونتمنى السلام والمحبة لكل شعوب الأرض، وأن يعم السلام والأمن في العالم أجمع، كانت هناك سابقة بأن الأعياد تتصادف هذا العام مع حصول دولة فلسطين المستقلة على شهادة ميلادها، فدولتنا ولدت عام 1947 ولكن بقيت مولودة مكتومة، ولكن الآن أصبحت موجودة".

وأضاف الرئيس "نريد أن نعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، نحن مؤمنون بهذا الكلام، لا نقوله لمجرد تصريحات سياسية، ولكن فعلا نريد أن نعيش مع إسرائيل بأمن واستقرار، ولكن أيضا عليها أن تقبل بنا وبالسلام، لذلك لا يجب أن تقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني، ويجب أن يقبلوا بنا، ليعيش العالم والمنطقة والشعبان الفلسطيني والإسرائيلي بأمن واستقرار".

وقال الرئيس "نقول إن أمن العالم مرتبط بأمن المنطقة المقدسة، نريد أن نرى الديانات الثلاث تمارس طقوسها بكل حرية في القدس، والقدس الشرقية ستكون عاصمتنا وستكون مفتوحة لكل أبناء الديانات السماوية، نرجو الله أن يهدي الجميع لتحقيق السلام قبل فوات الأوان".

بدوره، قال ثيوفيلوس الثالث "الكنيسة الأرثوذكسية تهنئكم وتهنئ الشعب الفلسطيني بحصول فلسطين على دولة مراقب في الأمم المتحدة، مدينة بيت لحم هي مدينة السلام والمحبة لكل العالم". وأوضح أن هذا العيد مميز للشعب الفلسطيني وللطوائف المسيحية بشكل خاص، لأنه يتزامن مع ميلاد الدولة الفلسطينية، ونتمنى أن يمد الله في عمركم بما فيه من خير لكم وللدولة الفلسطينية ولشعبنا الكريم.

وكان الرئيس شارك في العشاء الأخير الذي أقامته الكنيسة الأرثوذكسية، بمناسبة أعياد الميلاد المجيد للطوائف التي تسير وفق التقويم الشرقي.