اكتفى الاتحاد الأوروبي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والتحذير من عواقب تنفيذ المشروع الاستيطاني لتوسيع مستوطنة 'معاليه ادوميم' باتجاه القدس ، دون تبني أي خطوات عقابية ضد الحكومة الإسرائيلية، وإن كان أشار إلى أن الاتفاقات الإسرائيلية –الأوروبية لا تشمل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

وقال البيان الذي تنشر  نصه: الاتحاد الأوروبي مستاء بشدة ويعارض بقوة الخطط الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية، وخاصة خطط تطوير المنطقة E1 .إن خطة E1، في حالة تنفيذها، تقوض بشكل خطير فرص التوصل إلى حل عن طريق التفاوض للصراع من خلال تعريض إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا والقدس كعاصمة مستقبلية للدولتين للخطر. كما انه يمكن أن يترتب عليها أيضا نقل قسري للسكان المدنيين. في ضوء هدفه الأساسي المتمثل في تحقيق حل الدولتين، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يراقب عن كثب الوضع والآثار الأوسع، ويتصرف على هذا النحو. يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام.

وبعد أن كانت الحكومة الإسرائيلية تخشى من خطوات أوروبية جماعية لمعاقبة إسرائيل ،فان البيان الصادر عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم في بروكسل تضمن عبارات 'التنديد' و'التحذير' من المشاريع الاستيطانية.

ومع ذلك فقد انتقدت وزارة الخارجية الإسرائيلية البيان واعتبرته مكافأة للرئيس محمود عباس على توجهه إلى الأمم المتحدة.

 

وتاليا ترجمة لنص القرار الأوروبي:

1-في ضوء التطورات الأخيرة، وأخذا في الاعتبار استنتاجات المجلس السابقة، يعتقد الاتحاد الأوروبي اعتقادا راسخا بأن الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ خطوات جريئة وملموسة نحو السلام. يجب على الطرفين الدخول في مفاوضات مباشرة وجوهرية دون شروط مسبقة من أجل للتوصل إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ينهي جميع المطالبات.

 

2- يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددا موقفه بأن معايير واضحة تحدد أساس المفاوضات هي العناصر الأساسية لتحقيق نتيجة ناجحة. يجب على جميع الأطراف تجنب الأعمال التي تقوض الثقة وقدرة حل الدولتين على البقاء. الاتحاد الأوروبي يؤكد الحاجة الملحة إلى تجديد، جهود منظمة ومستدامة للسلام في عام 2013، وتحقيقا لهذه الغاية، فإنه على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين، بما في ذلك داخل اللجنة الرباعية. لن يكون هناك سلام دائم حتى يتم الوفاء بتطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة وسيادة وتحقيق مصالح الإسرائيليين بالأمن من خلال سلام شامل متفاوض عليه يستند إلى حل الدولتين. يؤكد الاتحاد الأوروبي على أن مبادرة السلام العربية توفر الدعم الإقليمي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين. وسيواصل الاتحاد الأوروبي العمل مع أولئك الذين هم على استعداد للانضمام في السعي لمثل هذا السلام والاستقرار والازدهار.

 

3- الاتحاد الأوروبي مستاء بشدة ويعارض بقوة الخطط الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية، وخاصة خطط تطوير المنطقة E1 .إن خطة E1، في حالة تنفيذها، تقوض بشكل خطير فرص التوصل إلى حل عن طريق التفاوض للصراع من خلال تعريض إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا والقدس كعاصمة مستقبلية للدولتين للخطر. كما انه يمكن أن يترتب عليها أيضا نقل قسري للسكان المدنيين. في ضوء هدفه الأساسي المتمثل في تحقيق حل الدولتين، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يراقب عن كثب الوضع والآثار الأوسع، ويتصرف على هذا النحو. يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام.

 

4-وإذ يشير إلى معالمه لاستئناف المفاوضات بين الطرفين، على النحو المبين في قرارات المجلس السابقة، بما في ذلك في كانون أول 2009، كانون اول2010 وأيار 2011، يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددا انه لن يعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك فيما يتعلق بالقدس غير تلك التي يتفق عليها الطرفان. يعرب الاتحاد الأوروبي عن التزامه ضمان - تمشيا مع القانون الدولي – أن كل الاتفاقات المبرمة بين دولة إسرائيل والاتحاد الأوروبي يجب أن تشير بشكل لا لبس فيه وبشكل صريح عدم انطباقها على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، وهي مرتفعات الجولان، والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة. وإذ يشير إلى استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية الذي اعتمد في أيار 2012، فإن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يجددوا التزامهم بضمان استمرار التنفيذ الكامل والفعال لتشريعات الاتحاد الأوروبي القائمة والترتيبات الثنائية التي تنطبق على منتجات المستوطنات.

 

5- يدعو الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى تجنب أي خطوة تقوض الوضع المالي للسلطة الفلسطينية. إن أي إجراء من هذا القبيل من قبل إسرائيل يقوض آليات التعاون القائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، سوف يؤثر سلبا على آفاق المفاوضات. إن الالتزامات التعاقدية، ولا سيما في إطار بروتوكول باريس، بشأن النقل الكامل وفي الوقت المناسب الذي يمكن التنبؤ به والشفاف للإيرادات الضريبية والجمركية يجب أن تحترم.

 

6-في 29 تشرين ثاني، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار A/RES/67/19 بشأن منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو مراقب. الاتحاد الأوروبي يدعو القيادة الفلسطينية إلى استخدام هذا الوضع الجديد بشكل بناء وعدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تعمق انعدام الثقة تبعد الطرفين عن حل تفاوضي.

 

7- يرحب الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل والذي جاء بعد عدة أيام من العنف الشديد ويثني على جهود مصر وجميع الذين شاركوا في تلك الوساطة. إن هذا التصعيد المأساوي للأعمال العدائية يؤكد بشكل واضح جدا الطبيعة غير المستدامة للوضع الراهن فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة. إذ يعترف بالكامل بالاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل، يكرر الاتحاد الأوروبي دعوته لفتح فوري ودائم وغير مشروط للمعابر لتدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية والأشخاص من وإلى قطاع غزة، إن الوضع لا يستدام طالما بقى سياسيا واقتصاديا منفصل عن الضفة الغربية. فمن الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار. يلتزم الاتحاد الأوروبي بتسهيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لقطاع غزة. وبالمثل، فإن مسألة نقل الأسلحة غير المشروعة 'إلى قطاع غزة لابد من التصدي لها بفعالية بسرعة. يعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده للاستفادة من أدواته لدعم جهود الأطراف، بما في ذلك إمكانية إعادة تنشيط ، بالطريقة المناسبة، بعثة EUBAM في رفح. يؤكد الاتحاد الأوروبي استعداده لاستكشاف المزيد من السبل لمعالجة الوضع في قطاع غزة، بما في ذلك مع الأطراف المعنية في المنطقة، وذلك تمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 (2009).

 

8- يجدد الاتحاد الأوروبي دعوته للمصالحة بين الفلسطينيين وراء القيادة القوية للرئيس محمود عباس، وذلك تمشيا مع المبادئ المنصوص عليها في خطابه من 4 أيار 2011، باعتبارها عنصرا هاما لوحدة الدولة الفلسطينية المستقبلية وللوصول إلى حل الدولتين.

 

9- يجدد الاتحاد الأوروبي التزامه الأساسي لأمن إسرائيل، بما في ذلك فيما يتعلق بالتهديدات الحيوية في المنطقة. إن الاتحاد الأوروبي لن يتوقف أبدا عن معارضة أولئك الذين يتبنون العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية. الاتحاد الأوروبي يجد أن التصريحات الملتهبة من قبل قادة حماس التي تنكر حق إسرائيل في الوجود غير مقبولة. الاتحاد الأوروبي لن يوقف جهوده لمكافحة الإرهاب الذي يسعى إلى تقويض الانفتاح والتسامح في المجتمعات من خلال أعمال العنف العشوائية ضد المدنيين.

 

10-إن من المصالح الأساسية للاتحاد الأوروبي دعم السلام والديمقراطية في المنطقة بأسرها وإنها لأولوية إستراتيجية أن يرى نهاية لهذا الصراع الذي سيستمر في تقويض السلام والأمن على طول الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، طالما أنه لا زال دون حل.