ذكر موقع "nrg" الاخباري الاسرائيلي امس، ان أروقة الأمم المتحدة في نيويورك تشهد نقاشات تجري خلف كواليس مجلس الأمن لمناقشة صيغة القرار الواجب إصداره فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك رغم مرور أسبوعين على وقف النار واحترام الاطراف المعنية له، لكن يبدو أن إسرائيل والدول الغربية معنية بترسيخ الاتفاق عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن وذلك انطلاقا من الفرضية بان مثل هذا القرار سيعزز استقرار الوضع وسيبعد جولة القتال القادمة. فيما حذر الاتحاد الاوروبي من تدهور الوضع مجددا في قطاع غزة، معربا عن استعداده للمشاركة في عملية اعادة اعمار القطاع ولكن بعد تلبية شروط. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أهمية الجهود المبذولة للإعداد لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر في مصر في الثاني عشر من الشهر المقبل، وفي هذا الاطار، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف النرويجي وبورج برند، الأوضاع الفلسطينية، خاصة الوضع في قطاع غزة، إضافة إلى الترتيبات الجارية لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة.
وقال الموقع العبري ان أعضاء مجلس الأمن ناقشوا ثلاث صيغ لهذا القرار : صيغة قدمها الأردن وثانية قدمها الأعضاء الأوروبيون في المجلس وثالثه قدمتها الولايات المتحدة التي يبدو أن إسرائيل تفضلها على غيرها من الصيغ والاقتراحات لأن الاقتراح الأميركي هو الأقرب إلى طلب إسرائيل نزع سلاح غزة، ولتحقيق هذه الغاية تعمل بعثة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة برئاسة السفير رون بروشاور على تجنيد دعم وتأييد بقية أعضاء المجلس للاقتراح الأميركي .
وأضاف الموقع ان نشاط البعثة الإسرائيلية يجري بوتيرة عالية جدا وذلك بهدف حرمان الدول العربية من أية فرصة حقيقية لتجنيد بعض الدول لصالح المواقف العربية بعيدا عن دعم الموقف الإسرائيلي. ونقل الموقع عن سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل لارس فابورغ اندرسن قوله امس "هناك علاقة بين الاتصالات غير المباشرة الجارية في القاهرة بين إسرائيل وحماس وما يجري في نيويورك "القرار الذي سيصدر عن نيويورك سيكون اداة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في القاهرة ".
وأوضح أن الدول المانحة تضع عدة شروط لضمان تدفق المساعدات الاقتصادية إلى غزة مثل اتفاق لوقف إطلاق النار طويل المدى، عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة، الربط بين غزة والضفة الغربية حتى يتم إحياء حلم حل الدولتين . وقال السفير الاوروبي "إن العودة إلى الوضع السابق أمر بات من شبه المستحيل. يجب الحفاظ على أمن إسرائيل لكن يجب أن نحقق الأهداف السابقة ونحن مصممون على الا نعود إلى حالة عدم الاستقرار التي كانت سابقا لكن اذا لم تتم معالجة الوضع الانساني في غزة فان العنف قد يندلع قريبا".
وقال جون غات روتر ممثل الاتحاد الاوروبي في الاراضي الفلسطينية بعد عودته من زيارة لغزة، انه لاحظ "وجود شعور كبير بالخوف من عودة العنف خلال فترة قريبة".
وقال سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل ان هناك "احتمالا كبيرا" لعودة العنف الى القطاع وربما خلال بضعة اشهر فقط. ودعا الدبلوماسيان في مؤتمر صحفي عقداه في القدس الى "ضرورة" رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة للتمكن من البدء باعادة الاعمار.
ولتحقيق ذلك اعتبر اندرسن ان على الاسرائيليين والفلسطينيين البدء "بأسرع وقت" في المفاوضات لجعل وقف اطلاق النار دائما. واعتبر ان بامكان المصريين دعوة الطرفين سريعا للعودة الى القاهرة.
واعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق امس ان المحادثات غير المباشرة بين الطرفين قد تبدا في القاهرة بعيد منتصف الشهر الحالي. وقال في ندوة سياسية نظمتها الحركة في غزة "من المتوقع ان تستأنف المفاوضات غير المباشرة في الاسبوع الرابع من مدة الشهر التي كانت محددة ولكن حتى الآن لم نبلغ بموعد".
وقال غات روتر "هناك عدد من الشروط لا بد من تلبيتها قبل ان نبدأ بتحديد الأموال التي يمكن ان يكون لها التأثير الفعلي في عملية اعادة الاعمار"، مضيفا ان هناك دولا مانحة سبق ان دفعت أموالا لاعادة اعمار غزة التي شهدت ثلاث حروب خلال ست سنوات، ولا تريد ان تدفع أموالا اضافية على مشاريع قد تتعرض للدمار في اية لحظة.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أهمية الجهود المبذولة للإعداد لمؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر في مصر الشهر المقبل. وقال في تصريحات للصحفيين امس ، إن المؤتمر سيعقد يوم 12 الشهر المقبل وسيكون هناك تنسيق بين الأطراف المعنية وهناك فترة زمنية كافية للتحضير.
وفي رده على سؤال حول زيارة الوفد الوزاري العربي الى قطاع غزة وهل ستكون في 12 تشرين الأول المقبل في نفس توقيت مؤتمر اعادة الاعمار، قال العربي : "إن موعد زيارة الوفد الوزاري لم يتحدد بعد".
وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره النرويجي بورج برند، تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة . وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية امس، إن الوزيرين بحثا خلال اللقاء الذي عقد في مقر الخارجية المصرية، بشكل معمق عددا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة والذي يتم تنظيمه بشكل مشترك بين الحكومتين المصرية والنرويجية وبالتنسيق مع دولة فلسطين.
وبحث شكري، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الأوضاع الفلسطينية، خاصة الوضع في قطاع غزة، إضافة إلى الترتيبات الجارية لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة. وقالت الخارجية المصرية في بيان صحفي امس، إن الاتصال الذي أجراه الوزير شكري مع نظيره الروسي، تناول الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبحسب الخارجية المصرية، أعرب الوزير الروسي عن تقدير بلاده للدور المصري الذي ساهم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، واتفق الوزيران على ضرورة البناء على هذه الجهود، وضمان تجنب تكرار استخدام العنف والقوة العسكرية في قطاع غزة، والعمل على استئناف مفاوضات الحل النهائي بين الجانبين بما يؤدي إلى التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.