قال الكاتب والمحلل السياسي د.سميح شبيب على الجزيرة:

س/ هل تعني تصريحات أبو مازن التنازل عن حق العودة؟.

لا، هذا فهم خاطئ، وقراءة خاطئة في توقيت خاطئ انا استمعتللمقابلة اكثر من مرة التي ادلى بها الرئيس محمود عباس في القناة الثانية الاسرائيليةولم اجد فيها اي جملة او اي اشارة الى اسقاط حق العودة.

س/ وما هو الصحيح إذا في هذه الحالة؟.

هناك لغة دبلوماسية استخدمها الرئيس محمود عباس علىاعتاب الانتخابات الكنيست الاسرائيلية، والكلام موجه للشارع الاسرائيلي، ولا يوجد ايتنازل عن الاسس او الخطوط الحمراء.

س/ ولمن اعيد ما قاله الرئيس عباس حتى نفهم ما قالهبشكل دقيق، قال انني من حقي ان ازور بلدتي صفد ولكن ليس من حقي أن اقيم فيها اليس هذاكلاما واضحا ودقيقا بأن مفهوم حق العودة أصبح جزء من الماضي؟.

الكلام في هذا السياق هو اني انا من يافا مثلا ولكناستطيع ان ازور يافا ولكنني لا استطيع العيش بها، ومن يمنعني من العيش بها هو (اسرائيل)،وحق العودة هو وفقا للمقرارات الشرعية الدولية وهذا ما يحتاج الى التاوض، والمفهوممن كلام الرئيس هو ان هناك قوة اسرائيلية تتحكم في مسار الامور وتعطل مسار المفاوضات.

س/ في هذه الحالة كيف يفهم ما صرح به السيد نمر حمادبأن ما قاله الرئيس الفلسطيني ليس بجديد وان على الشعب الفلسطيني ان يتخلى عن الشعارات؟.

نمر حماد لم يقل هذا بهذا السياق الذي ذكرته، ما قالههو ان حق العودة هو حق حقيقي شخصي قابل للمفاوضات، ولكن ما كان يعتقد ان الامور هيكما كانت في العام 1948 فهوا واهم وخاطئ، هنالك مستجدات كثيرة حصلت في الجانب الفلسطينيديمغرافية وغير ديمغرافية وفي الجانب الاسرائيلي ايضا وهذا يحتاج الى مفاوضات وفقالمقررات الشرعية الدولية اما ان يكون اسقاطا لهذا الحق فهذا امر غير ممكن ولا احد يمتلكهذا الحق لا الرئيس محمود عباس ولا اي قائد سياسي آخر.

س/ قلت ان تصريحات الرئيس عباس موجه الى الجمهور الاسرائيليما الغرض من ذلك؟.

تاتي هذه التصريحات في سياق معركة سياسية مع الاسرائيليينوهناك معركة سياسية بين السلطة الفلسطينية وبين (اسرائيل) ان كان يتعلق بالمفاوضاتاو بمستقبل الاراضي الفلسطينية، المفاوضات وصلت الى طريق شبه مسدود نتيجة التعنت الاسرائيلياليميني، الشارع الاسرائيلي عليه ان يدرك ان الجانب الفلسطيني يريد حقوقه الوطنية المشروعةالتي اقرتها المجالس الوطنية الفلسطينية وهي اراضي الرابع من حزيران في القدس وفي الضفةالغربية وفي غزة.

المعركة السياسية الان وبعد توقف المفاوضات منذ عامينالان هناك توجه فلسطيني سياسي شجاع نحو الجمعية العامة للامم المتحدة لانتزاع قراردولة بصفة العضو كما أضاف في متابعة نقطة نت لكلامه مضيفا وهذا سيترتب عليه امور سياسيةكثيرة وهذه الاراضي ستكون غير اراضي متنازع عنها وغير قابلة للتفاوض هي اراضي محتلةوسيترتب عليها بأن الاستيطان غير شرعي وهو عمل عدواني والجدار ايضا يجب مقاومته.

س/ ما الذي يفهمه الجمهور الاسرائيلي عندما يسمع منالرئيس عباس بأنه من حقه ان يزور صفد و لا يحق له ان يعيش فيها؟.

الشارع الاسرائيلي ليس واحدا وصحيح ان الشارع الاسرائيليمتجه نحو اليمين ولكن هذا لا يمنعنا بان نخاطب الشارع الاسرائيلي وأن نحاول ان نؤثرفي الشارع الاسرائيلي، ما يفهمه الشارع الفلسطيني من هذا الكلام هو ان شخصا قد ولدفي بلدة فلسطينية وحرم من الاقامة بها وان التسوية التاريخية الكبرى تقتضي بان تكونهنالك دولة هي دولة (اسرائيل) والتي نحن نقر بوجودها ولكن مقابل الاعتراف الاسرائيليوبالاقرار بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران.

س/ لماذا يغامر الرئيس الفلسطيني بهذه الورقة وإن كانتمن اجل هدف اعلامي موجه الى الجمهور الاسرائيلي؟.

لا توجد لا مغامرة ولا مقامرة المقابلة مع القناة الثانيةالاسرائيلية لم تتضمن اي جملة او اي اشارة للتخلي عن حق العودة وعلينا ان نقرأ النصبشكل واعي وبشكل دقيق.

نحن نخوض الان معركة سياسية ومن يدرك هذه المعركة السياسيةيعلم ان التوجة الى الامم المتحدة يعني عمليا ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود.

س/ هل تعتقد ان الرئيس الفلسطيني اخطأ بتقديم هذا المثالحتى يوصل فكرة ما لم نفهمها نحن

المثال واضح علينا فقط ان نقرأه جيداً انا من بلد مافي الـ 48 لا استيطع الاقامة في هذا البلد نتيجة شيئ ما معين وهو نتيجة اقامة دولة(اسرائيل).

س/ هو لم يقول لا استطيع هو قال ليس من حقي وهناك فرقكبير بين لا استيطع وليس من حقي؟.

الحق هنا الذي استلبه الاحتلال الاسرائيلي، وحق العودةغير قابل للتصرف فهو حق شخصي وحق قانوني وحق تاريخي ولا يمكن لاحد ان يسقطه، وانا استغربمن القراءات الخاطئة.

س/ ما الذي يدفع بالرئيس الفلسطيني الى استعمال هذهالورقة؟.

كما قلت لك ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنيةالفلسطينية تقر بقرارات الشرعية الدولية كلها دون استثناء خاصة القرار 194 وهذا القرارما يحول دون تنفيذه هم الاسرائيليون بعدوانيتهم وبفاشيتهم وبإسرارهم على العمل بنحومنفرد هم الذين عطلوا المفاوضات وهم الذين حالوا دون عملية السلام فبالتالي ان المسؤوليةهي مسؤولية اسرائيلية.