طالب الاتحاد البرلماني العربي، بريطانيا بالتكفير عن خطيئتها التاريخية التي ارتكبتها منذ 102 عاماً، بحق شعب أصيل، محب للحياة والسلام، وبالعمل فعلاً لا قولاً، لإعادة اللاجئين الذين هُجروا من أرضهم ظلماً وقهراً بغير وجه حق، وتعويضهم ودعم استعادة حقوقهم المشروعة، التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار حق العودة والتعويض رقم 194.
وناشد البرلمان العربي في بيان صادر عن رئاسته اليوم السبت، لمناسبة الذكرى 102 لوعد بلفور المشؤوم، الدول العربية والإسلامية والأسرة الدولية، وعلى رأسها الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بضرورة إعادة إحياء حل الدولتين، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني، والاعتراف بحقه في الحياة في دولته المستقلة، بدلاً من الاحتفال علناً بذكرى ذبح فلسطين وبيعها في سوق النخاسة الدولي.
وثمن البرلمان العربي عالياً تضحيات الشعب الفلسطيني بكل فصائله وفئاته، وصمودهم الأسطوري في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وممارسات الاحتلال الإرهابية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، فضلاً عن تصديهم المستمر لجميع المخططات الشيطانية، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، والعيش بسلام واستقرار كأي شعب من شعوب الأرض.
وأكد أنه مهما طالت فصول الصراع العربي-الإسرائيلي، فإن العالم العربي بكل مكوناته لن يقبل بالخنوع لأهداف الاستعمار، بتقسيم وشرذمة الشعوب العربية، وانقيادها إلى مشاريع الجهل والظلامية والارتهان السياسي والاقتصادي للدول الاستعمارية ومخططاتها القمعية الهمجية، فاستقرار المنطقة العربية بأكملها رهن بالتوصل إلى حل شامل ودائم لقضية العرب المركزية، قضية فلسطين،
ووصف البيان، وعد بلفور، بالجريمة النكراء، التي كانت ولا تزال سبباً مباشراً في المآسي والجرائم المستمرة بحق فلسطين، وخاصة مع تزايد الإجراءات والمخططات الإسرائيلية الأمريكية الاستعمارية، التي تهدف إلى طمس معالم القضية الفلسطينية، وحذف اسمها ووجودها، وتجاهل أدنى حقوق الشعب الفلسطيني، بصورة يندى لها جبين الإنسانية والعالم الحر، فإن الاتحاد البرلماني العربي.
وجاء في البيان أن وعد بلفور الباطل شكلاً ومضموناً "إنما هو امتداد لاتفاقية سايكس بيكو، التي سبقته بعام، فضلاً عن كونه تجسيد فاضح للمنهجية والعقلية الاستعمارية الامبريالية، التي وجدت ضالتها الدنيئة، عبر زرع هذا الكيان الغاصب في قلب الأمة العربية، لإدامة النزاعات والصراعات، وتفتيت الجسد العربي ومكوناته المتجانسة.
ودعا البرلمان العربي في ختام بيانه، جميع أبناء الشعب الفلسطيني إلى "جمع الكلمة ورص الصفوف متسلحين بعقيدة الآباء والأجداد الراسخة، التي تتجدد مع فجر كل يوم، لتشحذ همم الأبناء والأحفاد وعزيمتهم، للصمود والمضي قدماً رغم الألم والجراح، إيماناً منهم أن الحق سيعود لا محالة إلى أصحابه الشرعيين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها