صعدت إسرائيل خلال الساعات الاخيرة من قصفها الجوي والمدفعي على المناطق القريبة من الحدود شرق وسمال وجنوب قطاع غزة، مستهدفة منازل المواطنين والاراضي الزراعية في المنطقة.

وقال شهود عيان لوكالة معا إن القصف العنيف بدأ منذ ساعات الصباح حيث تتعرض بلدة بيت حانون لقصف مدفعي بين الحين والآخر، كما تتعرض اراض في بيت لاهيا للقصف، وتطلق الزوارق الحربية نيرانها على السودانية والساحل، كما يتعرض حيا الشجاعية والزيتون لقصف عنيف يستهدف منازل المواطنين.

وكانت إسرائيل قد ألقت مناشير وأرسلت عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين في المناطق القريبة من الحدود في قطاع غزة تطالبهم بترك منازلهم حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية في غزة إلى مطالبة المواطنين بعد التجاوب مع هذه الدعوات والبقاء في بيوتهم.

وقالت وزارة الداخلية "إن هذه اتصالات عشوائية غير مقصود منها شخص بعينه، ولا داعي للقلق منها أو التعاطي معها وعدم الاستجابة لها بحال من الأحوال".

وناقش الكابينت الاسرائيلي مسألة شن هجوم بري على قطاع غزة، دون أن يتضح بعد ما إذا اعطيت الأوامر للجيش كي يبدأ بعملية ولو محدودة داخل قطاع غزة وهو الامر الذي ربما تشير إليه بوضوح عمليات القصف الجارية الآن للمناطق الحدودية والتي على ما يبدو تهدف إلى اثارة ذعر المواطنين ودفعهم إلى ترك منازلهم، لا سيما وأن وسائل الاعلام الاسرائيلية تحدثت عن بقاء المواطنين الفلسطينيين في منازلهم بالمناطق الحدودية متجاهلين مطالبات الاحتلال باخلائها.

وتهدف إسرائيل من خلال عمل بري محدود في قطاع غزة التي تملك مقاومتها وسائل للقتال اكثر تطورا خلال حربين شنتهما اسرائيل عامي 2008 و2012، إلى تدمير الانفاق الانفاق اسفل حدود غزة والتي تخشى من ان يستخدمها المقاومون الفلسطينيون لتنفيذ عمليات في اسرائيل، وايضا تدمير منصات إطلاق الصواريخ المستترة تحت الارض والتي تتعرض مدن اسرائيلة كثيرة منها تل أبيب وحيفا وديمونا وبئر السبع وأسدود للقصف من خلالها دون ان تتمكن العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل لليوم التاسع على التوالي من منع إطلاقها.

وتخشى إسرائيل من التورط في هجوم بري واسع على قطاع غزة تتكبد خلاله خسائر بشرية ومادية كبيرة نظرا لامتلاك المقاومة صواريخ مضادة للدبابات وربما تعد الكمائن والعبوات الناسفة المخبأة تحت الارض لتتحول غزة إلى جحيم لا تستطيع إسرائيل الخروج منه بسهولة.

وتقول فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس الجناحين الاكثر تسلحا وقدرة في غزة إن لديهم من المفاجآت ما سيجعل "العدو" يندم إذا ما فكر بالدخول إلى قطاع غزة، ملوحة بإمكانية تنفيذ عمليات "استشهادية" بالجنود الاسرائيليين وكذلك محاولات لخطف جنود "حتى يتم تبييض السجون".