إحياءً للذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين والذكرى السابعة لنكبة مخيم نهر البارد، وتحت عنوان "سنبني المخيم ومنه سنعود إلى فلسطين"، نظَّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال مهرجانًا جماهيريًا في قاعة قصر الشاطئ في مخيم نهر البارد، وذلك يوم الأحد 2014/5/18.
وحضر المهرجان ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية، ورؤساء بلديات ومخاتير الجوار اللبناني، وفعاليات شمالية، وحشد كبير من أبناء مخيمَي نهر البارد والبداوي والمنية وعكار.
بداية كانت كلمة رئيس رابطة العلماء المسلمين في لبنان رئيس دائرة أوقاف عكار فضيلة الدكتور مالك جديدة، حيث أكد أن "فلسطين هي منبر العالم الإسلامي ومعركته الكبرى، وأن نعيم الحياة أن نربح فلسطين وبئس الحياة أن نخسرها"، موجهاً التحية إلى المفتي الأكبر عبد القادر الحسيني الذي قال إن لفلسطين شعبها فكيف يؤتى إليها بشذاذ الآفاق".
وأضاف "إننا نذكر نسر فلسطين الشهيد الرمز ياسر عرفات الذي زرع القضية الفلسطينية في كل أرجاء العالم، ذلك الرجل لم يفاوض ليتنازل أو يصالح اليهود، وإنما من صالحَهم هم حكام العرب الذي يحاصرون اليوم أهل فلسطين، وإننا نقول لهم أن دعوا الفلسطينيين وشأنهم إن كنتم لا تريدون دعمهم ولكن لا تحاصروهم، والى العالم اجمع نقول بأن شعب فلسطين ليس وحيداً، وكل شرفاء الأمة الإسلامية يقفون إلى جانب شعب فلسطين".
وبارك فضيلته المصالحة الفلسطينية عاداً إياها ضرورة ملحة من اجل مواجهة المشاريع الخارجية للعدو الصهيوني.
أمّا رئيس بلدية ببنين الدكتور كفاح الكسّار، فأشار إلى العلاقة التاريخية التي تربط أهل فلسطين بالشعب اللبناني مشيرًا إلى أن "اللاجئين الفلسطينيين هم أصحاب الدار، وأن أهل ببنين هم اللاجئون لديهم إلى قلاع صمودهم ليشحنوا الهمم من عظيم نضال أبناء فلسطين، وشيء من الشرف والكرامة لستر تخاذل الأمة لأن هذا الشعب هو آخر قلعة للمجد والشرف في امة امتد تاريخها ألاف السنين".
وهنّأ الكسّار الشعب الفلسطيني على القرار الشجاع بإرساء المصالحة الوطنية التي من شأنها بناء مناعة وطنية تؤسس لمستقبل نضالي يعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمام العالم من جديد.
وأكد أن صمود وثبات وتمسك أهالي مخيم نهر البارد هو الذي أسس وبقوة لإعادة البناء وطرد المندسين الذين كانوا يريدون تشويه صورة المخيم.
كلمة اللجنة الشعبية لمخيم نهر البارد ألقاها السيد أبو النمر رئيسها الدوري فأوجز معاناة أهالي مخيم البارد منذ 20/5/2007 ولغاية اليوم بمرارة التهجير والنزوح وصعوبة الانتظار للعودة إلى المخيم القديم الذي لم يبنَ منه سوى 30% من عدد الوحدات السكنية، الأمر الذي يؤدي إلى طول امد الأزمة وطول امد المعاناة اليومية لأهالي المخيم.
وأشار إلى أن مخيم نهر البارد هو المخيم الوحيد الذي تم تدميره من مخيمات لبنان واليوم يعاد إعماره بسبب صمود وصبر أهله وإصرارهم على إعماره، لافتًا إلى جُملة من العقبات والتحديات التي ليس أولها سوء إدارة الإعمار، ولن يكون اخرها تمويل استكمال الإعمار، مروراً بتقليص خدمات الأونروا في الطبابة والإغاثة والإيجار، منوّهًا إلى أنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها الا من خلال توحيد الجهود وتكثيف النشاط والضغط على المعنيين بازمة نهر البارد.
ثم كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات القيطع في عكار السيد احمد المير الذي عرّج على العلاقة التاريخية التي ربطت الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني من مصاهرة ونسب وجهاد الى جانب ابناء فلسطين.
وأكّد أن هذه العلاقة سوف تستمر لحين استعادة المسجد الأقصى، ورأى أن من عقبات تأخير الإعمار لمخيم نهر البارد هي تداعيات الأزمة السورية، مشيرًا إلى تعاطف وتضامن كل أهالي عكار مع الفلسطينيين تجاه منح الدولة اللبنانية لهم حقوق العمل والتملك، والمسارعة بإعادة إعمار المخيم.
وبعد ذلك كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سر الإقليم في لبنان الحاج رفعت شناعة حيث رأى أن المؤامرة اكتملت بالنكبة الفلسطينية التي حصلت في العام 1948 من خلال المشروع الصهيوني الذي نُفّذ في ظل الانتداب البريطاني الذي دُبّر لاجتثاث أهلنا من قراهم وبيوتهم، وجمعوا شذاذ الآفاق ليستوطنوا في فلسطين ليكوّنوا البذرة السرطانية التي تمنع أي وحدة في الوطن العربي لأن هذا الكيان لا يعيش في ظل وحدة وطنية عربية.
واضاف "يعيش شعبنا اليوم أحلك ظروفه لأننا تُرِكنا وحدنا، وشعبنا جائع في القدس، وأمة العرب صاحبة النفط والملايين لا تُحرّك ساكناً تجاه شعب محروم وجائع، والمسجد الأقصى يُنتَهَك ويجري تقسيمه، أما من يتصدى لهذا المشروع فهم شبابنا ونساؤنا الذين يباتون فيه لحمايته.
واكد الحاج رفعت شناعة للاخوة اللبنانيين بأننا معاً من اجل فلسطين، واننا نعتز بنضالكم طيلة عمر ثورتنا ونقدره وانتم معنا نسير على طريق بوصلته تتجه نحو القدس.
ولفت شناعة إلى ان الشعب الفلسطيني قد تجاوز تداعيات اللجوء لأن "الثورة منذ انطلاقتها حوّلت اللاجئ إلى ثائر، ولأن هذه الثورة أعظم ثورة في العالم، ولقد استطعنا أن ننتزع اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً، واستطعنا أن نخوض أشرف انتفاضة أطلِق عليها انتفاضة أطفال الحجارة، لقد حققنا صورة رسم الكيان الفلسطيني يوم أعلن الرئيس ياسر عرفات الدولة الفلسطينية في الجزائر في العام 1988، وأصبح اليوم واقعاً بعد أن استطاع الرئيس أبو مازن الذي اقنع العالم أن يعترف بفلسطين دولة كاسراً نفوذ إسرائيل وامريكا بالعالم، فنحن اليوم دولة تحت الاحتلال معترف بها من كل العالم، ونحن نسعى الى الحرية والاستقلال، وهذا ما اقضَّ مضاجع الاحتلال الصهيوني والأمريكان، وبنينا سلطة في احلك الاوقات وهي وسيلة ليست هدفاً، والاهم ان نصل الى الدولة حتى نستطيع ان نحقق الحرية لشعبنا. نحن لسنا ضعفاء، وانما اقوياء، لأننا نمتلك القوة السياسية الفلسطينية ضمن ثورة عمرها خمسون عامًا، رغم كل المؤامرات لا زلنا نحقق الانجاز تلو الآخر.
واضاف "لقد تقدمنا إلى كل المؤسسات الدولية وتم القبول بنا، وهذا ما أذهل الصهاينة، ولكن المعركة ليست سهلة وكان الانجاز الأكبر إتمام المصالحة، لأن الانقسام لم يكن يخدم أي فصيل فلسطيني وإسرائيل تعتبره السلاح الأمضى بيدها، وأنا أقول باسم حركة "فتح" و"م.ت.ف" بأنه لا يوجد اي خيار امامنا غير المصالحة، لانه يؤدي إلى الوحدة، والوحدة تؤدي الى برنامج وطني هو الذي يحقق كل ما نريد بخصوص المقاومة، وكل الامور السياسية القادمة بفعل مقاومتنا الشعبية للاحتلال الصهيوني. ونحن نقول للعدو الصهيوني بأننا شعب يستحق الحياة، ونأمل ان يوفقنا الله جميعاً في تنفيذ كل النقاط التي تم الاتفاق عليها في المصالحة، نحن جادون والاوخوة في حركة حماس جادون ايضاً في اتمام المصالحة، بالطبع ممكن ان تخرج اصوات من هنا او هناك، ولكن علينا بذل جهد والاستمرار بإنجاح المساعي. لقد مورست ضغوطات على الرئيس ابو مازن، وخُيّر بين المصالحة مع حماس او المفاوضات واختار ان يكون بجانب حركة حماس، وطالب الجميع الفلسطيني أن يعملوا من اجل تحصين المصالحة، لأنها اذا ضاعت ضاعت معنا فلسطين. وخلال الايام القادمة سيتم الإعلان عن حكومة الكفاءات الوطنية التي لديها مهمتان، الاولى اعمار ما تهدم في قطاع غزة، والثانية التحضير لانتخابات.
وحيا الحاج رفعت في ختام كلمته الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، وحيا ايضاً ابناء شعبنا في مخيمات سوريا، وطالب بتحييد المخيمات عن أتون الصراعات الدائرة في مخيمات سوريا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها