غزة – يحيي شعبنا اليوم 27/8/2012، الذكرى السنويةالحادية عشرة لاستشهاد القائد الوطني أبو علي مصطفى، الذي سطر إرثا كفاحيا وطنياوآمن بأفكاره ومبادئه وقضى لأجلها.

في السابع والعشرين من شهر آب 2001، قصفت طائرات الاحتلال مكتبالأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في رام الله واغتالت أبو علي مصطفىشهيدا للوطن والثورة لا يغيب، فالوطن قادر على إنجاب كثر كما مصطفى يؤمنون بقيمهمويعانقون السماء توقا لها.

كان أبو علي وخلال مسيرته النضالية مقتنعا قناعة تامة بأنالصراع مع الاحتلال صراع مصيري لا يمكن إزالته إلا إذا امتلكنا قوة وطاقة الفعلالوطني على مختلف الأصعدة والمرتكزات وانطلاقا من كوننا أصحاب الحق ومن خلالالقدرة على استقراء الاحتلال بموضوعية وتوجيه النقد للذات والمساءلة.

كرّس أبو علي جل حياته في النضال لأجل الوطن والقضية، ولإحقاقالحق والعدالة والكرامة، وليس غريبا على ابن المزارع الفقير ذلك، فنشط في عملهلوضع القيم السياسية والأخلاقية والإنسانية والفكرية، وهذا ما كان يقوله الحكيمجورج حبش عن رفيق دربه.

نال أبو علي نصيبه من الاحتلال كما الكل الفلسطيني، لكنهاستطاع مواصلة عمله بالسر والعلن بمثابرته، وكان يعرف منذ عودته إلى أرض الوطن عام1999 بعد رحلة اغتراب طويلة أمضاها ما بين الأردن وسوريا ولبنان، أنه في خطر لكنهقائد عنيد متمرس فضل الموت في حض فلسطين التي أحبها وأحبته.

لعب أبو علي مصطفى دورا هاما خلال انتفاضة الأقصى وعرف بمواقفهالوطنية الصادقة، وقد جمعته مع الفصائل والقوى الوطنية علاقات طيبة، وتفانى فيعمله الجماهيري والسياسي لتحقيق أهداف وغايات شعبه.

انتسب في سن السابعة عشرة إلى حركة القوميين العرب التي أسسهاجورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذلك في العام 1955.اعتقل بعد عامين (1957) وحوكم أمام محكمة عسكرية وقضى في سجن 'الجفر' الصحراويبالأردن خمس سنوات، ولدى خروجه من المعتقل تسلم قيادة منطقة الشمال في الضفةالغربية وشارك في تأسيس 'الوحدة الفدائية الأولى' التي كانت معنية بالعمل داخلفلسطين، كما خضع للدورة العسكرية لتخريج ضباط الفدائيين في مدرسة 'أنشاص' المصريةعام 1965.

اعتقل أبو علي مصطفى في الأردن عام 1966، قبل أن يشارك فيتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليتسلم في بداياته مسؤولية بناء الخلاياالفدائية والتنظيمية داخل فلسطين، ثم أصبح في العام 1968 المسؤول العسكري لقواتالجبهة بصفته الأمين العام المساعد للدكتور جورج حبش.

أصبح أبو علي مصطفى أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطينفي نيسان/ إبريل 2000 بعد استقالة مؤسسها التاريخي جورج حبش.

عندما عاد أبو علي إلى أرض الوطن قال مقولته الشهيرة 'عدنالنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا ولم نأت لنساوم'.