بقلم عضو المجلس الثوري / المحامي لؤيعبده
فتح طرحتالمعالجات والحلول والرؤيا الواضحة للتعامل مع كل قضايا الصراع، وكيفية وضعحد له، وقبلت تاريخيا بالحل الوسط الذي يمكن الوصول اليه، بموافقة كل دول العالمومنظمة الامم المتحدة، وما ينسجم مع القانون والمعاهدات الدولية، وبمرونتهاالمشهود لها، راحت الى ابعد من ذلك، بموافقتها على الحل الانتقالي المذكور سالفا،وصولا الى دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وبالمفاوضات المباشرة مع حكومات اسرائيلورعاية الامم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، وخاضت هذاالغمار وتحملت الكثير طيلة عشرين عاما وقبلت ما قبلت، وناورت ماناورت سياسيا ،واستغل الاحتلال الاسرائيلي وحكوماته وزعمائه هذه الرغبة والمرونة السياسية، وكرس الاستيطانوتهويد الارض والقدس، واقامة جدار الفصل والضم العنصري على طول الارض الفلسطينيةوقام بفرض نظام الابرتهايد على جميع سكان البلاد في المدن والقرى، وعزل قطاع غزةوالقدس وفرض حصاره الوحشي دون ان يابهوا الى القانون الدولي ودول العالم ورغبةالشعب الفلسطيني بالسلام العادل ولا حتى بالارادة العربية والعالمية الداعية الىحل سياسي ينهي الاحتلال والاستيطان .
استغلت حكوماتاسرائيل التطلع الفلسطيني الى السلام، ودفعت بالامور والتفاوض عشرين عاما دون انيتحقق شيء، الى ان وصلنا الى الطريق المسدودة بمعرفة ومشاهدة العالم والولاياتالمتحدة الامريكية طيلة هذه السنوات السؤال لماذا ؟ .
لان اسرائيلكيان عنصري، فوقي، يحكمه نظام مغلق ويتفوق بالفاشية والتمييز له دور ووظيفة في المنطقةمنذ تاسيسه، لم يتغير ولم يناسبه التعامل مع نظرية السلام، وهو كيان اقيم علىنظرية الحرب والعدوان، ليهيمن على المنطقة، ويجعل مما يسمى بالدولة اليهودية سيدهذه المنطقة والعالم على مرور الزمن طالما يمتلك سلاح الردع الاستراتيجي النوويوتقف من ورائه الولايات المتحدة الامريكية ويهود العالم الراسمالي المتنفذيناقتصاديا وراسماليا في دول الغرب وامريكا .
من ناحيةاخرى ان وظيفة هذا الكيان الاستمرار باحتواء الحقوق الوطنية الفلسطينية للقضاء علىهوية الشعب الفلسطيني وبمساعدة اطراف دولية واقليمية، واستخددام نظام الترانسفيروالقمع والاذلال والسيطرة على الارض وخنق الوجود الفلسطيني لتحقيق ذلك،
الشعب الفلسطينيلن يستسلم للامر الواقع وما يسمى بالمعادلات الدولية والهيمنة والسيطرةالاستعمارية والراسمالية، لانه لا يقبل شعب في هذا الكون البقاء تحت نير الاحتلالوالاستعمار، ولا الاضطهاد والظلم الى الابد، ولا حتى في مخيمات الشتات، وفي ظروفاقتصادية واجتماعية غاية بالذل والحرمان والعذاب .
بالتاليفان خياراته مفتوحة عندما يقرر ماذا سيفعل والعودة الى الثورة مناهم هذه الخياراتوالموجعة والمهددة لمصالحهم واستقرارهم وامنهم وتسلطهم، وهو الطريق الحقيقيللتغيير والحرية، ولا يعني هذا تطرفا كما يدعي البعض، بل بالعكس وجدتالثورات في التاريخ لانقاذ الشعوب وحريتها واستقلالها بل وازالة الظلم العنصريوالديني والاضطهاد القومي والطبقي ان وجد .
والثورةليست طريق المرفهين والحكام وبراغي النظام الحاكم، ومبجلي الخطايا بل هي طريقالشعوب والمؤمنين بالحرية والداعين الى الحياة الكريمة والعزة والحق والعدل.
واي شعبكالشعب الفلسطيني يمر بالاضطهاد والظلم والعدوان وتسلط الاخر عليه ليحرمه ابسطحقوق الحياة ويبقيه شعبا فقيرا خاضعا لسياسات الذل والحرمان، سيثور حتما ويفجر كلالواقع في وجه الاستعمار، وهذا ماكان ومازال يحدث والتاريخ كثير بالشواهد والحقائق
ممايعني ان جوهر المسالة واضح كالشمس ولا داعي للتجاهل والهروب الى الوهم والضياع .
لكن يجبان نجيب ايضا على ان هناك شروط ومسؤوليات يجب ان تتوفر لكي ينتصر شعبنا على ماالمبه مما ذكر، هذه المسؤوليات تفرضها حقائق التاريخ والحق والواقع .
نحن فيوسط هذا العالم لا نحلم ولا نطلب المستحيل (( اقامة دولة فلسطينية مستقلة )) علىجزء من ارضنا التاريخية لا يتجاوز مقداره خمس المساحة الاجمالية من مجمل ارضفلسطين التاريخية، التي سلبت منا في ليلة ما فيها ضوء قمر، وحل عليها قوى الظلاموالعنصرية والفوق انسانية .
بل انهذه الحقيقة يجب ان نتعلم منها والى الابد، ان وحدتنا الوطنية وتلاحمنا واتفاقناونهج حل مشكلاتنا وتناقضاتنا بالحوار العاقل والواعي لا بالعكس، لان الفلسطيني بعدستة عقود من نكبته وضع في واقع التجزئة والتشتت، هناك من مازال يعيش على الارضالمحتلة عام 1948 وفرض عليه النظام الصهيوني العنصري الاسرائيلي، وهناك من يعيش فيجزيرة صحراوية في قطاع غزة معزولا عن العالم، وهناك من اغلقت عليه مدينة القدس ولميعد يتواصل مع اهله واخوانه وهناك من فرض عليه مخيم اللجوء في المنافي وفي ظروفحياتية قاهرة .
هذا ماحصلويحصل حتى يومنا هذا، لتشتيت قوانا الذاتية ويسهل علينا السيطرة واذا بتنافيالمجتمعات الاخرى وانهاء وجودنا وهويتنا الوطنية لكننا قبلنا التحدي وفجرنا ثورتناالتي اعادت لنا هذه الهوية والمكانة العالمية بعد اضطهاد وظلم اشهر ستون عامالكننا اليوم نقف في ظروف منها ماكان ومازال في الماضي ومنها ما هو جديد وانا نيتعصبي يهددنا من جديد ويعيدنا الى المربع الاول ويساعد اعداؤنا على تمرير مخططاتهبالقضاء علينا وعلى مستقبلنا مهما كانت الاسباب والذرائع، لكن وبالمطلق مرفوضوعلينا ان نستشعر الخطر من استمراره .
هذا الانقسامالسياسي الحزبي الذي فرض علينا بدعوى الخلاف والمزايدة على بعضنا، بل وبسبب زمرةراحت تجتهد وتعبئ الجماهير بنظريات السراب والوهم، والحقد والكراهية بهدف ان تسيطرعلى السلطة والحكم والشعب وتفرض ثقافتها ونظرياتها السياسية مخفية ارتباطاتهاببرامج الغير والقوى الاقليمية المشبوهة في المنطقة والعالم .
ان الصراععلى السلطة كان واحد من اخطر النتائج التي ترتبن على نضالنا وشعبنا الدؤوب الىالحرية والاستقلال، هؤلاء الذين استقووا بالاخر واحتموا بالاصولية المغلقةوالمذهبية وبرامج الغير السياسية والنفوذية الاقليمية، ومازالوا يدفعون باتجاه فرضامر واقع معقد، لتحقيق المنفعة الفئوية ومصالح زمرة ضالة تتستر بالدين والعقائدية .
ان ظاهرةكهذه ليست جديدة على الساحة بل هي امتداد تدخل الاخرين بها، واختراقها وخلق فوضىعليها حتى لا نصل الى المنشود، مازالوا في المنطقة يرون بنا ورقة سياسية وقميصعثمان يستخدم لالهاء شعوبهم طالما القدس مسرى سيدنا محمد ثالث الحرمين الشريفينومنذ ان فرض العدوان على فلسطين وغزوها من الصهيونية والاستعمار ماذا قدم لناهؤلاء الكبار او الذين يسعون الى النفوذ ليحققوا دور ووظيفة دولهم في المنطقة علىحساب شعب اعزل فقير محاصر قدم ابنائه شهداء واسرى وجرحى للدفاع عن قضيته العادلة،شعب ذاق الامرين منذ مئة عام ومازال يكافح بكل جوارحه للوصول الى الحرية تتقاسمقوى اقليمية معاناته وتدعي حريته ودعمه وتشق صفوفه الى ابعد مايتصوره العقل .
الساحة الفلسطينية( للاسف ) حديقة بدون سياج يدخلها من يريد ان يحقق له نفوذ ويخرج منها وقتما يريد،وهذا من اخطر ماتواجهه الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقد ضاع وقت طويل من جراءتدخلات الغير اللاموضوعية واللااخلاقية وكان شعبنا يدفع ثمن ذلك، بالتالي ليس منفراغ مارفعته فتح من شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم التبعية ولاللوصاية، ولا للخضوع للاخرين، هذه الشعارات مازالت صالحة للعمل بطبيعة الحال خاصةوان حجم الاختراق لساحتنا وقوانا وفصائل العمل مازال متواصلا ومستمرا ويزداد ضرراويلحق الاذى بالقضية الوطنية، التي انطلقنا من اجلها .
فتححددت ذلك منذ عشرات السنين لكن وللاسف مازال الامر يفعل فعله سلبا على وحدتناوقرارنا وتوجهاتنا .
الادعاءمتعدد البرامج السياسية والحزبية والفصائلية ليس مبررا لاحد ان يتلاعب بمصيرناوشعبنا وقضيتنا ويفرض ماتراه تحالفاته الخارجية والاقليمية وياتي ويقول انه يسعىلخلاصنا من هذا العذاب .
التعدديةالبرامجية يعني التنافس الشريف الذي يحترم الخطوط الحمراء، ولا يسمح لنفسه انيتجاوزها ويسبب الضرر للمصلحة العليا، خاصة وان في حالة كحالة شعبنا وما يعانيهنحن بامس الحاجة الى تلاحمنا ووحدتنا، والتسلح بموقف واحد وقد راهن اعداؤنا لسنواتطويلة على تمزقنا وتشتتنا بالتالي مهما كانت العقيدة والبرنامج والاجتهاد يطرحههذا الفصيل او ذاك، فهو بعد هذا التاريخ الطويل من النضال والتضحيةوالاعتزازوالافتخار بما قدمناه ان ياتي اخر ويطالب بالغائه وتجاوزه من اجل مايطرحه لتعطيلالعمل والوحدة .
الميكفي منظمة التحرير الفلسطينية اطارا وحدويا جامعا لكل الفلسطيني على اختلافمشاربه الفكرية والسياسية ؟
اما التذرعبالاصلاح والتغيير واعادة تاسيسها من جديد غير مبرر، وغير واقعي، وكان من الاجدران نكف عن مناكفتها واضعافها لغاية في نفس يعقوب، ولحسابات البيدر التي لن تطابقحسابات السهل وقد علمتنا فتح ان كل الذين غردوا خارج السرب سقطوا .
الذين تلاعبوابالدم الفلسطيني وانجرفوا لمصالح الغير وحققوا الانقسام بقوة الغير وتخطيط العدوواجراءاته وسياسة العزل والحصار الذي فرضها واظهرونا امام العالم اننا شعب مصاببمرض الاقتتال والنزاعات الداخلية، والصراع على جلد الدب قبل اصطياده، والاستقواءبالاخر حتما جعلوه ان يتخلى عن احترامه لنا هؤلاء سيعرفون اي منقلب ينقلبون .
يتبع ......
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها