فتح ميديا/ لبنان، بدعوة من جناح دولة فلسطين وضمن فعاليات معرض الكتاب الثامن والثلاثين، قدم أمين سرإقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة محاضرة سياسية قيمة بعنوان"الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية" في الشمال الثلاثاء 1-5-2012.

تقدم الحضور رئيس حزب طليعة لبنان الاشتراكي د.عبد المجيد الرافعي، وممثلوالفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية، ورجال دين،وفعاليات فلسطينية ولبنانية من مدينة طرابلس ومخيمي البداوي والبارد والمنية وعكار.

بدأ الحاج رفعت محاضرته موجهاً التحية للعمال في عيدهم وتطرق إلى نضال الأسرىالذين يخوضون معركة الكرامة، عينهم على السجان من جهة وعينهم الأخرى تراقبناوتسألنا ماذا فعلنا خارج السجون.

ثم عددَّ شناعة الأزمات التي تعترض القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتسدطريق الانتهاء من المفاوضات مع العدو الصهيوني ولخصها بالتالي:

أ – مشاريع الاستيطان غير العادية التي يقوم بها العدو الصهيوني في مدينةالقدس سعياً لتهويدها وطمس معالمها العربية والاسلامية ، ولمنع ترابطها وعزلها عنالضفة الغربية كي لا تكون العاصمة للدولة الفلسطينية، وأيضاً الاستيطان في الضفةالغربية حيث يزداد يومياً دون أي مراعاة للقرارات  الدولية .

ب – وجود حكومة على رأسها العنصري نتنياهو والمتطرف ليبرمان لا تؤمن بحلالدولتين وإنما بدولة ذات حدود مؤقتة لا يوجد ما يربط بين مكوِّناتها.

ج – اعتبار إسرائيل القدس العاصمة الأبدية لدولة الكيان الصهيوني الغاصبونحن نقول أنه لا دولة فلسطينية بدون القدس.

د – شطب حق عودة اللاجئين من خلال الطلب من "م.ت.ف"والسلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية الدولة.

ه – إن إسرائيل تعتبر نفسها بحاجة إلى الأمن من الطرفالفلسطيني علماً أنها هي التي تهدد أمن المنطقة برمتها، رغم كل هذه القساوةوالحالة العدوانية اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني فالعالم يقف إلى جانبالاحتلال ويطالبنا بالذهاب إلى المفاوضات دون أي شروط بل يتجاهلون موقف القيادةالفلسطينية برفض العودة إلى المفاوضات إلا بعد وقف الاستيطان، فالرباعية عجزت ولمتستطع أن تفرض شرطاً واحداً على إسرائيل وعندما عجزت أخذت تضغط على القيادةالفلسطينية كي تعود إلى المفاوضات دون شروط، إلا إن إسرائيل تعمل يومياً كي تحولالسلطة الفلسطينية إلى سلطة فارغة من مضمونها  ، وشعبنا الفلسطيني في الضفة لم يتعايش معالاحتلال ويريده أن ينتهي، فإسرائيل تتجبر لأنها ترتكز على موقف دولي منحاز وداعملها ، ونحن في مأزق حقيقي ، وعدونا أَفقه مفتوح لأنه حقق جزءاً كبيراً من حلمهالاستيطاني ، ولا يجوز أن نضيع الوقت بل يجب أن نكون أوفياء لدماء الشهداء وعذاباتالأسرى والجرحى والمعوقين.

ما هو المطلوب منا كفلسطينيين، قوى وأحزاب وشعب فلسطيني:

– يجب إنهاء حالة الانقسام بأي طريقة، لأن القدس والضفةوغزة للجميع ولأن شعبنا الفلسطيني واحد وجغرافيتنا واحدة، ولأن من أهم صفات الشعبالفلسطيني أنه وحدة واحدة وأنه يوحِّد ولا يجزِّئ.

 

الانقسام أصبح هو الخطر الكبير على المقاومة وعلىالمفاوضات ولقد شكَّل حاجزاً مانعاً أمام الجميع، ونحن اليوم ندفع ثمن هذاالانقسام البغيض.

الانقسام خيار إسرائيلي والمصالحة خيار فلسطيني، لذلكفلنكن مع الخيار الفلسطيني لأن المعركة طاحنة بين المصالحة والانقسام، والمصالحةليست ترفاً وإنما ضرورة لا يمكن تأجيلها اذا كنا فعلاً أوفياء ومؤتمنين على الأمانة،وما تم توقيعه في القاهرة والدوحة كفيل بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وعلىالشعب الفلسطيني بكل أطيافه أن يوجه النداء بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحةوأن يقول كلمته مطالباً القيادة أن تحترم تواقيعها.

الشعب الفلسطيني اليوم يمثل الأمتين العربية والإسلاميةلأنه الوحيد الذي يدافع عن القدس والأقصى.

- نحن في حركة "فتح" و"م.ت.ف" ملتزمونبكل بند وقَّعنا عليه ، ولكن الأزمة في تشكيل الحكومة التي سوف تُشكل برآسة الرئيسأبو مازن هي بطلب من أمير قطر والسيد خالد مشعل والتي مهمتها تنحصر في الإعدادللانتخابات واعمار غزة.

- ولكن هناك عراقيل أمام عمل اللجان مثلاً لجنةالانتخابات لم تبدأ عملها في تحديث سجلات الناخبين، وهذه الحكومة التي سوف يتمتشكيلها ليست حكومة تنسيق بين حكومة الضفة وحكومة غزة ، وإنما حكومة صاحبة مشروعينتهي بإجراء الانتخابات، ونحن مع تداول السلطات وعلى الجميع أن يحترم خيار الشعبواحترام شعبنا الفلسطيني  و هو السماح لهفي اختيار قيادته الشرعية وتقرير مصيره.

- المصالحة هي برنامج الاجماع الوطني المتفق عليه والذييعود إليه تحديد خيارات المقاومة للعدو الصهيوني ، وخيارات المفاوضات ، ولكن في ظلحالة الانقسام لا يوجد مقاومة حقيقية على الأرض ولا يوجد مفاوضات.

- في السابق كان هناك برنامجين واحد لمنظمة التحريرالفلسطينية واخر لحماس ، ولكن بعد التوقيع في القاهرة والدوحة وجدنا أن البرنامجينمتقاربان جداً، لذلك نحن نريد ما يخدم شعبنا الفلسطيني ولا نستطيع أن نبقى على هذهالحالة من التشرذم والانقسام.

أتمنى أن تكون ثمرة جهدنا جميعاً تحقيق المصالحة لأن المصالحةهي المفتاح الذي سوف يفتح أبواب الخير لشعبنا وإذا لم نحسن الإمساك بهذا المفتاحفالأمور سوف تزداد تعقيداً.

وإننا في حركة "فتح" جادون في لملمة أوضاعناالداخلية في الوطن والشتات، لتفعيل المقاومة الشعبية التي يشارك فيها كل شرائحمجتمعنا.

- غياب المصالحة سوف يؤثر سلباً على شعبنا ومقدراتهوانجازاته وتضحياته على كل المستويات.

- علينا أن نعتمد على أنفسنا وأن لا ننتظر ما يرسل إلينامن الخارج لأن مصلحة الشعب الفلسطيني لا يعرفها إلا أبناء فلسطين.

- هناك موقف عربي عاجز لا نحسد عليه وللأسف يعكسنفسه علينا ضعفاً وإحباطاً وبدل أن يدفع لنا العرب ما يتعهدون به نصرة للقدس والأقصىبتنا نحن ندفع ثمن هذا الواقع العربي الرديء معاناةً وألماً.