جال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد على عدد من الفعاليات والسياسيين اللبنانيين، لمناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، واطلاعهم على آخر المستجدات المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، وذلك يوم الخميس 2014/4/3.

   فزار الأحمد على رأس وفد ضمَّ سفير دولة فلسطيني في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" لدى لبنان، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في مكتب الأخير في السراي الكبير.

وبعد اللقاء، قال الأحمد: "نقلنا إلى الرئيس سلام تهنئة القيادة الفلسطينية بنجاح القوى اللبنانية في تشكيل حكومة ائتلافية تساعد في ترسيخ السلم الأهلي في لبنان، وتأخذ بيد لبنان إلى الإمام، وتمنّينا له التوفيق والنجاح ووضعناه بصورة الورقة الأخيرة التي تمَّت بلورتها بين جميع القوى الفلسطينية والفصائل الوطنية والإسلامية، بإشراف منظمة التحرير الفلسطينية ورعايتها من قِبَل الرئيس محمود عباس، من اجل ترسيخ الهدوء في المخيمات الفلسطينية والتجمُّعات الفلسطينية في لبنان في إطار التنسيق الكامل والدقيق مع الدولة اللبنانية والالتزام بالقانون اللبناني، والنأي بالنفس عن زج أي حالة فلسطينية في الوضع الداخلي اللبناني، فنحن لن نكون كفلسطينيين في لبنان إلا عامل التزام وهدوء لتعزيز السلم الأهلي ولن نسمح لأي كان باستغلال الوضع الفلسطيني في إحداث خلل أمني أو غيره داخل لبنان، على قاعدة الالتزام بالأنظمة والقوانين اللبنانية ومنع أي محاولات لاستخدام المخيمات الفلسطينية للزج في الشأن الداخلي اللبناني".

وأضاف: "طرحنا على الرئيس سلام العمل على ضرورة تفعيل القرارات التي سبّق أن اتخذت من قبل الحكومة اللبنانية والحكومات السابقة من اجل تحسين ظروف العمل للفلسطينيين في لبنان، لأن هذا الأمر يساعد أيضًا في عدم استغلال المخيمات الفلسطينية من قِبَل القوى التي تريد الشر بلبنان وبفلسطين".

وتابع: "وضعنا دولته في صورة التطورات السياسية الأخيرة على الساحة الفلسطينية في ضوء تعثُّر الجهود الأميركية لأحداث تقدم في عملية المفاوضات واستئنافها، وقرارات القيادة الفلسطينية التي اتخذت بالإجماع لبدء التوجه لانضمام دولة فلسطين إلى المواثيق والمعاهدات والمؤسّسات الدولية، من أجل تفعيل قرار قبول فلسطين الذي اتخذته الأمم المتحدة في تاريخ 29 تشرين الثاني من العام 2012 كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة على طريق تدعيم ركائز الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، على قاعدة إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني المتمثّلة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وتكون القدس الشرقية عاصمتها، وأيضًا حل قضية اللاجئين على قاعدة قرار الأمم المتحدة رقم 194 والمتعلّق بالعودة والتعويض للفلسطينيين ولكل الدول العربية التي استضافت على مدى أكثر من ستين عاما اللاجئين، حيث لا نقبل بوطن بديل أو توطين لأي فلسطيني خارج فلسطين لأنه حق تاريخي لن نتخلّى عنه".

   ثمَّ استكمل الوفد جولته حيثُ التقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

وبعد اللقاء لفت الأحمد إلى أن النقاش تناول الأوضاع الفلسطينية بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص، وأشار إلى أنه أطلع الوزير المشنوق على التطورات الأخيرة في الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام والمفاوضات، وعلى الوضع الفلسطيني داخل لبنان، وأضاف "عبرنا عن تقديرنا لشكر دولة وفلسطين وشكر القيادة والشعب الفلسطيني للشعب اللبناني الشقيق على الرعاية التي يلقاها المواطنون الفلسطينيون في لبنان الذين هم ضيوف مؤقتون عند الشعب اللبناني الشقيق الذي نقدر ضيافته واحتضانه لأبنائنا في المخيمات الفلسطينية".

وأردف "عرضنا على معاليه المبادرة التي أطلقتها الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية بعد جهد حثيث قامت به منظمة التحرير الفلسطينية مع جميع الفصائل الفلسطينية من اجل بحث أفضل السُبُل للمحافظة على امن المخيمات وتحييدها وحمايتها من محاولات زجها في الشأن اللبناني الداخلي سواء من قوى محلية أو قوى إقليمية"، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة لقيت الترحيب والتقدير من معالي الوزير المشنوق، مؤكّدًا الاتفاق الكلي على التعاون لترجمتها على الأرض لصون أمن المخيمات وعدم استغلالها في الخلافات الداخلية اللبنانية أو في الشأن الداخلي اللبناني، وتابع "كما أكدنا أن مسؤولية الأمن وحماية كل المواطنين اللبنانيين أو اللاجئين الفلسطينيين يبقى في صلب عمل الحكومة اللبنانية باعتباره صاحبة السيادة. وكما أكد الرئيس أبو مازن مرارا وتكرارا أن تقرر الحكومة اللبنانية ممارسة دورها الأمني داخل المخيمات الفلسطينية، هذا نرحب به ونعتبره يريح المواطن الفلسطيني وأبناء المخيمات"،  آملاً أن يترافق الوضع مع تحسين أوضاع الفلسطينيين الحياتية والمعيشية وإعطائهم حقوقهم المدنية كاملة، خاتمًا بالقول: "نحن ضيوف في لبنان تحت سيطرة القانون اللبنانية وبالطريقة التي تحددها الحكومة اللبنانية".

   كذلك زار الأحمد على رأس الوفد قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة.

ولاحقا أعلنت السفارة في بيان أنه "جرى استعراض للوضع الفلسطيني في المخيمات"، وفي هذا الإطار شكر الأحمد قائد الجيش على التسهيلات التي يقدِّمها الجيش للفلسطينيين، وأكّد أن الفلسطينيين لن يكونوا إلا عامل أمن واستقرار في لبنان".

   وللغاية عينها زار الوفد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، في مكتبه في ثكنة المقر العام، حيثُ جرى عرض سُبُل التعاون والتنسيق، كما تمَّ عرض الأوضاع الأمنية العامة في البلاد.