حوار/ مصطفى ابو حرب

خاص/مجلة القدس، اختار الشاباللبناني وسام خوري في سنته الرابعة بجامعة الروح القدس في الكسليك، الرئيس الفلسطينيياسر عرفات عنوانا لمشروع تخرجه، متناولا تحول شخصية الراحل إلى إيقونة تسكن كل بيتوشارع في مخيمات اللجوء القسري في لبنان.

عن فكرة مشروعهالمتمحور حول وجود صورة ياسر عرفات في المخيمات الفلسطينية يشرح خوري ان كل إنسان لهخلفية وتفكير تُربيان معه وإن لم تكونا موجودتين في محيطه إلا إنهما خلقتا لتنموا معهوتكبرا.

ويقول في هذا السياق"خلال فترة الدراسة كان الشعب الفلسطيني يعني لي الكثير رغم وجودي في مجتمع إجمالايرفض الشعب الفلسطيني، وحتى أكون صادقاً، ويعتبره غريباً أيضا ويسعى لكي يقيم مجتمعهداخل مجتمعنا ودولته داخل دولتنا،  لكن اناكشاب لبناني كنت متعاطفا مع الشعب الفلسطيني وعلى مر فترات الدراسة قمت بزيارة عددمن المخيمات الفلسطينية في لبنان وأحسست إن هذا الشعب يريد العودة إلى أرضه وهذا الشعبمظلوم ويمكن ان اكون الفلسطيني المهجر من ارضي وانأ ارفض المقولة التي توجه للفلسطينيينبانه يريد ان يقيم دولة داخل الدولة ولا بل إنني يجب ان أساعده كلبناني كي يعود الىارضه، وذلك من خلال مقاومة من احتل فلسطين من جهة ومن خلال المحافظة على حقوقه في العمل والتملك وعدم تهميشه ومنعه من ممارسةحقوقه المدنية والإنسانية والاجتماعية والتي هي من حق اي انسان على وجه الأرض".

ويشير خوري الىان مشروعه الذي ابتدأ في أواخر شهر شباط 2012 تعرض لعدد كبير من المضايقات على كل المستوياتلا بل  ان هناك من استغرب الفكرة من أساسهاالأمر الذي دفعه  للإصرار على انجاز المشروعالذي أصبح يعني له الكثير كون شخصية ياسر عرفات غيرت في سياسات المنطقة وفرضت احترامها،وهي بالتالي  تستحق المتابعة وإبراز مدى أهميتهاعلى المستويات كافة اجتماعيا وفكريا وسياسيا. هكذا اختار من خلال ذلك الإضاءة على مدىتمسك الشعب الفلسطيني بهذه الشخصية حتى من خلال الصورة التي تزين البيت والشارع والمحالالتجارية.

ومن اجل تحقيقمشروعه  توجه خوري إلى مخيم الجليل في البقاع،وكان قد قام بزيارته مرتين من قبل برفقة صديق له من أبناء المخيم حيث تمّ استقبالهبحفاوة من قبل المسؤولين والأهالي، وكان التصوير مريحا جداً والكل كان متعاطفاً معهإلى أقصى الحدود. ويعلّق "لقد بنيت صداقات مع العديد من ابناء  المخيم الذين باتوا يسألون عني، وبعد ذلك قمت بزيارةمخيم برج البراجنة برفقة صديق من ابناء المخيم ايضاً واستقبلت بحفاوة وصورت لقطات رائعة واليوم انا في مخيم البداوي وأحس بأنيفي بيتي ولست غريبا ولم اشعر باي نظرة ريبة او مخيفة من اي شخص التقيه"، متابعا"كل شيء عظيم وانا تفاجأت حتى بنوعية الاستقبال الذي لاقيته، إذ كنت متوقعا العكستماما، أو ان يكون هناك عوائق ولكنني لم أجدها، ومشروعي سيستمر في كل مخيمات لبنان".

اما عن صورة الرمزالقائد ابو عمار وانتشارها في المخيمات، يعرب خوري عن صدمته فهو كان يتوقع ان تكونصورة الرئيس الراحل  مثل اي صورة دينية او حزبيةفي بيت ينتمي الى هذه الجهة الدينية او ذاك الحزب، "ولكنني  تفاجأت بان صورة ابو عمار موجودة في كل الأماكنالتي فيها حياة  في البيوت في المحلات التجاريةوالسمانة واللحمة في الشوارع في المحال التي تجلب منها أغراضك كل يوم، كما انك  تجد طيف ابو عمار يلاحقك حتى لو ما كانت صورته موجودةتحس بوجوده في كل بيت وكل شارع وانا رأيت ذلك في البقاع وبيروت والشمال ترى صورته عنددخولك الى اي مخيم وكأنه ايقونة تحمي هذا الوجود الفلسطيني الطامح بالعودة الى ارضالاباء والأجداد".

وعن رأيه في سبباحتضان الشعب الفلسطيني لثقافة وصورة ورمزية ابو عمار، يعرب خوري أن سبب احتضان صورةياسر عرفات عند الشعب الفلسطيني يعود الى انهم يعتبرونه ملهماً للثورة، وانساناً حوّلهممن شعب لاجئ الى شعب صاحب قضية، وحتى مع استشهاده منذ سنوات يحسّ المرء بانه لا يزالحاضرا بينهم ويعيش معهم يعطيهم الامل بالعودة.

ويرى ان"صورة ياسر عرفات موجودة في كل المخيمات بنفس الثقل لان فكر ومدرسة ابو عمار موجودةبنفس الحجم ولكن انا لم ازر مخيمات الجنوب بعد ولكنني على ثقة بان روح ونهج ابو عمارتملأ كل النفوس ليس لدى الشعب الفلسطيني فقط وانما عند كل الشعوب العربية والامميةالشريفة".

وعن مشروع تخرجهالذي يدور حول  صورة ياسر عرفات، وامكانية عرضهفي المخيمات، يجيب "هذه مرحلة ثانية واكيد انا اطلب الدعم من الشعب الفلسطينيوفصائله كي أتمكن من ان اجوب بمعرضي في كل المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان وهذاما اطمح اليه، وكنت قبل البدء بمشروعي  انويزيارة المخيمات في سوريا والاردن ولكن نظرا للاحداث في سوريا لم استطع زيارة سورياوالاردن واقتصرت الفكرة على مخيمات لبنان كونه البلد الذي أعيش فيه".

 

أحلم بزيارة فلسطين

"زيارتي لفلسطينبمثابة حلم ارجو ان يتحقق ولكن اتساءل اذا رجعت كيف سوف يتم استقبالي وهل سأتعرض للمضايقة  لانني سمعت ان هناك مضايقات للاشخاص الذين يزورونفلسطين. ولكنني من هذا المنبر أقوال لاهلي في لبنان بأن لا تظلموا الشعب الفلسطينيفيكفيه ما هو فيه من غربة وبعد عن وطنه"، داعيا الجميع الى زيارة المخيمات كييتعرفوا على هذا الشعب المكافح الرافض لكل مشاريع التوطين والوطن البديل، وهناك سوفيجدون العديد من الشباب الطموح المتعلم والمثقف والكثير من الامهات اللواتي يخفن علىاولادهن يردن لهن افضل حياة. عداك عن البؤس والحرمان اللذين يلفان هذه المخيمات المزنرةبأبنية تغلفها المدنية وحقوق الانسان والعدالة والعديد من الشعارات والقوانين التيتقف عند حاجز الدخول الى المخيمات فلا يسمح لها بالعبور".

وختمبالقول "الله يرحم ترابو ياسر عرفات واتمنى للشعب الفلسطيني ان يعود الى بلدهكي يبرهن للعالم اجمع بانه لا يطمع باي وطن بديل لفلسطين ولا اتمنى لاي كان ان يتعرضلما تعرض له الشعب الفلسطيني. في النهاية هذا الشعب فلسطيني وهويته فلسطينية ووطنهيجب ان يكون فلسطين".