يشهد الشارع الفلسطيني حالة منالانقسام بين مؤيد ومعارض لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس العرب والمسلمينلزيارة مدينة القدس وهي تحت الاحتلال الاسرائيلي.

وفيما انقسم الشارع الفلسطيني بين مؤيدومعارض لدعوة عباس التي اطلقها خلال مؤتمر القدس الدولي الذي عقد الاحد في الدوحةلزيارة القدس اعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الثلاثاء رفضها لتلك الدعوةالموجه للقادة العرب لزيارة القدس، ووصفت زيارة المسؤولين العرب للمدينة، وهي تحتالاحتلال، بأنها تطبيع واعتراف بإسرائيل.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحركةفوزي برهوم إن دخول القدس يجب أن يأتي من بوابة إنقاذها من الاحتلال وتعزيزصمود أهلها فيها، وتشكيل أكبر حالة إسناد عربي إسلامي لإبقاء هويتها الفلسطينية.

وشدد برهوم على أن المطلوب استخدامكافة أوراق الضغط العربية والإسلامية على إسرائيل وفرض عقوبات رادعة بحقها.

ودعا إلى بدء تحرك عربي رسمي منسجم معمطالب الجماهير، معتبرا أن هذا الأمر لم يعد مستحيلا في ظل النهضة الإسلاميةوالربيع العربي.

وما زاد الاستقطاب في الشارع الفلسطينيلصالح وجهة نظر حماس الرافضة لزيارة القدس من قبل العرب والمسلمين وهي تحتالاحتلال الفتوى التي اصدرها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتوريوسف القرضاوي وحرم بموجبها زيارة القدس على غير الفلسطينيين.وكان القرضاوي رد على دعوة عباس في شأن زيارة العربوالمسلمين للقدس، فحرّم مجدداً زيارة المدينة لغير الفلسطينيين.

وقال القرضاوي في تأكيد لفتوىأطلقها في وقت سابق: 'إن من حق الفلسطينيين ان يدخلوا القدس كما يشاؤون، لكن بالنسبةالى غير الفلسطينيين، لا يجوز لهم ان يدخلوها'، موضحا 'ان تحريم الزيارة لعدمإضفاء شرعية على المحتل، ومن يقوم بالزيارة يضفي شرعية على كيان غاصب لأراضيالمسلمين، ويجبر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها'.

 واثارت فتوىالقرضاوي حفيظة السلطة الفلسطينية بقيادة عباس الثلاثاء الامر الذي دفع الدكتورمحمود الهباش وزير الاوقاف الفلسطيني في حكومة الدكتور سلام فياض في الطعن بصحة مااصدره القرضاوي واعتبرها مخالفة للسنة النبوية وكتاب الله عز وجل، مطالبا بالتراجععن تلك الفتوى.

 ودعا الهباش الثلاثاء الشيخ القرضاوي إلىالتراجع عن فتواه التي يحرم فيها على غير الفلسطينيين زيارة القدس، معتبرا ان 'هذهالفتوى الخاطئة تخالف صريح القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، فضلا عن أنهاتقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي الذي يريد عزل المدينة المقدسة عن محيطهاالعربي والإسلامي، ولا يرغب برؤية أي وجود عربي أو إسلامي في القدس، ويضع كلالعراقيل والعقبات أمام وصول الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين إلى مقدساتالمدينة، ويعمل في نفس الوقت على تكثيف الوجود اليهودي لتهويد المدينة المقدسةوالاستيلاء على مقدساتها'.

وأكد الهباش في بيان صحافي ان 'زيارةالقدس هي فريضة شرعية وضرورة سياسية، وأنها حق مشروع لجميع المسلمين والمسيحيين،وواجب مقدس على المسلمين بنص صحيح السنة النبوية المشرفة'، حيث قال الرسول الكريمصلى الله عليه وسلم: 'لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى ومسجدي هذا'، وأمرصلى الله عليه وسلم بزيارة الأقصى والصلاة فيه فقال: 'ائتوه فصلوا فيه فإن صلاةفيه كألف صلاة في غيره غمن لم يستطع أن يأتيه فليبعث بزيت يسرج في قناديله'، ولميثبت أن أحدًا من علماء المسلمين قد أفتى بمثل هذه الفتوى العجيبة حتى في فتراتالاحتلال الأجنبي للمدينة المقدسة، سواء في زمن الصليبيين أو التتار أو الانكليز،كما أن الأمر النبوي بزيارة القدس والأقصى هو أمرٌ عام في جميع الأوقات والأحوالوالظروف، وليس خاصا بوقت أو ظرف دون آخر، فضلا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم حينأمر بذلك لم يكن المسجد الأقصى في يد المسلمين، بل في يد الحكم الروماني، ولو كانتزيارته خاصة بوقت دون آخر لبينها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.

واعتبر الهباش أن 'زيارة المسلمينللقدس حتى وهي تحت الاحتلال، تتشابه مع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجدالحرام بعد صلح الحديبية وهو تحت حكم المشركين، والأصنام تنتشر بالعشرات في داخلالكعبة المشرفة وحولها، ولم يقل أحدٌ بأن ذلك كان تطبيعا من الرسول صلى الله عليهوسلم مع المشركين أو اعترافًا بشرعية حكمهم لمكة المكرمة، بل كان ذلك تأكيدا لحقهفي المسجد الحرام'.
وكررالهباش ما قاله عباس في افتتاح مؤتمر القدس بالدوحة أن 'زيارة القدس لا يمكن أن تكون تطبيعا مع الاحتلالالإسرائيلي، بل هي حالة من التواصل مع القدس وأهلها، وأن زيارة السجين ليستاعترافًا بالسجان أو تطبيعا معه'.

واضاف الهباش أن 'زيارة المسلمينوالمسيحيين للقدس تمثل تحديًا للسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى عزل المدينةالمقدسة، وتشكل دعمًا ماديًا ومعنويًا للمرابطين في القدس حتى لا يشعروا بأنهموحدهم في معركة الدفاع عن عروبة وإسلامية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية'.ودعا الهباش كل الذين يفتون بتحريم زيارة القدس إلىأن يتقوا الله فيما يقولون، والا يكونوا عونًا لإسرائيل على القدس وأهلهاالمرابطين الذين يتطلعون إلى تواصل كل أبناء الأمة معهم لدعم صمودهم وتعزيز بقائهمفي مدينتهم، مؤكدًا أنه مستعد لمواجهة ومناظرة أي شخص بالحجة والبينة والدليلالشرعي، وكذلك بالرؤية السياسية القائمة على حفظ مصالح الأمة وحقوقها، وخاصة فيفلسطين والقدس.