فتح ميديا/ لبنان، قام مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية عباس زكي بزيارة الى مخيم نهر البارد الاحد 19-2-2012 رافقه فيها سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وعضوي المجلس الثوري للحركة كمال الشيخ وعبير الوحيدي وامين سر حركة "فتح" في الشمال ابو جهاد فياض .

حيث جال زكي والوفد المرافق في المخيم القديم مطمئناً على العائلات الـ 380 العائدة التي شرحت له معاناتها من الناحية الاقتصادية ومرد ذلك الى حالة الاغلاق التي يعيشها المخيم عموماً . وسوء حالة البناء للمساكن التي بنتها الشركات تحت اشراف الاونروا والتي بدأت تتسرب المياه من اسقفها وجدرانها ومن ضيق المساحات التي لا تفي باحتياجات العائلات الصغيرة فكيف بالعائلات التي يزيد عدد افرادها عن السبعة افراد ولا تزيد مساحة بيتهم عن 50م2 .

ثم انتقل زكي والوفد للاطلاع على مقبرة الصحابي خالد بن الوليد وهي الوحيدة في المخيم والتي لم تعد تتسع سوى لعدد من القبور لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة.

وانتقل بعد ذلك ليتفقد المدارس التي بنتها الاونروا وحي A’ والعقار 36 ومستوصف الهلال الاحمر الفلسطيني  لينتهي في مقر كشافة الكرامة حيث اجتمع عباس زكي مع وفد من اللجنة الشعبية لمخيم نهر البارد وفعاليات ووجهاء من المخيم .

حيث القى زكي كلمة قال فيها " انقل اليكم تحيات اهلي في الديار المقدسة ذلك الشعب العظيم الذي لم يخلق الا للشدة ومثالنا على ذلك القائد خضر عدنان ، الشعب الذي يحرس المقدسات الاسلامية والمسيحية استناداً للعهدة العمرية حيث يتآخى الهلال والصليب ".

واضاف " ولكن حين نأتي اليكم ونرى هذه المآسي يتغير المشهد فنفكر في ماذا كان يريد من دمر المخيم بهذا الشكل هو لا يريدكم ان تعودوا الى المخيم ، ولكن استطعنا بصمودكم واصرارنا ان نعيد اعمار المخيم ، وردينا كيدهم الى نحورهم .وها نحن بدأنا نرى معالم المخيم القديم تعود الى الحياة فبوحدتنا مجتمعين نصنع المعجزات وما كان ليبدأ اعمار المخيم لولا توحد الجهود لأبناء المخيم والقيادة السياسية لشعبنا الفلسطيني.

واشار عباس الى ان الشعب الفلسطيني اليوم يخوض صراع مع العالم وخصوصاً امريكا ولكن شعب فلسطين وقائده التاريخي ياسر عرفات استطاع ان يجعل من نضاله اسطورة فباتت كوفية ياسر عرفات رمزاً لكل ثورات العالم . ونحن في اللحظات الاخيرة من عملية السلام حيث تعرت امريكا وانكشفت خاصرتها وبانت اسرائيل هي تحكم امريكا .

واكد زكي على تمسك الرئيس ابو مازن بالثوابت الفلسطينية وبأنه هو الذي اخذ القرار المصيري بوقف المفاوضات مع الجانب الصهيوني لأنه اقتنع تماماً بأن هذا العدو لا يريد السلام ، فقال قولته المشهورة : " انا جئت الى سلطة لكي انقلها من الاحتلال الى الاستقلال ، وانا لن اعطي الغطاء لوجود شرعية لاسرائيل".

واكد زكي بأننا لن نرضى بدولة بدون القدس ولا بسلام دون عودة اللاجئين .

واشار زكي بان الشعب الفلسطيني امام مرحلة جديدة لان امريكا ترى المنطقة من خلال عيون اسرائيلية ، اما الاوربيين فقد اقتنعوا باننا كفلسطينيين اعطينا كل شيء فبادروا الى دعمنا ورفعوا مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الى سفاراتنا في العديد من دولهم، وبدؤوا يأخذون مواقف لصالحنا ، وهذا كله لم يكن ليحصل لولا نجاح الدبلوماسية الفلسطينية التي اسقطت اسرائيل في الشارع الدولي .

واكد زكي  بأن المصالحة الفلسطينية مع حركة "حماس" هي جدية وان قيادة حركة "فتح" ذاهبة حتى النهاية في هذه المصالحة بأي ثمن، لأنها صاحبة مشروع كبير، ولأنها من اطلق الرصاصة الاولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة .

وطالب عباس الشعب الفلسطيني باخذ دوره في جعل منظمة التحرير الفلسطينية فاعلة وعلى مستوى تضحيات هذا الشعب لانها الخيمة التي تحمي الجميع ولأنها محل اعتراف 131 دولة فلا بد من تطويرها وذلك بانتخابات مجلس وطني تؤدي الى انتخابات لجنة تنفيذية تقود الشعب الفلسطيني .

واضاف عباس بانه يجب ان يخوض الشعب الفلسطيني انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة وعلى القيادة الجديدة ان تلتزم خيارات الشعب وتطلعاته وما تفرزه صناديق الاقتراع .

وختم مؤكداً بأنه سوف يقوم بزيارات عدة في لبنان يحمل فيها معاناة مخيم نهر البارد ونقل هذه المعاناة ايضاً الى القيادة الفلسطينية في رام الله .

 

ثم كانت كلمة لامين سر اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد ابو سليم غنيم الذي رحب بالسيد عباس زكي والوفد المرافق مشيراً الى ان اهالي مخيم البارد لا زالوا يسكنون في بركسات الحديد وبيوت الايواء المؤقت وفي المخازن ولم يعد منهم سوى 380 عائلة الى المخيم القديم في ظروف قاسية من اصل 5800 عائلة لا زالت تعاني التشرد والتهجير .

وطالب ابو سليم عباس زكي بالوقوف على مسؤولياته لجمع الاموال من اجل استكمال بناء الوحدات الخمس المتبقية لانه لم ينتهي البناء سوى من وحدة سكنية واحدة ويتم العمل في وحدة اخرى وتم تلزيم ثالثة وهذا كله خلال خمس سنوات ، فإلى متى سينتظر ابناء المخيم  كي ينتهي اعمار مخيمهم ؟ .

وتطرق غنيم الى عدم وجود مساحة في مقبرة خالد ابن الوليد لدفن الموتى طالباً من السيد زكي طرح الموضوع خلال زيارته الى قائد الجيش اللبناني .

ثم كانت عدة مداخلات للحضور تتعلق معاناتهم اليومية دخولاً وخروجاً من والى المخيم وعدم وجود فرص عمل لابناء المخيم بسبب حالة الاغلاق الامني المفروض  على المخيم .