رام الله- عبر المجلس الثوري لحركة فتح، اليوم الجمعة، عن قلقه الكبير من التراخي الدولي وتردد اللجنة الرباعية وعدم التزامها بالمبادرات والخطط التي وضعتها، وعدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغوط على الطرف الإسرائيلي المعطِل لأي فرصة لاستئناف المفاوضات ودفع عملية السلام، محملا الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة حول هذا التعطيل والشلل.


وأكد المجلس الثوري، في بيانه الختامي للدورة الثامنة 'دورة الصمود والثبات والبناء الوطني والشهيد القائد مصطفى المالكي'، والذي أصدره، اليوم الجمعة، 'مساندته لموقف القيادة بوقف كل أشكال اللقاءات والمفاوضات مع الإسرائيليين طالما أنهم مصرون على مواصلة الاستيطان وعدم اعترافهم بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات.'


كما أكد المجلس دعمه وإسناده لإعلان الدوحة تحت رعاية قطر الشقيقة تأسيسا لاتفاق المصالحة الذي تم برعاية الأشقاء في جمهورية مصر العربية، مشددا على ضرورة الإسراع بتطبيق اتفاق المصالحة، لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة لحمة الوطن بين الضفة والقطاع.


كما قرر المجلس الثوري بالإجماع أن يكون الرئيس محمود عباس مرشح حركة فتح للانتخابات الرئاسية.

كما أعاد المجلس تأكيده على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة العدوان الاستيطاني والاستفزازات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصر، بما فيها مقاطعة البضائع الإسرائيلية.


وأكد المجلس دعمه وتأييده لخطة القيادة بالتوجه للأمم المتحدة للمطالبة بعضوية فلسطين وملاحقة إسرائيل في المؤسسات الدولية الحقوقية والمطالبة بعقد مؤتمر دولي، وتحميل إسرائيل مسؤولية الفشل المتواصل للعملية السياسية وما سيترتب على ذلك من تهديد للسلم والأمن في المنطقة.


كما ثمن الموقف العربي الداعم للمواقف الفلسطينية خاصة الموقف الأخير في مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي أكد دعم القرارات والتوجهات الفلسطينية للأمم المتحدة ولمختلف المؤسسات الدولية، والوعود العربية بتوفير شبكة أمان سياسية ومالية، لمواجهة التحديات والعراقيل التي تضعها إسرائيل أمام السلطة الوطنية الفلسطينية.

 

وفيما يلي نص البيان:-

 

البيان الختامي للمجلس الثوري

الدورة الثامنة 'دورة الصمود والثبات والبناء الوطني والشهيد القائد مصطفى المالكي'


عقد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، دورته الثامنة ' دورة الصمود والثبات والبناء الوطني والشهيد القائد مصطفى المالكي' في الفترة ما بين 14-16 فبراير 2012، بحضور الأخ الرئيس محمود عباس، رئيس الحركة، وأعضاء اللجنة المركزية.


واستمع المجلس الثوري في بداية أعماله لخطاب شامل للأخ الرئيس استعرض فيه الوضع السياسي والتحركات الدبلوماسية على المستوى العربي والدولي وخاصة القضايا التي حدثت ما بين الدورة السابعة والثامنة، حيث وضح الأخ الرئيس مبادرة اللجنة الرباعية لإطلاق المفاوضات في أكتوبر 2011، الداعية إلى التركيز على موضوعي الحدود والأمن لمدة ثلاثة أشهر، والتي لم تسفر عن شيء في ذلك الحين، وشرح الأخ الرئيس مبادرة الأشقاء في الأردن لاستضافة لقاءات استكشافية مع الجانب الإسرائيلي بحضور اللجنة الرباعية، والتي سلم الجانب الفلسطيني خلالها رؤيته لمسألتي الحدود والأمن، ولم تثمر هذه اللقاءات أيضا عن أي نتائج يمكن أن تشكل أرضية صالحة لاستئناف المفاوضات، حيث أصر الجانب الإسرائيلي على رفض وقف الاستيطان ومبدأ الاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات.


وقدم الأخ الرئيس في كلمته رؤيا شاملة للمرحلة القادمة وما طرحه على الأشقاء العرب في اجتماع مجلس الجامعة عل مستوى وزراء الخارجية العرب، في ما يتعلق باستئناف النشاط الدبلوماسي والتوجه للأمم المتحدة وإرسال رسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلية ولمختلف الجهات الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والصين واليابان، حيث ستتضمن جميع القرارات والاتفاقيات والمبادرات التي لم ينفذ الجانب الإسرائيلي منها شيئا، سيتطلب من الحكومة الإسرائيلية الإجابة عن عدد من الأسئلة المحددة، والتي سيكون للقيادة الفلسطينية بعدها حرية اتخاذ أية خيارات أو بدائل بما فيها تطبيق قرارات وقوانين الشرعية الدولية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.


كما تناول السيد الرئيس في خطابه أمام المجلس، آخر المستجدات واللقاءات المتعلقة بالمصالحة الوطنية، وإعلان الدوحة، موضحا أن الاتفاق جرى حول تشكيل الحكومة الانتقالية من شخصيات وطنية مستقلة سيكون لها مهمتان؛ إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وتفعيل قرارات مؤتمر شرم الشيخ لإعمار غزة، كما أشار إلى اجتماعات لجنة تفعيل منظمة التحرير وما وصلت إليه من خطوات إيجابية.

وشدد السيد الرئيس خلال كلمته على أهمية الاستعداد للانتخابات العامة وضرورة استكمال عملية تحديث السجل الانتخابي في قطاع غزة، و أبلغ السيد الرئيس المجلس بأن القيادة ستعمل أيضا على ضمان إجراء الانتخابات في القدس.


وحيا المجلس جهود الرئيس وتحركاته المتواصلة في مختلف أرجاء المعمورة لحشد الدعم والتأييد للموقف الفلسطيني، وجدد المجلس وقوفه بصلابة وراء الرئيس وتمسكه بالثوابت الوطنية وصموده في وجه حملة الضغوط والتحريض المكثفة والتطاول الشخصي عليه من جانب المتطرفين العنصريين الإسرائيليين وأطراف أخرى، بهدف النيل من الموقف الفلسطيني، وحذر المجلس أولئك اللذين يطلقون التهديدات المستمرة على حياة الرئيس، بما يمكن أن تسببه هذه التهديدات من دمار وخراب.


وأكد المجلس الثوري مساندته لموقف القيادة بوقف كل أشكال اللقاءات والمفاوضات مع الإسرائيليين طالما أنهم مصرون على مواصلة الاستيطان وعدم اعترافهم بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات.


وكرر المجلس الثوري تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود  عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ووقف الاستيطان وحق اللاجئين بالعودة وإطلاق سراح جميع الأسرى.


وعبر المجلس عن قلقه الكبير من التراخي الدولي وتردد اللجنة الرباعية وعدم التزامها بالمبادرات والخطط التي وضعتها، وعدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغوط على الطرف الإسرائيلي المعطِل لأي فرصة لاستئناف المفاوضات ودفع عملية السلام، وحمل المجلس الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة حول هذا التعطيل والشلل.


كما ثمن المجلس الموقف العربي الداعم للمواقف الفلسطينية خاصة الموقف الأخير في مجلس وزراء الخارجية العرب، الذي أكد دعم القرارات والتوجهات الفلسطينية للأمم المتحدة ولمختلف المؤسسات الدولية، والوعود العربية بتوفير شبكة أمان سياسية ومالية، لمواجهة التحديات والعراقيل التي تضعها إسرائيل أمام السلطة الوطنية الفلسطينية.


وشدد المجلس الثوري على ضرورة الإسراع بتطبيق اتفاق المصالحة وإعلان الدوحة، لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة لحمة الوطن بين الضفة والقطاع، والإسراع بفتح مكاتب لجنة الانتخابات في غزة لتحديث سجل الناخبين، وإنجاز عمل جميع اللجان المنبثقة عن اتفاق المصالحة.


كما أكد المجلس دعمه وإسناده لإعلان الدوحة تحت رعاية قطر الشقيقة تأسيسا لاتفاق المصالحة الذي تم برعاية الأشقاء في جمهورية مصر العربية.


وفي سياق الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، قرر المجلس الثوري بالإجماع أن يكون الرئيس أبو مازن مرشح حركة فتح للانتخابات الرئاسية.


كما أعاد المجلس تأكيده على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة العدوان الاستيطاني والاستفزازات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصر، بما فيها مقاطعة البضائع الإسرائيلية.


وأكد المجلس دعمه وتأييده لخطة القيادة بالتوجه للأمم المتحدة للمطالبة بعضوية فلسطين وملاحقة إسرائيل في المؤسسات الدولية الحقوقية والمطالبة بعقد مؤتمر دولي، وتحميل إسرائيل مسؤولية الفشل المتواصل للعملية السياسية وما سيترتب على ذلك من تهديد للسلم والأمن في المنطقة.


وطالب المجلس المجتمع الدولي بأخذ دوره الفعال بإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان، والانسحاب من الأرضي المحتلة لعام 1967، واتخاذ الإجراءات والعقوبات الرادعة ضدها.


وقد ناقش المجلس الثوري أوضاع القدس والتهديدات الكبيرة التي تواجهها جراء الهجمة الاستيطانية الواسعة ومحاولات طمس المعالم العربية والإسلامية فيها، وسياسية هدم المنازل وجدار الفصل العنصري، مطالبا بضرورة توحيد المرجعيات الحركية والوطنية لرسم سياسات المواجهة والتصدي في مدينة القدس.


وطالب المجلس الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بوقفة جادة ومسؤولة تجاه ما يجري في مدينة القدس، وخاصة أمام التهديدات المتواصلة باقتحام المسجد الأقصى وتدميره وبناء الهيكل المزعوم من قبل مجموعات يهودية متطرفة، وبدعم حكومي واضح.


وناقش المجلس الثوري باستفاضة وعمق وصراحة، الوضع الداخلي للحركة على جميع المستويات وفي كافة الأجهزة والمفوضيات واتخذ العديد من التوصيات، والقرارات، والإجراءات لتعزيز الوضع الداخلي لمواجهة التحديات الكبيرة.


كما حذر المجلس بشدة من الأخطار المحدقة والأضرار الجسيمة التي تلحق بالحركة وسمعتها ومكانتها من خلال المساس برموزها وقياداتها عبر حملة إعلامية صفراء مشبوهة ومأجورة، داعيا الجميع إلى الحذر واليقظة في مواجهة هذه الأقلام المأجورة والصفحات المشبوهة.


وحيا المجلس الثوري نضال وصمود الأسرى والمعتقلين الرابضين خلف القضبان، داعيا المجتمع الدولي للوقوف بحزم ومسؤولية لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين محذرا من المساس بحياة المناضل الأسير الشيخ خضر عدنان الذي يخوض إضرابا أسطوريا عن الطعام لما يزيد عن 61 يوما، داعيا مؤسسات حقوق الإنسان في العالم للتحرك بسرعة.

وعبر المجلس عن حزنه الشديد للفاجعة الأليمة التي أودت بحياة عدد من أطفال شعبنا الأبرياء، مقدما التعازي لأهالي الشهداء، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.