مظاهرة تأييد روسية للاسد، الذي يواصل ذبح المواطنين.. التقتيل في حمص مستمر بينما الاسد يتلقى الدعم من لافروف

هآرتس – من آفي يسسخروف:8/2

وصل وزير الخارجية الروسي أمس في زيارة تأييد الى دمشق، بينما يواصل الجيش السوري الهجوم ضد الثوار في مدينتي حمص ودرعا. نحو 25 شخصا على الأقل قتلوا في المواجهات والقصف في أرجاء الدولة.

وزير الخارجية الروسي، سرجيه لافروف، التقى أمس بالرئيس بشار الاسد. وخرج عشرات آلاف الاشخاص الى شوارع العاصمة لاستقباله. رفعوا أعلام روسيا ولوحوا له بالسلام، في ما بدا كخطوة منظمة من النظام للاعراب عن الامتنان عن الفيتو الذي استخدمته موسكو وبجين على القرار في مجلس الامن الذي دعا الى اعتزال الاسد.

في لقائه مع الرئيس السوري، حيث حضر ايضا ممثل الاستخبارات الروسية، قال لافروف ان الاسد ملتزم بوقف العنف بكل اشكاله وانه مستعد لادارة محادثات مع المعارضة. وعلى حد قوله، في الايام القريبة سيعلن الاسد عن استفتاء شعبي حول الدستور الجديد الذي صاغته لجنة خاصة عينها.

وحسب وكالة الانباء الروسية، فقد قال لافروف للاسد ايضا، في شبه تلميح لزعماء الغرب ان "كل زعيم في كل دولة يجب ان يكون على وعي بمسؤوليته. وأنت واع لمسؤوليتك". وحسب لافروف، قال الاسد انه مستعد لاجراء حوار مع كل القوى السياسية في سوريا.

جهود متكررة من الجامعة العربية وروسيا للتوسط في المحادثات بين الاسد ومعارضيه رُفضت حتى الآن من المعارضة السورية. فالمعارضة تعارض الحوار طالما استمرت اعمال القمع. وقال وزير الخارجية الروسي ايضا ان الاسد أعرب عن اهتمامه بتوسيع اعمال مراقبي الجامعة العربية في الدولة وقال انه سيسمح لوفد موسع من المراقبين بالدخول الى سوريا. ومع ان لافروف مارس اغلب الظن ضغطا على الاسد لتخفيض مستوى اللهيب في أرجاء سوريا، إلا ان زيارة وزير الخارجية الروسي الى العاصمة السورية فسرت من المعارضة كاعراب واضح عن التأييد للنظام. وذلك في ظل القصف الشديد الذي يقوم به الجيش السوري على حمص ومناطق اخرى في نفس الوقت الذي التقى فيه لافروف بالاسد. وتشكل الزيارة ايضا استفزازا واضحا لدول الخليج، الاعضاء في مجلس التعاون وكذا عدة دول في اوروبا أعلنت عن اعادة سفرائها من دمشق. وانضمت أمس هولندة، اسبانيا، بلجيكا، ايطاليا وفرنسا الى القرار البريطاني وأعلنت عن اعادة سفرائها من دمشق. وذلك بعد ان أغلقت واشنطن ممثليتها في العاصمة السورية أول أمس. كما ان الدول الاعضاء الستة الدائمين في مجلس التعاون الخليجي والذي يضم ايضا السعودية وقطر، أعلنت عن اعادة سفرائها من سوريا وطرد ممثلي دمشق من اراضيها.

وبالتوازي مع هذه الخطوات، أفاد أمس مصدر اوروبي ان في نية الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على سوريا في نهاية الشهر. وحسب المصدر ستتضمن العقوبات مقاطعة البنك السوري المركزي وحظر التجارة والاستيراد للمنتجات كالذهب من سوريا. وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعت أمس "اصدقاء سوريا الديمقراطية" الى العمل ضد نظام الاسد، على أمل اقامة مجموعة دول تنسق بينها تقديم المساعدة للمعارضة السورية، خارج اطار الامم المتحدة.

في هذه الاثناء، انطلقت على الدرب مبادرة جديدة من تركيا لوقف العنف في سوريا. فقد أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان أمس عن بلورة مبادرة جديدة لمعالجة الازمة. وقال اردوغان "ما حصل في الامم المتحدة بالنسبة لسوريا هو مصيبة للعالم المتحضر. نحن نبلور مبادرة جديدة مع تلك الدول التي تقف الى جانب المواطنين، وليس الى جانب الحكومة السورية". هذا ومن المتوقع لوزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، ان يسافر اليوم الى الولايات المتحدة للقاء نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون.

وفي حمص استمر أمس قصف الجيش على عدة احياء في المدينة منها حي باب العمر. وفي ساعات المساء أفاد معارضو النظام بان القوات النظامية للاسد بدأت في أعمال واسعة في منطقة درعة واساسا في بلدة بحتة. وكان عدد القتلى أمس متدنيا بالمقارنة مع أول أمس حين بلغت المعارضة عن 128 قتيلا، نحو نصفهم في حمص. ولكن الشهادات عن العنف الشديد من جانب قوات الامن تجسد أن مؤيدي الرئيس يواصلون الخط العنيف.

محمد الحسن، نشيط حقوق الانسان من حمص، روى لوكالة "رويترز" للانباء بان "القصف مرة اخرى يتركز على حي باب العمر. فلا توجد كهرباء وكل الاتصالات مع الحي مقطوعة". ابو عبده الحمصي، نشيط معارضة في المدينة، قال لـ "الجزيرة" ان الصواريخ وقذائف الهاون كانت تسقط في كل ارجاء المدينة. "نحن فقط ننتظر الموت. نحن لا نعرف ماذا نعمل".

بالتوازي، ادعى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس بان ايران وسوريا لا تمليان على حزب الله كيف يتصرف. في خطاب القاه من مكان مخبئه أمس قال نصرالله انه لا يؤمن بان اسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الايرانية، ولكن اذا ما حصل الامر، فان القيادة الايرانية لن تملي على حزب الله كيفية التصرف. ومع ذلك، فقد اعترف نصرالله بان منظمته تتلقى مساعدة مادية ومعنوية من ايران وأعرب عن تأييده للنظام في سوريا. وبالتوازي، اعتقلت الشرطة الالمانية امس رجلين مشبوهين بالتجسس على نشطاء المعارضة السورية في صالح الاستخبارات السورية. وسيقدمان اليوم الى المحاكمة في برلين.