اجتماع عاصف شهدته العاصمة الرياض مساء أول من أمس، جمع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي، واستمر نحو ثماني ساعات ونصف، لتتضح نتائجه أمس بإعلان السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر، نظراً لعدم التزامها بمبادئ العمل الخليجي المشترك، حسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.

وشاءت الكويت أن تتخذ سياسة النأي بالنفس في خضم الأحداث التي عصفت فجأة بالعلاقات الخليجية ليلة الثلاثاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض بمقر أمانة مجلس التعاون لدول الخليج، فبعد أن كان مقرراً أن يتحدث وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، في مؤتمر صحافي يعقب انعقاد المجلس الوزاري، بصفته رئيس الجلسة، أعطى الوزير الكويتي إشارة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، أنه لن يعقد الإيجاز الصحافي، ما دعا الأمانة العامة لإبلاغ الصحافيين مباشرة بالنبأ.

وبعد سجال سري طويل، وتحديداً في الثامنة ليلاً، غادر الوزير القطري قاعة المختصر، وظن الصحافيون أنه متجه إلى الدوحة بعد رفضه الحديث إليهم، لكنه عاد بعد ساعة ونصف قضاها حسب المصادر في مقر سفارة بلاده، ويبدو أنه كان يتشاور خلال ذلك الوقت مع القيادة القطرية حول ما يدور في الاجتماع، وبعض الإجراءات الخليجية المعتزمة في حال تعذر الوصول لنقطة تفاهم وإجماع مشترك، حول مختلف القضايا الإقليمية والعربية على وجه الخصوص.

واستغرق وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، بعض الوقت في حديث مستمر عبر هاتفه النقال إلى شخصية فد تكون على الأرجح هي من تملك القرار السيادي في العاصمة أبو ظبي.

وقبل ذلك خرج وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، ، باكراً من المختصر، وذلك نحو الساعة الخامسة والنصف عصراً، والذي أطلق تصريحات صحافية أكد فيها أن الخطر لم يعد يقتصر على أمن بلاده فقط، وإنما أمن دول الخليج بشكل عام، مبيناً أن موقف السعودية والإمارات والدول الأخرى يوازي موقف بلاده، وهو حازم وصلب تجاه الإرهاب وذلك عقب التفجيرات الأخيرة التي شهدتها عاصمة بلاده المنامة.

وأضافت الصحيفة أن  الوزير البحريني أوضح إدراج المجلس لثلاث منظمات في البحرين، وهي ائتلاف 14 فبراير (شباط)، وسرايا أشتر، وسرايا المقاومة، ضمن القوائم ألإرهابية مضيفاً أنهم سيتواصلون في هذا الإطار لدعوة مختلف دول العالم لذلك ألإجراء مبيناً أن أعمال الإرهاب أصبحت تتزايد بوضوح في البحرين، وأن الدور الإقليمي فيها من قبل عناصر إيرانية كبير.

وذكر الشيخ خالد أن الإرهاب شيء والعمل السياسي لأي معارضة شيء آخر، واصفاً ما تواجهه البحرين اليوم بالإرهاب، مؤكداً أن حكومة بلاده تتعامل بسعة صدر في كل جانب سياسي، لكن مع الإرهاب لا توجد سعة صدر، مضيفاً أن الوقفة الخليجية ضد النشاطات الإرهابية لحزب الله اللبناني واحدة.

وخرج وزير الخارجية القطري رافضاً الإدلاء بأي تصريحات صحافية، وبدت عليه علامات عدم الرضا، ليعقبه خروج بقية الوزراء الذين اعتذروا هم أيضاً عن عدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية، مكتفين بما ورد في بيان الأمانة العامة الذي صدر أول من أمس، وخرج بقية الوزراء وسط أجواء من التوتر لوحظت عليهم، وكان آخر من خرج من القاعة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي.