رام الله- كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـصحيفة «الحياة» اللندنية أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو هددت السلطة الفلسطينية وحذرتها من «تحديها»، وفرضت سلسلة عقوبات على الرئيس محمود عباس وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة الحرير الفلسطينية وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» ووزراء.

وقالت المصادر إن العقوبات جاءت على خلفية توجه منظمة التحرير الى الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية. وأضافت أن العقوبات جاءت أيضاً بسبب موقف عباس والسلطة والمنظمة من العودة الى المفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان، وكذلك ما يعتبره مسؤولون اسرائيليون موقفاً فلسطينياً عدائياً وتحريضاً ضد نتانياهو.

وأوضحت أن العقوبات تتمثل في فرض حظر أمني على جميع المسؤولين في ووقف منحهم بطاقات الشخصيات المهمة (في آي بي) الخاصة بحرية تنقلهم، بمن في ذلك الرئيس عباس.

وأشارت الى أن جهاز الأمن العام الاسرائيلي (شاباك) هو الذي فرض الحظر، وأن حرية تنقل الرئيس وعدد من المسؤولين تتم بصورة استثنائية بموجب تصاريح مدتها شهران فقط. ولفتت الى أن الحكومة الاسرائيلية تتخذ عقوبات ضد أي مسؤول فلسطيني يتحدث الى وسائل الاعلام في قضايا القدس والاستيطان والعضوية في الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة. وكشفت عن أن مسؤولاً اسرائيلياً هدد مسؤولاً فلسطينياً رفيعاً وحذره من أن الاستمرار في تحدي اسرائيل سيجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً.

وتوقعت أن تصعّد الحكومة الاسرائيلية من إجراءاتها ضد الرئيس والسلطة والمسؤولين خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ضوء عدم احراز أي تقدم في اجتماعي عمان التفاوضيين، والذي عقد آخرهما أول من أمس، ورفض السلطة الاستمرار في المشاركة في أي لقاء مع مسؤولين إسرائيليين بعد 26 الجاري الذي تنتهي معه الشهور الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية لتقديم اقتراحات للتفاوض على الحدود والأمن.

واعتبرت المصادر أن هذه الإجراءات العقابية سياسة جديدة - قديمة تسعى اسرائيل من ورائها الى إرسال رسالة مفادها بأنها صاحبة الولاية على الأرض وليس السلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى نفى مصدر سياسي إسرائيلي بشكل قاطع ما ذكرته مصادر فلسطينية أن 'إسرائيل' فرضت سلسلة عقوبات على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسئولين فلسطينيين آخرين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن المصدر إدعائه الأربعاء أن 'الجانب الفلسطيني يفبرك مثل هذه الأنباء بهدف التمهيد لإفشال المحادثات مع الإسرائيليين في عمان'. وفق قوله

وأكد أن 'إسرائيل' تولي نجاح محادثات عمان أهمية كبيرة، نافيًا أن اللجنة الرباعية الدولية حددت السادس والعشرين من الشهر الجاري موعدًا لإنهاء هذه المحادثات.