بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

(مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى إعلام حركة "فتح" في لبنان إلى جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد، وإلى أمتنا العربية والإسلامية، المستشار أول في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية المناضل الوطني الكبير ماهر عبد الله مشيعل، الذي وافته المنية مساء يوم السبت الموافق 22 آذار 2025، بعد مسيرة نضالية مشرفة كرّس خلالها حياته في خدمة قضية شعبنا العادلة، وظلَّ ثابتًا على العهد، مؤمنًا بعدالة قضيتنا، ومدافعًا عن حقوق شعبنا.

لقد كان الفقيد نموذجًا للمناضل الوطني الصادق، الذي حمل هموم شعبنا في مختلف الميادين، وأدى واجبه بإخلاص وتفانٍ، مجسّدًا نموذجًا في الالتزام النضالي، ومتمسّكًا بالمبادئ والقِيَم التي نشأ عليها في مدرسة حركة "فتح" والثورة الفلسطينية التي التحق بصفوفها باكرًا، متنقّلاً في العديد من ساحات النضال الفلسطيني، ومُقدمًا مثالاً يُحتذى في الإخلاص من خلال عمله ضمن المجموعة الخاصة المكلّفة بحماية الشهيد الرمز ياسر عرفات، إذ كان من بين الذين حموه بأجسادهم عندما سقطت طائرته في الصحراء الليبية في السابع من نيسان عام 1992م، وأصيب بجروح طفيفة آنذاك. كما كان حاضرًا طيلة فترة حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله. 

تولّى الفقيد منصب المستشار الثقافي في سفارة دولة فلسطين في بيروت وعمل بجهد وإخلاص خلال توليه مسؤولية صندوق الرئيس محمود عبّاس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين، وبذل جهودًا كبيرة بتوجيهات من سيادة الرئيس لدعم الطلاب الفلسطينيين في لبنان ومساعدتهم في دفع الأقساط الجامعية، ثم أصبح مستشارًا أولاً في سفارة دولة فلسطين.

وإزاء هذا المصاب الجلل نتقدّم بأحر التعازي والمواساة من سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، ومن عائلة الفقيد وعموم آل مشيعل الكرام، وأحبائه ورفاق دربه النضالي، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصِّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا، وأن يُلهم عائلته ومحبّيه الصبر والسلوان.

(إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون)

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وإنها لثورة حتى النصر