يا شَعبي ...
يا نارًا لا تَخمَدُ في ليلِ الغُزاةِ، ..
يا نَخلَةً سامِقَةً تأبى الانْحِناءَ، ..
يا صَخرَةً نَقَشَ التاريخُ على جَبِينِها "هُنا وُلِدَ الوَطَنُ"...
عُودُكَ أَصلَبُ مِن لَهيبِ الحُروبِ، ..
وصَبرُكَ بَحرٌ لا تَنضُبُ أَمواجُهُ، ..
مِن قَبلِ الخَمسَةِ وَالسِتينَ، ..
مِن بَعدِ الخَمسَةِ وَالسِتينَ، ..
لا زالَ الزَّمانُ يُدَوِّرُ دائِرَةَ العَودَةِ، ..
لا زالَ الحُلمُ يُكتَبُ على جُدرانِ المُخَيَّمِ، ..
لا زالَتِ الطُّرُقاتُ تَحفَظُ خُطى العائِدينَ، ..
وَسَيَأتي يَومُكَ المَوعودُ، ..
وَتُشرِقُ شَمسُكَ على جَبِينِ الأَرضِ، ..
فَتَعودُ ...!..
***
زَمَنُكَ آتٍ ...
زَمَنُ الثَّورَةِ وَالنّارِ وَاللَّهَبِ، ..
زَمَنُ الأُسودِ الزّاحِفَةِ نَحوَ النُّورِ، ..
زَمَنُ الحَناجِرِ الَّتي لا تَهدَأُ، ..
زَمَنُ السَّواعِدِ الَّتي لا تُفَلُّ، ..
زَمَنُ الدَّمِ الَّذي يُورِقُ زَيتونًا، ..
وَالجِراحِ الَّتي تَحفِرُ في الذّاكِرَةِ أَبوابَ العَودَةِ، ..
زَمَنُ الرَّاياتِ الَّتي لا تُنتَكِسُ، ..
وَالرَّاياتُ لا تَرفرِفُ إِلّا فَوقَ وَطَنٍ حُرٍّ، ..
وَالْوَطَنُ الحُرُّ يُولَدُ مِن رَحِمِ الصَّبرِ، ..
وَيُروى بِدَمِ الشُّهَداءِ، ..
حَتّى يُولَدَ النَّصرُ ...
***
أُسودُكَ تُقاتِلُ، ..
تَذودُ عَنِ الأَرضِ، ..
تَحمِلُ في صُدورِها وَطَنًا، ..
وَتَزرَعُ في دِمائِها فَجرًا لا يَنطَفِئُ، ..
تَجودُ بِالرُّوحِ وَالدَّمِ، ..
تُصَوِّغُ لِلشَّهادَةِ تاجًا، ..
وَتَرسُمُ دَربَ العَودَةِ بِعَرَقِ الجِباهِ، ..
إِلى البُيوتِ الَّتي لَم تُطفَأْ مَصابيحُها، ..
إِلى الأَزِقَّةِ الَّتي تَحفَظُ أَسماءَ الشُّهَداءِ، ..
إِلى المآذِنِ الَّتي نادَتْ يَومًا لِلحُرِّيَّةِ، ..
إِلى الكَنائِسِ الَّتي رَتَّلَتْ لِلأَمَلِ، ..
إِلى الأَرضِ الَّتي لَم تَنسَ أَسماءَ أَهلِها، ..
فَكَيفَ يَنسَاها أَهلُها؟
***
حَتّى النَّصرِ ...
حَتّى تَنكَسِرَ القُيودُ تَحتَ أَقدامِ الأَحرارِ، ..
حَتّى يَندَحِرَ الِاحْتِلالُ، ..
حَتّى يُرفَعَ العَلَمُ فَوقَ مآذِنِ القُدسِ، ..
وَفَوقَ كَنائِسِها العَتيقَةِ، ..
حَتّى يَعودَ الشَّعبُ إِلى وَطَنِهِ، ..
وَيُبنى مَجدُهُ، ..
وَيُشَيَّدَ الدَّولَةُ المُستَقِلَّةُ، ..
وَعاصِمَتُها القُدسُ، ..
حَتّى تَعودَ ...
حَتّى تَعودَ ...
حَتّى تَعودَ ...!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها