أوعزت حكومة بنيامين نتنياهو للجيش الإسرائيلي، بألّا ينسحب من القطاع الشرقيّ في جنوب لبنان، وذلك على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجبهة الشمالية، ينصّ على انسحاب إسرائيلي كامل خلال فترة "60" يومًا، تنتهي بعد غدٍ الأحد.
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة "كان 11"، اليوم الجمعة 2025/01/24، مشيرة إلى أن القيادة السياسية، وجهت مساء أمس الخميس، الجيش الإسرائيلي، بعدم الانسحاب في هذه المرحلة من القطاع الشرقيّ في جنوب لبنان.
ولفتت "كان 11"، إلى أن جيش الاحتلال، بدأ في إعادة انتشاره في القطاع الغربي، وفقًا للاتفاق الذي وقعه مع الحكومة اللبنانية.
وفي هذا الصدد، ذكرت هيئة البثّ، أن الجيش الإسرائيلي يعيد انتشاره في القطاع الغربي، وفق خطط معدة مسبقًا، كما حصل في منطقتي الناقورة وطيرحرفا، بالتنسيق مع أميركا والجيش اللبناني، الذي بدأ بالانتشار في المنطقة".
وذكر التقرير أن الرسالة التي وصلت إلى كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيليّ، من المستوى السياسيّ، هي أن إسرائيل تجري محادثات مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، للحصول على وقت إضافيّ حتى الانسحاب الكامل من لبنان، مشيرًا إلى أنها "فترة زمنية، تتراوح بين أيام وأسابيع".
وبحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عبر موقعها الإلكترونيّ "واينت"، فإنّ قرار عدم الانسحاب من جنوب لبنان، قد اتُّخذ خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، مساء أمس الخميس.
كما لفتت إلى أن القرار اتّخذ، من دون إجراء تصويت، وأنه يقضي بأن الانسحاب لن يُستكمَل في الوقت الراهن، وأنه في حال حدوث أيّة خروقات من جانب الجبهة الشمالية، فإن "الجيش الإسرائيلي، سيردّ بقوة".
وذكر تقرير "واينت"، أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن عدم الانسحاب، لن يؤدي إلى انتهاك وقف إطلاق النار من جانب الجبهة الشمالية، الذي امتنع حتى الآن باستثناء مرة واحدة، عن الردّ على الخروقات الإسرائيلية في لبنان، حتى عندما اتهمها بانتهاك الاتفاق".
وتطرق رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس، إلى الاتفاق مع الجبهة الشمالية، وقال: إن "الجيش الإسرائيلي، ممنوع من مغادرة المنطقة العازلة في لبنان".
وأضاف: "يجب أن نصرّ على تنفيذ الاتفاق كاملاً، من قِبل الحكومة اللبنانية".
بدوره، دعا رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبي لبنان كذلك، وبحسب ادعائه، فإن "الجانب اللبنانيّ قد خرق الاتفاق، وليس هناك انتشار حقيقيّ للجيش اللبنانيّ على طول الحدود، وهو غير قادر على السيطرة على الجبهة الشمالية، أو نزع سلاحه".
ووفق التقرير، "يستعد الجيش الإسرائيلي لمحاولات الجبهة الشمالية تقويض وقف إطلاق النار، نتيجة لبقائه في جنوب لبنان، وكذلك لمحاولات اللبنانيين العودة إلى القرى، حيث ستظل قواته موجودة"، علمًا بأن إسرائيل قد ارتكبت مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت "كان 11" عن مصادر في الجيش الإسرائيليّ، قولها: إنها "تدرك أن الجيش اللبنانيّ، يعمل ويحاول فرض سيطرته في المنطقة، لكنه لا يزال يواجه تحديًا من الجبهة الشمالية، ويحتاج إلى مزيد من الوقت، لتعزيز قوته".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها