أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، ذكرى ميلاد رجل الثورة والقانون والشعر، سليم الزعنون (أبو الأديب)، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.

وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات، والراحل المناضل سليم الزعنون، وجميع شهداء فلسطين.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، أحمد صبح، في كلمته، إنه "في إحياء ميلاد سليم الزعنون نكون أنهينا السنة الثالثة على التوالي من برنامج (في الذاكرة الوطنية-رفاق الدرب)، الذي سلطنا الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات".

وأضاف: "من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير، تقوم المؤسسة بإحياء ذكرى رجل الثورة والقانون والشعر سليم الزعنون، تكريما ووفاء له ولما قدمه لفلسطين وقضيتها".

وتوقف صبح أمام 450 يوما من عدوان احتلالي شامل يحاول إنهاء القضية الفلسطينية وفرض الاحتلال والاستيطان الاستعماري، منوها إلى أهمية الصمود والوحدة في مواجهة هذا الإجرام.

وقال: "في الذكرى الستين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، يتوجب العودة للجذور وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية ومعاني وحدة الشعب بكل مكوناته"، مؤكدا ضرورة مواجهة من يُحاول حرف البوصلة الوطنية نحو الفوضى والإرتهان لأجندات خارجية.

واستعرض صبح بعض الجوانب والصفات للراحل سليم الزعنون، وقال إنه "قامة وطنية وأدبية فذّة، وقيمة فكرية وسياسية، وشهد تاريخ الثورة الفلسطينية وأثرى فيه الكثير من تجربته النضالية، وكتب التاريخ قولاً وفعلاً حيث وثق محطات القضية الفلسطينية".

من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، في كلمة أصدقاء سليم الزعنون: "إن أبو الأديب قامة وطنية عالية جدا في النضال الفلسطيني، وهامة عالية في الأدب والشعر والقانون، وله بصمات عدة في تاريخ القضية الفلسطينية".

وأضاف فتوح: "نعاني اليوم جميعا من الجرح النازف في غزة جراء الإبادة الجماعية التي تستهدف الوجود الفلسطيني، كما نعاني من الهجمة الاستراتيجية التي تهاجم القضية الفلسطينية في الضفة الغربية".

وتابع إن "أبو الأديب له دور كبير في حماية النظام الداخلي لمنظمة التحرير بعد انتخابات المجلس التشريعي الأول عام 1996، وما كان يُحاك ضده بأن يكون بديلا عن المجلس الوطني"، مستذكرا مناقب وصفات أبو الأديب بأنه قائد عظيم، وله بصمات واضحة وكبيرة في المجلس الوطني، خاصة في صياغة القانون والقرارات.

وأكد أن ما "يتطلب منا الآن وحدة وطنية شاملة تحت مظلة منظمة التحرير، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ونحن الآن في مرحلة الدفاع الاستراتيجي من أجل المحافظة على وجودنا كفلسطينيين".

وشكر فتوح مؤسسة ياسر عرفات وإدارتها وكادرها "على ما يقومون به من جهد في إحياء ذكرى الرموز الوطنية للفلسطينيين، ومن غاب عنا ذكراهم بمشاغل الحياة، إذ تعمل المؤسسة على تذكيرنا بالقادة الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل القضية الفلسطينية".

من جانبه، قال أديب الزعنون، النجل الأكبر للراحل، في كلمة مسجلة للعائلة، إن الراحل "كان أبا حنونا ليس فقط لعائلته وإنما لكل من عايشه وتعامل معه في العمل أو بشكل إنساني لأبسط الأمور، وكان إنسانا ومعلما وقائدا ومؤسسا ومناضلا وشاعرا وقاضيا وبرلمانيا، نذر حياته من أجل وطنه وقضية شعبه الفلسطيني، ليبدأ مشواره النضالي منذ مرحلته الثانوية في غزة والجامعية في مصر، وصولا إلى تأسيس حركة فتح مع القادة العمالقة ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم في الكويت"، معربا عن شكره لمؤسسة ياسر عرفات التي أحيت ذكرى ميلاد والده كنوع من الوفاء له.

وعرضت المؤسسة فيلما من إنتاجها بعنوان "رجل الثورة والقانون والشعر" استعرض سيرة ومسيرة المناضل الوطني أبو الأديب وإسهاماته في الثورة الفلسطينية أدبيا ووطنيا وسياسيا.

وحضر الفعالية أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري وشخصيات اعتبارية عديدة، وكتاب، كما تضمنت الفعالية معرض صور بعنوان "صور من الذاكرة الوطنية للراحل المناضل سليم الزعنون".