زار وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى يضم رئيسي جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" ورئيس الأركان، العاصمة المصرية القاهرة، يوم أمس الثلاثاء 2024/12/10، حيث عقد اجتماعات مع رئيس جهاز المخابرات المصرية لبحث ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافةً إلى صفقة تبادل الأسرى وعدد من الملفات الأمنية.

وتناولت المباحثات التي جمعت بين رئيسي "الشاباك" رونين بار، و"الموساد" ودافيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية الجديد حسن محمود رشاد، الأسماء المقرر إطلاق سراحها ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه، إضافة إلى مناقشة البنود التي ستتضمنها الصفقة، مثل وضع معبر "رفح" البري أثناء تنفيذ الاتفاق والترتيبات الأمنية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة.

وفي سياق متصل، كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، أن طائرة خاصة، تُستخدم عادة في مهام لصالح جهاز "الموساد"، عادت من القاهرة، في إشارة إلى تقدم محتمل في المحادثات حول صفقة تحرير الأسرى، وأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، شارك مع رئيس "الشاباك" في ترؤس الوفد الأمني الإسرائيلي الذي زار القاهرة، حيث عقدا اجتماعات مع رئيس المخابرات المصرية، وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، ركزت المباحثات على قضايا أمنية إقليمية، كما أن قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أثيرت خلال المحادثات مع رئيس المخابرات المصرية.

وذكرت "كان 11" في نشرتها المسائية أن الوسطاء يمارسون ضغطًا على إسرائيل لدفعها إلى سحب قواتها من محور "صلاح الدين" "فيلادلفيا" الحدودي بين قطاع غزة ومصر من أجل التقدم في المفاوضات حول الصفقة، وذكرت أن الولايات المتحدة وقطر ومصر ترى أن هناك فرصة لإتمام الصفقة، لكن ذلك يعتمد على الأطراف المعنية، في حين قال مسؤولون إسرائيليون: إن "التفاؤل السائد سابق لأوانه، وأن الأمور تعتمد على مرونة الأطراف".

بدورها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأنه تم إطلاع الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت" على تغيير في موقف الفصائل الفلسطينية قبل أيام، جاء فيه أن إسرائيل ترصد استعدادًا لدى الفصائل للتوصل إلى صفقة وإبداء المرونة في بعض القضايا الجوهرية.

ولفتت القناة إلى أن المسألة الأكثر خلافية تبقى مسألة إنهاء الحرب وكيفية نشر قوات الجيش الإسرائيلي خلال فترة الهدنة، إذا تم التوصل إليها، مشددة على أنه لم يتم تحقيق اختراق، وأن الخلافات بين الأطراف لا تزال قائمة.

واستدركت بالقول: إن "الجانب الإسرائيلي يرصد استعدادًا متزايدًا لدى العدو للتوصل إلى الصفقة، واعتبرت أن ذلك يُعزى جزئيًا إلى التغيرات الجذرية في المنطقة".

وقدّر مسؤول إسرائيلي أنه في غضون أسبوع إلى أسبوعين، سيكون من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، واعتبر أن الظروف أصبحت جاهزة وذلك في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين، مساء الإثنين، أنه تمَّ تحقيق تقدم في المفاوضات لإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، مع وجود احتمال كبير لإتمام الصفقة خلال أسابيع قليلة، وأفادت بأنَّ الصفقة قد تنقسم إلى ثلاث مراحل، تشمل انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من غزة.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، يوم الخميس المقبل ليبحث هذه التطورات، وقالت القناة 12: إن "العقبة السياسية قد تشكل عائقًا أمام إتمام الصفقة، في إشارة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد يفشل في إقناع شركائه في الائتلاف بمقترح الصفقة، رغم أنه شدد على أن القرارات في هذا الملف لن تتأثر بالحسابات السياسية".

يأتي ذلك وسط ترقب لوصول مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتهية ولايته جيك سوليفان، يوم الخميس المقبل، إلى تل أبيب، حيث سيبحث مع نظرائه في إسرائيل وقف إطلاق النار في لبنان، والتطورات في سورية، بالإضافة إلى المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة.