تبدو كثير من الصخور المنتشرة حول العالم شاهقة الإرتفاع، كأنها على وشك السقوط والانهيار، مع ذلك لم يتمكن أي إنسان من تحريكها حتى الآن. فقد جذبت هذه الإبداعات الرائعة السياح والجيولوجيين في جميع أنحاء العالم، وفقًا لعلماء الجيولوجيا، ربما يكون بعضها قد تآكل مع مرور الوقت.
صخرة Kummakivi – صخرة متوازنة أعلى صخرة أخرى
فالصخرة العلوية التي يبلغ طولها سبعة أمتار تحاول باستماتة التوازن على الأخرى، تشكل الصخرتان جزءًا من هذا التكوين، فالصخرة السفلية لها سطح منحني وسلس، ونصف الصخرة السفلية مغمورة في التربة، لذلك لها أساس قوي.
أما الصخرة العليا ليست ناعمة، وهي ضخمة في الحجم، والمثير للدهشة أنه لا يوجد سوى نقطة اتصال واحدة وصغيرة جدًا بين كلتا الصخرتين.
وفقًا للفولكلور الفنلندي، قام "هيسي"، وهو أحد أنواع العمالقة، بوضع هذه الصخور، ولدى الجيولوجيين تفسير مختلف في رأي الجيولوجيين، أدى التراجع الجليدي إلى تكوين هذه الصخور.
عندما تراجعت الأنهار الجليدية من المنطقة إلى الشمال منذ حوالي 12000 عام، تُركت هذه الصخرة وراءها، ويحدث هذا عندما يذوب نهر جليدي ويتدفق ببطء إلى أسفل، ويعد ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض تساقط الثلوج من الأسباب الرئيسية لانحسار الأنهار الجليدية.
ويفقد النهر الجليدي المتراجع كمية من المياه أكثر مما يكتسب، وبالتالي يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر.
العمود الصخري المتوازن في لونج آيلاند
وهذه الصخرة العمودية التي يبلغ طولها تسعة أمتار هي عبارة عن تكوين جيولوجي طبيعي، وتطل على خليج سانت ماري في نوفا سكوشا، وعلى الرغم من أن العديد من الصخور الأخرى على شاكلتها قد انهارت في الماضي بسبب التعرية، لكن ليس صخرة البازلت هذه.
منذ حوالي 200 مليون سنة، في العصر الترياسي، نشأت الصخور المنصهرة، أو الحمم البركانية، من أعماق الأرض وانتشرت عبر السطح.
قسمت هذه الظاهرة شبه القارة العملاقة بانجيا وفتحت المحيط الأطلسي، وعندما بردت الحمم الساخنة، شكلت هياكل متعددة تشبه الأعمدة من البازلت، وأخيرًا أدت عوامل الطقس والتعرية إلى بناء صخور متوازنة مثل تلك الموجودة في خليج سانت ماري.
حديقة الصخور المتوازنة
وهذه الصخرة المتوازنة هي تشكيل إبداعي في كولورادو سبرينغز، وتزن حوالي 700 طن، وتشكّلت الصخرة من الحجر الرملي الأحمر ويبلغ عمرها حوالي 290 مليون سنة، وبدأ تكوينها عندما جاء الشكل السائل للحجر الرملي الرسوبي هديرًا من داخل الأرض، وتم اختبار قوة هذه الصخرة بمرور الوقت، خاصة أثناء الزلازل، ومع ذلك، فإنها لم تسقط.
يساعد ذلك الجيولوجيين على جمع البيانات عن الزلازل والتنبؤ بها التقط الباحثون صوراً للصخرة وقاموا ببناء نماذج ثلاثية الأبعاد حتى يتمكنوا من محاكاة اهتزاز الزلزال اللازم لإسقاطها، وأظهرت النتائج أن الزلازل الشديدة كانت أقل تواتراً مما كان مقدراً سابقاً.
أيدول روك – بريهام روكس
عبارة عن مجموعة مذهلة من صخور الحجر الرملي غير المستقرة في شمال يوركشاير، إنجلترا، وإحدى هذه الصخور هي أيدول روك، وتسمى أيضًا “Druid’s Idol”، ويبلغ ارتفاعها حوالي 4.5 أمتار وتزن 200 طن.
يقع هذا الهيكل الضخم أعلى قاعدة هرمية صغيرة، ولسنوات، اعتقد السكان المحليون أن هذه الأشكال قد تم نحتها من قبل البريطانيين القدماء، ومع ذلك، أثبت البحث أنها خرافة شائعة هذه التكوينات طبيعية تم إنشاؤها من خلال العمل المشترك للجليد والمياه الذائبة المركزة.
صخرة كريشنا باتربال
تقع هذه الصخرة الضخمة في تاميل نادو بالهند، ويبلغ ارتفاعها 6 أمتار وتزن حوالي 250 طنًا، ومن المدهش أنها تقف على قاعدة طولها أربعة أقدام على تل زلق، وهذه الصخرة المتوازنة العملاقة هي جزء من "مجموعة المعالم الأثرية في Mamallapuram"، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
في الماضي، حاول العديد من الملوك تحريك الصخرة ولكن دون جدوى، وألهم توازن هذا الحجر ملك التاميل الهندي راجا تشولا وأدى إلى إنشاء دمى طينية لا تتساقط أبدًا تسمى "تانجافور بوماي"، وتحتوي هذه الدمى على قاعدة نصف كروية تميل إلى العودة إلى وضعها الأصلي في كل مرة يحاول المرء أن يسقطها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها