عقد مجلس الأمن الدولي، اجتماعًا مساء اليوم الجمعة 2024/09/27، حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، بطلب من الجزائر.

وفي إحاطته أمام المجلس في بداية الاجتماع، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن مفتاح السلام في المنطقة يكمن في الحل السياسي.

وقال: إن "الأمم المتحدة ستواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام، بدءاً بإنهاء الحرب"، مؤكدًا ضرورة وضع حد لدوامة الموت في قطاع غزة.

كما أكد ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية والسماح للمساعدات الإنسانية بأن تتدفق بحرية وأمان.

وسلط غوتيريش الضوء على التأثير المدمر للقصف الإسرائيلي المتواصل، والذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وأكد غوتيريش أن العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني غير مبرر.

وقال الأمين العام: إن "غزة هي المكان الأكثر خطورة في العالم فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولكن زملاءنا يواصلون بذل قصارى جهدهم للوفاء بمهمتهم الإنسانية".

وأشار إلى قتل 225 من موظفي الأمم المتحدة، داعيًا إلى إجراء تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه.

وأكد ضرورة الالتزام بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان عدم استخدام المواقع المدنية لأغراض عسكرية.

وأشار غوتيريش إلى العنف المتزايد في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، مشيرا إلى استشهاد أكثر من 700 فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واستمرار بناء المستوطنات الجديدة، والاستيلاء على الأراضي، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين.

وقال: إن "الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية خلص إلى أن استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن إسرائيل ملزمة بإنهائه في أسرع وقت ممكن. وقد طالبت الجمعية العامة إسرائيل بالامتثال".

وأضاف: إن "موجات الصدمة الناجمة عن الموت والدمار غير المسبوق في غزة تهدد الآن بدفع المنطقة بأكملها إلى الهاوية وتنذر باشتعال حريق شامل ذي عواقب لا يمكن تصورها".

وأوضح الأمين العام أن يوم الاثنين كان الأكثر دموية في لبنان منذ عام 2006، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي ضرب مبان مدنية في بيروت اليوم.

وحذر الأمين العام من أن الحرب في لبنان قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد الذي يشمل قوى خارجية، وأكد الحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن.

مصطفى: مجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الإسرائيلي

وقال رئيس الوزراء، وزير الخارجية محمد مصطفى: إنه "مضى عام على تعنت الحكومة الإسرائيلية، والإزدواجية اللاإنسانية للمعايير في مجلس الأمن التي تركت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا وأطبائنا وصحفيينا ومعلمينا وطواقمنا، دون حماية أو عون وكأنهم أمة دون البشر".

وأضاف: "أتينا إلى الأمم المتحدة ولمسنا التضامن الكبير مع شعبنا وقضيته العادلة، ولكننا نغادرها والمجازر الإسرائيلية لم تتوقف، ومجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الإسرائيلي".

وتساءل عما إذا كان مجلس الأمن سيراوح في موقفه التقليدي الذي ينتهي بالتنديد والمطالبة، متوقعًا من إسرائيل الامتثال، مضيفًا: "متى ستُفعـّلون أدواتكم هنا في مجلس الأمن التي تجبر إسرائيل على الامتثال، لصون وحفظ الأمن والسلم الدوليين؟ إلى متى سيكون الفصل السابع محرما على إسرائيل؟ أتنتظرون كارثة أكبر من ذلك؟ أتنتظرون حربًا أوسع من ذلك؟ أم أنكم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟".

وأشار إلى أن ما يمكن استخلاصه فيما يخص القضية الفلسطينية خلال هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، هو أن قادة العالم من مختلف بقاع الأرض وعلى اختلاف عقائدهم السياسية.

وقال: "يرون أنه من اللامنطقي، بل من الجنون أن نستمر على نفس النهج الذي اعتدنا عليه في الماضي لمواجهة التحديات المهولة التي نقف أمامها اليوم، والتي تمنعنا من تحقيق السلام العادل والشامل والدائم".

ودعا إلى صياغة خطة دولية تتضمن إجراءات ضرورية لتغيير الواقع على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة الذي يدعمه ويطالب بأن تنهي إسرائيل وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرًا.

كما دعا الجميع إلى الانضمام إلى التحالف الدولي الذي أُعلِن أمس الخميس لإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال دولة فلسطين، فضلًا عن دعم الخطة الوطنية لبناء فلسطين.

وزير الخارجية الصيني يدعو إلى عقد مؤتمر لتنفيذ حل الدولتين

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: إن "المجتمع الدولي لا يمكنه أن يكتفي بالمتابعة دون التحرك بشأن الأزمة غير المسبوقة في الشرق الأوسط".

وأضاف: "يجب ألا تستمر الحرب والصراع، ويجب تحقيق وقف شامل لإطلاق النار"، مشددًا على أن الدول ذات النفوذ يجب أن تلعب دورا بنّاء أكثر، وأدان جميع الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين الأبرياء.

وأشار إلى أن بلاده دعت إلى عقد اجتماع لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، وحث جميع الأطراف على الوفاء بجميع التزاماتهم بموجب قرارات المجلس ذات الصلة، وقال: إنه "يجب عقد مؤتمر لتنفيذ حل الدولتين".

وأضاف: "يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا داعمًا للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك دعم الأونروا،  ويتعين على المانحين الذين أوقفوا تمويل الوكالة الأممية أن يستأنفوا مساهماتهم".

وخلص إلى أن الحرب هي اختبار للعدالة، ويجب أن تعمل الجهود الآن على تعزيز السلام في الشرق الأوسط.