الشاعر: هاني مصبح 

انا طفل فلسطين أصرخ بالآهات

انا المذبوح في الطرقات

انا الكهل في مهدي حتى الممات

كبرت ومنذ سبعين عاما في المخيمات

وكثيرا من إخوتي هجروا في الشتات

وحين فاق ألمي ما لا تتحمله الذات

وبكت القدس وتعالت بها الصرخات

ونادت أجراس كنائسها ومساجدها بالصلاوات

وانتفضت غزة جريحة وكلها آهات

متمردة على الظلم معلنة الثبات

صرخ الجلاد قائلا اقتلوهم بالدبابات

وأمر الحلفاء بمزيد من الطائرات

ومن جثث النساء والأطفال عبدوا الطرقات

الطفل فينا سيقاومكم بما هو آت

وسوف يعاديكم بكل أنواع الصرخات

رضعة طفلا صغيرا في يده أقوى من العبوات

ركام وركام ودماء كنهر الفرات

غابت ضمائر إخوتنا كأهل الكهف في سبات

وميزان العدل تحطم وكل شئ بات

للعلن موت الضمائر وغياب الأصوات

المجرم المحتل يسانده الاوغاد 

ممنوع أنت يا فلسطيني من حرية الذات

ممنوع عليك العيش في سلام وثبات

الكل في غزة يقتل وجثث تملأ الطرقات

طبيب وصحفي وطفل يقتلون ولا احد يغاث

أنا طفل في صدري بركان من الصرخات

وامي ثكلى منشغلة بجمع الرفات

وصلت صرخاتنا للأحرار في الجامعات

وتحركت إنسانية الشعوب وقامت الانتفاضات

ضد محتل بغيض يسانده الاوغاد 

إلى متى والمحتل يذيقنا الويلات

يجب أن نتحرر هذا حق لنا إنه آت

ارحل أيها المحتل فلسطين مقبرة الغزاة