الشاعر محمد محمد علي جنيدي

 يا أهلَ غزةَ
لغةُ الكلامِ قد استحتْ
وقد انتهتْ
رغم المعاناةِ الطويلة
رغم المجافاةِ الثقيلة
هذا الصمودُ له العجب
ولن يُضاهيهِ الياقوتُ ولا الذهب
هل أنجب التاريخُ شعباً مثلَكم
في صبرِكم.. في بأسكِم
يُعلي الصمودَ كآيةٍ
في وجهِ هذي الأنظمة
لا لم أرَ ..
في كُلِّ عمري مثل هذي الملحمة
سكت الكلامُ تناثرتْ كُلُّ الكتب
يا للعجب
الغيظُ يملأُ قلبَ هذا المعتدي
فلن نراه ساكناً ولن نراه يهتدي
هم يقتلون.. هم يهدمون
هم يحرقون كُلَّ شبرٍ في القطاع
هم يمنعون الماءَ يجري في البقاع
وشعبُكم مهما يطولُ به الصراع
لا يخضعون لمعتدٍ
لا يتركون بلادَهم لمعربدِ
يا أهلَ غزةَ
مهما تخلَّى القومُ عنكم
أو ساءَكُم طمعُ الرعاع
طمعٌ به
خلعوا قلوبَ الأبرياء
فأشعلوا نارَ الإبادةِ والشقاء
وتسابقوا نحو الفناء
لكنكم..
مهما الأخوةُ قد تداعتْ
وأصابكم سُمُّ الأفاع
أنتم ثرياتُ الأمل
لتُضيءَ درباً تشتعل
يا أهلَ غزةَ
لم يبقَ من أطيافِ هذا الليلِ إلا ساعةٌ
مهما يطولُ الإنتظار
فغداً سينفكُ الحصار
هي ساعةٌ للهِ يا خيرَ الرجال
وغداً لكم يتحققُ الحُلْمُ المحال
هي ساعةٌ واللهُ يقضي
وهْو خيرُ الحاكمين
هي ساعةٌ والنصرُ يأتي
يشفي جراحَ الصامدين
هي ساعةُ الجبارِ تطوي
مكراً لقومٍ حاقدين
يا أهلَ غزةَ قد كفانا
اللهُ خيرُ الفاصلين
هو وعدُ ربِّي قد أتانا
والنصرُ للمستضعفين