اليوم 16 / 5 / 2024 م يكون قد مَرَّ مئة وثمانية أعوام على توقيع  الاتفاقية الفرنسية البريطانية والتي عرفت باسم  اتفاقية (سايكس-بيكو) التي رسمت مناطق النفوذ الاستعماري لهما وبينها  في البلاد العربية، وقسمت أوصال الوطن العربي، بعد سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها  في نهاية الحرب العالمية الأولى. 
وقد حالت  هذه الإتفاقية  دونَ قيام الدولة العربية الواحدة  كما كانت قد وعدت بريطانيا الشريف حسين بن علي شريف مكة،  ودون تمكين العرب من ممارستهم لحقهم في  تقرير المصير وذلك تنفيذًا لمقرارات مؤتمر الدول الاستعمارية المعقد في الفترة  (1905_1907 م) الذي عقد بدعوة من الوزير الأول البريطاني  آنذاك توطئة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ويكون  على مقربة من قناة السويس.

وهي التي أدت إلى إنشاء الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بعد اخضاعها للأنتداب البريطاني لمدة ثلاثين عامًا، وبالفعل اعلن قيام الكيان الصهيوني في 15/5/1948م بدعم كامل من الدول الاستعمارية على مساحة تقارب 78% من مساحة إقليم فلسطين، ولم يسمح بإقامة دولة فلسطين طبقًا لما نص عليه قرار التقسيم رقم181 بتاريخ 29/11/1947 م والذي نص على إقامة  دولتين، دولة  يهودية وأخرى فلسطينية فوق إقليم فلسطين. 
نعم إنها الجريمة الاستعمارية الكبرى التي تعرض لها العرب عامة والفلسطينيين منهم خاصة، وأدت إلى ارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي في حق الشعب الفلسطيني،  نتج  عنها تدمير أكثر من 550 قرية ومدينة فلسطينية، وتشريد ما يزيد على 850 ألف فلسطيني من منازلهم ومدنهم وقراهم  وتحويلهم  إلى لاجئين ومشردين.


لازال الشعب الفلسطيني إلى اليوم ومعه الأمة العربية يعانون من نتائجها الوخيمة والكارثية على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية، وتتكرر فصول حرب الإبادة اليوم في قطاع غزة خاصة و فلسطين عامة، ويقف المجتمع  الدولي عاجزًا عن  وضع حدٍ   لهذه الجرائم الإبادية التي يشاهدها اليوم القاصي والداني، سبعة اشهر وعشرة أيام وجرائم حرب الإبادة متواصلة  في قطاع غزة بدعم كامل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وغيرهم من الدول الغربية. 
لنتذكر  التاريخ القديم والحديث والمعاصر، المؤامرة مستمرة وغير متوقفة ضد شعبنا وأمتنا العربية.

اتفاقية (سايسكس_بيكو)  
نعم: إنها اتفاقية الجريمة بعينها.